«مطابقة للمواصفات القياسية المصرية».. بيان جديد من وزارة البترول بشأن «البنزين المغشوش»    بيراميدز يطيح بنجمه في الصيف «خاص»    إنهاء خصومة ثأرية بين عائلتين بالفيوم (صور)    في اليوم العالمي للربو 2025.. كيف تسيطر على النوبة؟    محافظ دمياط: إطلاق حزمة من الإجراءات لإحياء حرفة النحت على الخشب    وفد البنك الدولى ومنظمة الصحة العالمية في زيارة لمنشآت صحية بأسيوط    محافظ الغربية يجرى جولة بمدينة طنطا سيرا على الأقدام    رومانيا تعين رئيس وزراء مؤقتا بعد هزيمة ائتلاف في انتخابات الرئاسة    اقتصادي: مصر قد تستفيد من الحرب التجارية بين الصين وأمريكا    الكرملين: بوتين سيزور الصين في أغسطس المقبل    بولندا تتهم روسيا بالتدخل في حملة الانتخابات الرئاسية    من منتدى «اسمع واتكلم».. ضياء رشوان: فلسطين قضية الأمة والانتماء العربى لها حقيقى لا يُنكر    الأهلي يفوز على سبورتنج ويتأهل لنهائي كأس مصر لكرة السلة    استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني لحماية المرأة    مدير المركز القومي للترجمة تبحث سبل تعزيز التعاون مع القائم بأعمال سفير الهند بالقاهرة    نجوم الفن وصناع السينما يشاركون في افتتاح سمبوزيوم «المرأة والحياة» بأسوان    أحدث ظهور ل ابنة نور الشريف    قصر ثقافة الفيوم ينظم محاضرة بعنوان "الأيدي العاملة"    ظافر العابدين ينضم لأبطال فيلم السلم والثعبان 2    سنن الحج المؤكدة ومتى يبدأ الحجاج بالتلبية؟.. التفاصيل الكاملة    «النهارده كام هجري؟».. تعرف على تاريخ اليوم في التقويم الهجري والميلادي    أمين الفتوى: الزواج قد يكون «حرامًا» لبعض الرجال أو النساء    وزير الدفاع يلتقي نظيره القبرصي لبحث التعاون المشترك بين البلدين    حالة الطقس غدا الأربعاء 7-5-2025 في محافظة الفيوم    النائب العام يشارك في فعاليات قمة حوكمة التقنيات الناشئة بالإمارات    البابا تواضروس الثاني يزور البرلمان الصربي: "نحن نبني جسور المحبة بين الشعوب"    بعد اغتصاب مراهق لكلب.. عالم أزهري يوضح حكم إتيان البهيمة    ولي العهد يتلقى رسالة خطية من رئيس الحكومة المؤقتة في بنجلاديش    جدول امتحانات الصف الثاني الثانوي 2025 في محافظة البحيرة الترم الثاني 2025    ضبط مصنعات لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمى فى حملة بسوهاج    موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025 في مصر والدول العربية    تأجيل محاكمة 7 متهمين في خلية "مدينة نصر" الإرهابية ل 16 يونيو    رئيس شركة فيزا يعرض مقترحًا لزيادة تدفق العملات الأجنبية لمصر -تفاصيل    رئيس "شباب النواب": استضافة مصر لبطولة الفروسية تعكس مكانة مصر كوجهة رياضية عالمية    نجم برشلونة يضع محمد صلاح على عرش الكرة الذهبية    منها إنشاء مراكز بيع outlet.. «مدبولي» يستعرض إجراءات تيسير دخول الماركات العالمية إلى الأسواق المصرية    مشروبات صحية يُنصح بتناولها لمرضى السرطان    وزير الاستثمار يلتقى رئيسة البنك الأوروبى لتعزيز الاستثمارات الأوروبية فى مصر    الأهلي يحيي الذكرى ال 23 لرحيل صالح سليم: الأب الروحي..