الأوليمبياد، ذلك العُرس الرياضي الذي يحتفل به رياضيو العالم، كل أربعة أعوام، بدأ العد التنازلي لإطلاقه في لندن هذا العام، حيث بدأت مصر تعد العدة ببعثة ضخمة تضم نحو 110 لاعبين، من مختلف الألعاب، ومنها لعبة "القوس والسهم"، تلك اللعبة التى دخلت إلى منافسات الأولمبياد في العام 1920، ولم تعرفها مصر إلا في العام 1998 مع بدء نشاط أول اتحاد رياضي لها. أحمد النمر، 33 عاماً، رمى بيده أول سهم في طفولته، دون أن يدري أن هذا السهم سيصل به إلى العالمية يوم ما، حيث بدأ الرحلة بتشجيع والده الذي أهداه بعد إحدى رحلاته للخارج لعبة صغيرة، عبارة عن قوس ومجموعة أسهم، فأحب ممارستها وتفوق فيها، حتى وجد نشاطا للعبة في مصر، فشق طريقه من نادي وادي دجلة الرياضي كلاعب محترف في العام 2008، وبعد 4 سنوات، وصل إلى صفوف الكبار بمشاركته في أولمبياد لندن هذا العام. النمر، يحكي ل"الوطن" مشوار البطولة، فيقول: "اخترت لمنتخب مصر للقوس والسهم عام 2009، شاركت بعدها في إحدى البطولات الدولية بجنوب إفريقيا، وعادلت الرقم الأفريقي، وحققت الميدالية الفضية، بعدها شاركت في كأس العالم بتركيا عام 2010، وبطولة العالم في إيطاليا، وحققت أرقاما مشرفة". كما نجح النمر فى تحقيق ثلاث ميداليات فى دورة الألعاب العربية الثانية عشر، التى أقيمت في قطر عام 2011 بواقع ميدالية ذهبية وميداليتين فضيتين. مشوار النمر، وصديقته ندى كامل، إلى أولمبياد لندن هذا العام، لم يكن مفروشا بالورود، وإنما كان نتاج معارك متبادلة، بين رماة القارة الأفريقية، بالمغرب،حتى وصلا معاً إلى الأوليمبياد، في ظل منافسة شرسة، وإمكانيات غير مناسبة، وتهميش إعلامي محبط. وفي صباح 27 يوليو الجاري، يبدأ البطل المصري، أولى منافساته في الأدوار التمهيدية بالأولمبياد، حاملاً قوسه، بكل قوة، تماما كتمسكه بحلم تحقيق ميدالية أوليمبية، أو على الأقل، رقماً جديداً يحفظ له مركزاً مشرفاً في أولى مشاركاته الأوليمبية، ليحفر اسمه في سجلات اللعبة حديثة العهد بمصر، بأحرف من ذهب.