كيف تعوق التغيرات المناخية أهداف التنمية المستدامة في العالم؟

"مستقبل تغير المناخ في العالم" و"دور منظمات المجتمع المدني في تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، جلستان ناقشتا ضمن فعاليات اليوم الثالث بمنتدى شباب العالم، المنعقد في مدينة شرم الشيخ، التغيرات المناخية وأبرز التحديات التي تواجه البشرية حاليًا.
ونشرت الصفحة الرسمية لمنتدى شباب العالم على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" النقاشات في جلسة "مستقبل تغير المناخ في العالم"، مشيرة إلى أنه بالإضافة إلى ضغط هذه الظاهرة على البيئة فهي تمثل عائقًا أمام جهود تحقيق التنمية المستدامة خاصة في الدول النامية.
وبدوره، قال الدكتور ماهر عزيز استشاري الطاقة والبيئة وتغير المناخ، إن تغير المناخ يعتبر عائق كبير أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مطالبًا الدول بالعمل على محاولة تقليص التحديات التي تواجههم خلال الفترة المقبلة.
وأضاف عزيز ل "الوطن"، أن التحديات التي تعد عائقا أمام التنمية هو تغيرات نظام المناخ وسقوط الأمطار بشدة في أماكن لا تسقط فيها، وتصبح الأماكن الجافة ممطرة، والأماكن الممطرة تصبح جافة وهي تقلبات تؤدي إلى كوارث تهدد مستقبل البشرية، مما ينعكس سلبيًا على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتابع الاستشاري، أن هذه التغيرات تؤدي إلى زيادة كوارث عديدة وخاصة حدوث الزلازل والبراكين في جميع العالم، نتيجة ارتفاع سطح المياه وارتفاع درجات حرارة الأرض، مما ينتج إلى تحويل الأراضي الزراعية إلى صحاري لا توجد بها حياة للمواطنين، وهذا يكون عائقا أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مضيفًا أن أسباب تغير المناخ عديدة ومنها التلوث بأنواعه والقضاء على الأشجار وحدوث الثورات البركانية.
وقال الدكتور مجدي علام، الخبير البيئي، إن التغيرات المناخية التي يشهدها العالم خلال السنوات المقبلة تؤدي إلى كوراث لا تتحملها البشرية وتسعي الدول إلى محاولة تجنب الأضرار التي يمكن أن يتعرضون إليها، وفي الوقت الذي تحاول في الدول النامية تحقيق التنمية المستدامة، تواجه هذه الدول تلك التحديات.
وأوضح علام ل "الوطن"، أن تغير المناخ لا تستطيع أي دولة منعه، وانما الدول تحرص على محاولة تقليل الخسائر التي تتعرض لها، مشيرًا إلى أن ظاهرة تغير المناخ تحدث في مناطق معينة وتختلف من منطقة إلى آخري، والطقس يشمل تغير معدل درجات الحرارة ومعدل التساقط، وحالة الرياح.
وتابع علام، أن هذه الكوارث ستؤدي إلى اتلاف المحاصيل الزراعية نتيجة السيول التي تتعرض لها الأراضي، كما أن بعض المناطق سيصيبها الجفاف، مشيرًا إلى أن التغيرات تحدث بسبب العمليات الديناميكية للأرض وتؤدي إلى حدوث كوارث منها البراكين والزلازل والأعاصير، وهذه الكوارث توقف عملية التنمية المستدامة في الدول.
واستكمل علام، أن التغيرات المناخية تؤدي إلى ظاهرة ذوبان الجليد والتي تسبب ارتفاع نسبة المياه في البحار مما يؤدي لغرق المناطق وخاصة في القطب الشمالي.
وعن الأضرار التي يتعرض لها الإنسان في حالة تغير المناخ، يقول الخبير البيئي، إنه تؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية التي تشمل البكتيريا والفيروسات والطفيليات والفطريات، وهي أمراض منقرضة في بعض الدول، وسوف تعود في حالة التقلبات المناخية.
ومن أهم البرامج التي يمكن أن تتبعها الدول تجاه التغيرات المناخية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، إنشاء محطات كهربائية لزيادة التيار الكهربائي وهذا يكلف الدول الكثير من الأموال، وبرامج التكيف مع تغير المناخ بمعني أن الدول لا تزرع المحاصيل التي تتحمل درجات الحرارة العالية، واستخدام المياه في المواسير حتى لا تتعرض للتبخر، ووضع حواجز أمام البحار حتى لا تتعرض المناطق الساحلية للغرق، والاهتمام بعلاج ضربات الشمس والاجهاد الحراري من خلال بناء مناطق خضراء.