لن ننساك يا مايسترو    تأجيل محاكمة نقاش قتل زوجته فى العمرانية بسبب 120 جنيها لجلسة 2 يونيو    بعد رحيله عن الأهلي.. تقارير: عرض إماراتي يغازل مارسيل كولر    نائب وزير الصحة: تحسين الخصائص السكانية ركيزة أساسية في الخطة العاجلة لتحقيق التنمية الشاملة    المخرج جون وونج سون يزور مقر مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي بالقاهرة    ضبط محل يبيع أجهزة ريسيفر غير مصرح بتداولها في الشرقية    جامعة كفر الشيخ تنظّم ندوة للتوعية بخطورة التنمر وأثره على الفرد والمجتمع    "الخارجية" تتابع موقف السفينة التي تقل بحارة مصريين قبالة السواحل الإماراتية    الجيش الإسرائيلي يصدر إنذارا بإخلاء منطقة مطار صنعاء الدولي بشكل فوري    جزاءات رادعة للعاملين بمستشفى أبوكبير المركزي    وكيل الأزهر: على الشباب معرفة طبيعة العدو الصهيوني العدوانية والعنصرية والتوسعية والاستعمارية    مجلس مدينة الحسنة يواصل إزالة الآثار الناجمة عن السيول بوسط سيناء    ادعوله بالرحمة.. وصول جثمان الفنان نعيم عيسى مسجد المنارة بالإسكندرية.. مباشر    "هذه أحكام كرة القدم".. لاعب الزمالك يوجه رسالة مؤثرة للجماهير    باكستان تتهم الهند بوقف تدفق مياه نهر تشيناب    مدرب كريستال بالاس: هذا ما يجب علينا تقبله    وزير الثقافة يطلق مشروع "أهلا وسهلا بالطلبة" بتخفيض 50% للمسارح والمتاحف    «الداخلية»: ضبط شخص عرض سيارة غير قابلة للترخيص للبيع عبر «فيس بوك»    حالة الطقس اليوم الثلاثاء 6 مايو في مصر    إلغاء الرحلات الجوية بعد استهداف مطار بورتسودان بمسيرات للدعم السريع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«التعويم» يرفع أسعار المستلزمات والأعلاف.. وضعف الإمكانيات يهدد إنتاج المزارع
نشر في الوطن يوم 06 - 11 - 2017

على مساحة 840 متراً مربعاً بمنطقة أريمون، التابعة لمركز كفر الشيخ، تقع مزرعة «الوفاء» للإنتاج الحيوانى المتكامل، وتضم 300 رأس ماشية بمختلف أشكالها وأحجامها وأنواعها «عجول التسمين، عجلات التربية، الأبقار والجاموس الحلاب»، كما أنها تحتوى على «مدشة» كبيرة لإنتاج الأعلاف، ومخازن لحفظ الأعلاف المختلفة لتغذية المواشى. داخل تلك المساحة الشاسعة يقف المهندس قدرى البسيونى، مدير عام المزرعة، وسط العمال؛ لتوجيههم بنظافتها وعلف المواشى.. «قدرى»، الذى كان يعمل مديراً عاماً بمنطقة كفر الشيخ الأزهرية، فضّل أن يحصل على إجازة من العمل الحكومى ليتمكن من إدارة المزرعة التى يملكها رجل الأعمال عصام الجبالى.
يقف «قدرى» وسط تلك المساحة الشاسعة لينظم ورديات العمل بين عمال المزرعة ويذكر بمواعيد أعلاف المواشى المختلفة، فكل مجموعة منها تقف فى مكان محدد حيث يتم وضع الأمهات من الأبقار فى مكان مخصص ويتم علفها علفاً مخصصاً، والأبقار الحلاب فى مكان آخر مجاور للمجموعة الأولى، كما يتم وضع العجول حديثى الولادة فى مكان مخصص، وعجول التسمين من الجاموس فى مكانها.
يوضح «البسيونى» أن إنتاج المزرعة يمر بعدد من المراحل، حيث الأمهات وهى عبارة عن سلالات تنتج العجول الصغيرة، وبقرات الحلاب التى تنتج الألبان، وما بعد الأمهات «الولادة»، بالإضافة إلى عجول التسمين الخاصة باللحوم التى يتم بيعها للجزارين بشكل يومى أو لمنافذ التوزيع الخاصة بالقوات المسلحة أو شركات الأمن الغذائى. ويضيف مدير مزرعة الوفاء أن رأسمالها يتخطى 10 ملايين جنيه بخلاف تكلفة الأعلاف وشراء المواد الخام، مشيراً إلى وجود مصنع للأعلاف داخل المزرعة لخدمتها.
مدير مزرعة: استثماراتنا مهددة بعد تحرير صرف الجنيه.. مشرف مزرعة «مبارك»: الإجراءات الجمركية تمنعنا من استيراد التحصينات وزيادة الإنتاج
بنبرة حزينة يستكمل «البسيونى» حديثه ل«الوطن» قائلاً: «برغم أن صاحب المزرعة يضخ استثمارات كبيرة لتنمية القطاع الحيوانى، فإن ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج والأعلاف يهددنا بعدم الاستمرار، بالإضافة إلى أن رفع سعر الأدوية البيطرية جاء خراب بيوت على المستثمرين الذين يساهمون فى تنمية الثروة الحيوانية».
يتابع مدير عام المزرعة: «الدولة رفعت يدها عن دعم مستثمرى هذا القطاع فأسعار الأعلاف ارتفعت بشكل كبير عقب تعويم الجنيه ورفع قيمة الدولار حيث يصل سعر الطن لأكثر من 6 آلاف جنيه بعدما كان 3 آلاف فقط، بالإضافة إلى أن التحصينات والأدوية البيطرية تكبدنا خسائر كبيرة، ونحن مطالبون بالالتزام بالتحصينات كجزء وقائى حتى نقلل من نسبة الفقد بين مواشينا، وبالرغم من أن هناك تكاملاً بيننا وبين مديرية الطب البيطرى من خلال دورات التحصينات فى مواسم الأمراض الوبائية فإننا نقوم بشراء تحصينات مستوردة غالية الثمن، ما يؤثر بالسلب على العائد الاقتصادى فى ظل ارتفاع أجور العمالة».
ويضيف «البسيونى»: نقوم بشراء 50 طناً من الذرة الصفراء ومثلها من فول الصويا، بالإضافة إلى مادة تسمى «سيلاج»، وهى عبارة عن عصير من بذرة القطن بشكل سنوى، وشراء الردة والقش، الذى تمدهم وزارة الزراعة به، والذرة الخضراء، ويتم خلط كل هذه المكونات لعمل علف لمختلف أنواع الماشية تسمى «كمرة» لأنها تستخدم ل«المواليد»، بالإضافة إلى قيامنا بشراء مواد خام لتصنيع الأعلاف (التبن وغيره من المواد)، ما يكبدنا خسائر كبيرة ويؤدى إلى رفع أسعار المواشى وبالتالى رفع سعر اللحوم الحمراء.
ويوضح أن المزرعة بها 7 من العمال يقومون على خدمة المواشى بورديتين صباحية ومسائية بالإضافة إلى وجود جرار ولودر لتنظيف المزرعة ومكان المواشى، وخط مياه وخط كهرباء خاص، مشيراً إلى أن انتشار الأوبئة والأمراض فى غير مواسمها تسبب مشاكل رغم إشراف الطب البيطرى، وتعيين طبيب بيطرى خاص بالمزرعة إلا أن هنا حالات نفوق فى المواليد بنسبة بسيطة. وعن التحصينات يقول «البسيونى» إنهم يحرصون على تحصين المواشى فى المواعيد الرسمية، تحت إشراف الطب البيطرى، حيث تقوم الإدارة البيطرية بإخطارهم ونزول لجان طبقاً للبرنامج الزمنى الخاص بالأمراض، لكنهم يضطرون لشراء باقى التحصينات بأسعار مرتفعة جداً تضاعفت خلال الفترة الأخيرة.
مدير محطة روينة الحكومية: «تهالك الإنشاءات والبنية التحتية ونقص العمالة» تؤثر على إنتاجنا
وعن المجازر ومحلات الجزارة، يؤكد مدير عام مزرعة الوفاء أنهم يقومون بتسمين العجول عالية الجودة ويبيعونها للمجازر والجزارين، حيث يصل وزن العجل الواحد لطن لحوم حمراء وآخر يصل ل750 كجم ويقومون ببيع أكثر من 100 عجل فى العام الواحد ما يسهم فى تنمية القطاع. ويطالب مدير عام مزرعة الوفاء بدعم الدولة لأصحاب المزارع قائلاً: «يجب أن تدعمنا بتخفيض أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية لأنهما معوق أساسى للإنتاج الحيوانى فى مصر، خاصة أن أصحاب المزارع يقومون بتنمية أنفسهم عقب قيامهم بشراء سلالات من الخارج ومن المزارع الكبيرة ويعملون على تنمية تلك السلالات»، مؤكداً أنه يجب زيادة التلقيح الصناعى الخاص بالمشروع الكندى الذى تنفذه وزارة الزراعة، وأن يتم عمل زيارات لأصحاب المزارع الكبيرة إلى مزارع فى الخارج للاستفادة منها.
لم يختلف الحال كثيراً فى مزرعة أمين مبارك، التى تبعد عدداً بسيطاً من الكيلومترات عن مزرعة الجبالى، حيث تقع بقرية محلة القصب، وبرغم أنها تم إنشاؤها منذ أكثر من 30 عاماً، وتضم 595 رأساً من الماشية المختلفة، منها 2600 بقرة و200 بقرة حلاب ومقامة على مساحة 7 أفدنة وتستخدم أحدث التكنولوجيا فى الأعلاف والحليب والتربية إلا أن صاحبها أيضاً يعانى من المشاكل التى تهدد بقاءها.
بسام شاكر، شاب يبلغ من العمر 30 عاماً، أحد العاملين بالمزرعة، يرتدى التريننج والكازلك، ويقوم بوضع العلف للمواشى فى قسم «عجول التسمين من الأبقار»، يؤكد أنه يتقاضى راتباً 1500 جنيه نظير عمله بالمزرعة، يقول «بسام»: «منذ الصباح الباكر أقوم بوضع العلف للمواشى تارة وتنظيف مكانها تارة أخرى، كما أقوم باصطحاب الأبقار الحلاب إلى المحلب الآلى 3 مرات يومياً لحلبها وإنتاج الألبان»، مضيفاً أن المزرعة كبيرة وبها 20 عاملاً كل له تخصص معين، ويوضح: «الجاموسة أو البقرة بتتربى على أنواع كتير من العلف وتاكل 3 وجبات يومياً علشان كدة بيكون إنتاجها من الألبان كبير يصل ل50 كيلو يومياً، وصاحب المزرعة بيهتم بالعلف خاصة فى أنواع الحلوب والتسمين».
داخل مبنى متواضع يبدو عليه القدم داخل سور المزرعة يجلس المهندس المعتز بالله محرم، الذى تخرج فى كلية الزراعة تخصص إنتاج حيوانى، فضّل «محرم» العمل الخاص على الحكومى، ويعمل مشرفاً ومديراً للمزرعة، يؤكد أنها مقامة على 7 أفدنة من الأرض، مقسمة إلى قطاعات تحتوى على محلب آلى حديث يستخدم تكنولوجيا متطورة لحلب المواشى، وأساليب متطورة فى التربية والتسمين، حيث إنهم قاموا باستيراد السلالات من دولة ألمانيا، ثم اعتمدوا على إنتاجهم الذاتى بعد ذلك.
ويضيف «محرم» أن المزرعة مُقسمة لعدة أقسام منها قسم المواليد يضم الأبقار من عمر يوم لثلاثة أشهر، وآخر يضم العجلات من سن 3 أشهر حتى 7، وثالث يضم عجول التسمين، ورابع يضم البقرات الحلوب، وخامس يضم عجول التسمين التى تباع لحماً للجزارين، مضيفاً أن البقرة الواحدة تنتج يومياً من 40 إلى 50 كيلو لبن، ما يساعد على زيادة المعروض فى السوق، خاصة أنهم متعاقدون مع شركة جهينة، وهناك أبقار يكون إنتاجها من 30 إلى 40 كيلو، ويبلغ إنتاج المزرعة من الألبان يومياً فى الوقت الحالى من 6 إلى 7 أطنان ويزيد فى الشتاء إلى 10 أطنان.
ويضيف مشرف المزرعة أنه يتم علف المواشى 3 مرات يومياً، حيث يقومون بشراء كل مكونات الأعلاف ما يؤثر عليهم بالسلب فى ظل ارتفاع أسعارها فى السوق، إضافة إلى رفع أسعار التحصينات المستوردة: «بنستورد تحصينات لتحسين إنتاجنا، حيث إن التحصينات المحلية ليست بالكفاءة المطلوبة، وبرغم أننا أكبر مزرعة مواشى بكفر الشيخ فإننا نواجه صعوبات منها الإجراءات الجمركية للتحصينات ومستلزمات الأعلاف، والعام الماضى تعرضنا لخسائر فادحة بسبب تعويم الجنيه وتشديد الإجراءات وعدم وجود التحصينات».
وأوضح «محرم» قائلاً: «لا بد أن يكون هناك اهتمام من الدولة بمربى المواشى لتنمية القطاع الذى يعمل به من 5 إلى 6 ملايين مواطن، باستثمارات طويلة الأمد»، مشيراً إلى أنهم تعرضوا لخسائر كبيرة العام الماضى كادت تهددهم بالتوقف بالرغم من التزامهم بالتعاقد مع الشركات، وثبات أسعار الألبان لفترة تخطت 4 أشهر طبقاً للتعاقدات، لكننا بدأنا فى التعافى بعد تجديدها بداية العام الحالى بالأسعار الجديدة.
وتابع: «لا بد أن يكون هناك حوار مجتمعى بين الجهات المعنية وأصحاب المزارع للوصول لحلول مرضية لتطوير القطاع بالإضافة إلى تسهيل عملية استيراد التحصينات ودعم الدولة للأعلاف ومستلزماتها، وأن يتم تطوير الأدوية البيطرية المحلية وخفض سعرها حتى يتسنى لأصحاب المزارع الالتزام بالتحصينات بشكل كامل، وعلى الدولة أن تُلزم مربى المواشى بالتحصينات التى تقى من انتشار الأمراض الوبائية»، مشيراً إلى أن السوق المحلية مقفولة على أنواع معينة باتت غير مجدية بالشكل الكامل.
وطالب «مشرف مزرعة أمين مبارك» بخفض قيمة الضرائب الذين يقومون بدفعها وخفض فواتير الكهرباء والمياه التى تقصم ظهورهم، على حد تعبيره، رغم مساهمتهم فى تنمية الثروة الحيوانية: «بندفع ضرايب وفواتير كهرباء ومياه عالية، يعنى لا دعم ولا حاجة». وتابع: «محافظة كفر الشيخ بها كثافة سكانية وتعتمد على الزراعة والإنتاج الحيوانى، وتحتاج لتواصل الجهات المعنية مع العاملين بالقطاع سواء فى الإرشاد والوقاية وتسهيل إجراءات التراخيص، خاصة أن هذا النوع من المزارع يقام على أرض زراعية»، مؤكداً أن سعر اللحوم يقف على الجزار ب95 إلى 110 جنيهات وبالتالى يقوم ببيعه ب130 إلى 140 جنيهاً بعد إضافة هامش الربح بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، فيضطر أصحاب المزارع لرفع أسعار المواشى التى تباع لمحلات الجزارة. واختتم: «عيد الأضحى يُعد موسماً لأصحاب المزارع لقيامهم ببيع عدد كبير من المواشى لكن هذا العام كان الأقل فى نسبة المبيعات لارتفاع الأسعار، بالرغم من لجوء المصريين لشراء اللحوم البلدية بدل اللحوم المستورة أو التى يتم بيعها فى المجمعات الاستهلاكية، وأصحاب المنافذ يلجأون للحوم البلدية رغم ارتفاع أسعارها».
ومن مزارع القطاع الخاص إلى الحكومى، حيث لا إمكانيات مادية ولا موارد ولا اهتمام بشكل كبير من الدولة، ففى قرية روينة التابعة لمركز كفر الشيخ، وعلى مساحات شاسعة تخطت ال10 أفدنة، تقع محطة روينة للإنتاج الحيوانى المتكامل، التى تضم جاموساً وأغناماً، مكان شاسع يفتقد أدنى مقومات الحياة بالنسبة للمواشى، جاموس يتراص بجوار بعضه فى مكان يعج بروثه تحت مظلات حديدية أكلها الصدأ، وبوابات حديدية مربوطة ببعضها عن طريق أحبال بلاستيكية لمنع خروجها، وحوش يُسمى «الطوالة» عبارة عن خرسانة بنيت ليتم وضع العلف فيها للمواشى وبها علف عبارة عن قش الأرز ودريس، أى البرسيم المجفف.
على بعد أمتار من الحوش الكبير تجد مبنى حكومياً قديماً متهالكاً، تبدو عليه علامات الانهيار، تطرق بابه لتلتقى بالعاملين بالمحطة وعددهم 44 عاملاً فقط، فى حين تضم المزرعة 470 جاموسة مختلفة الأشكال والأحجام، إضافة إلى 1350 رأساً من الأغنام المختلفة أيضاً. تتجول قليلاً داخل المحطة بصحبة عدد من العاملين لتتأكد أن المحطة تحتاج لدعم الدولة وزيادة العمالة واستحداث أساليب فى التربية، حيث يؤكد الدكتور محيى الدين أحمد عاشور، الطبيب البيطرى المسئول عن المزرعة، أن الإنشاءات متهالكة، والبنية التحتية حدث ولا حرج، فالأحواش متهالكة، وتحتاج إلى تغيير، بالإضافة إلى أن عدداً من العمالة الموسمية تؤثر على الإنتاج، حيث إن هذا النوع من العمالة يهددنا بترك العمل لتدنى الرواتب.
وقال طبيب المحطة إنهم استحدثوا محلباً لحليب الجاموس، ما يساعد على زيادة الإنتاجية من 7 إلى 9 كيلو لبن فى اليوم، مضيفاً أنهم يعتمدون على القش والذرة فى الصيف وفى الشتاء يعتمدون على البرسيم والقش، مؤكداً أن المحطة تحتاج إلى سلالات جديدة، وتثبيت العمالة، بالإضافة إلى إزالة وبناء المنشآت مرة أخرى. وأضاف: «الرواتب متدنية تتراوح ما بين 750 و1100 جنيه للعاملين الموسميين والمعينين ويقومون بالاستعانة بلوادر خاصة لتنظيف المكان تكون ساعتها ب150 جنيهاً، مشيراً إلى أنهم يقومون بالالتزام بالتحصينات التى تقرها وزارة الزراعة ومديرية الطب البيطرى، ويعتمدون على النظام الوقائى الذى يؤدى للعلاج.
وخلال زيارة «الوطن» للمحطة، التقت بأحد العاملين بها، فأكد أن المواشى الموجودة تفتقد الرعاية الكاملة، ويقوم الطبيب البيطرى المشرف عليها بالوجود ما يقرب من ساعتين أو ثلاث فقط ثم يغادر المكان ليباشر عمله الخاص، بينما يتولى العاملون تربية ورعاية المواشى. وأضاف: «تربية المواشى بالقطاع الخاص تستخدم التكنولوجيا الحديثة لذلك يكون الإنتاج عالياً، أما المحطة فإنتاجها ضعيف بسبب قلة الإمكانيات وقيام الدولة بتخفيض ميزانيتها وعدم تقديم الدولة الدعم اللازم سواء فى الأعلاف أو التحصينات أو حتى بناء منشآت آدمية للعاملين»، مضيفاً أن المبنى الخاص بها آيل للسقوط، ورواتب العمالة متدنية ويلجأ العاملون لعمل إضافى لتلبية احتياجاتهم ما يؤدى إلى عدم تمكنهم من رعاية المواشى داخل المحطة بشكل كامل.
من جانبه، أكد الدكتور أيمن عبدالهادى، مدير المركز الدولى للتدريب على رعاية الحيوان والتلقيح الصناعى، بمركز البحوث الزراعية بسخا، أنه يتم رعاية مزارع المواشى بهدف تنمية الثروة الحيوانية بالمحافظة وخلق فرص عمل، وتوعية مربى الماشية، من خلال الدورات المقدمة فى مجال التلقيح الصناعى والحقن المجهرى وسبل زيادة الثروة الحيوانية وانتقاء السلالات السليمة صحياً والأكثر إنتاجاً للألبان.
وأشار إلى أنه سيتم تنفيذ حملات توعية بالجمعيات الزراعية بالريف لتعريف مربى الماشية بأحدث الطرق العلمية التى تحسن سلالات الماشية والوقاية ضد الأمراض والأوبئة لزيادة الإنتاج وتنمية الثروة الحيوانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.