قالت وكالة أنباء «أسوشييتد برس» الأمريكية إن مؤيدى الإخوان توعّدوا بتحدى حالة الطوارئ فى البلاد، ونظّموا احتجاجات جديدة بعد يوم من المسيرات فى القاهرة أمس، تطوّرت إلى معارك شوارع شرسة فى أنحاء القاهرة، لم تشهدها البلاد منذ أكثر من عامين، وأضافت أن أكثر من 80 لقوا مصرعهم فيما سماه الإخوان «جمعة الغضب»، فضلاً عن اشتباكات قوات الأمن مع الإخوان وإطلاق النيران، مما يعكس تحوّلاً مظلماً فى أوجه الصراع السياسى فى مصر، لافتة إلى أن أحداث العنف الأخيرة تختلف عن سابق الاشتباكات بين المحتجين والشرطة، حيث تعكس اشتباكات الجمعة مزيجاً جديداً من الاشتباكات القابلة للانفجار. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن المظاهرات التى قادها أنصار جماعة الإخوان فى ميدان رمسيس أكدت أن مشاعر بُغض ومعارضة هذه المظاهرات لم تقتصر فقط على قوات الأمن، بل طالت أيضاً قلوب المدنيين المصريين، واستهلت الصحيفة تقريرها فى هذا الشأن بالإشارة إلى اللجان الشعبية التى عادت إلى الظهور مرة أخرى فى الشارع المصرى لحماية الأحياء والممتلكات من هجمات الخارجين عن القانون، مشيرة إلى قول أحد شباب هذه اللجان: «إننا نبحث عن الإرهابيين»، وذلك عقب سريان فترة حظر التجول المقررة فى السابعة مساءً من كل يوم، ورأت الصحيفة أن تصريحات قادة الإخوان كتصريح إمام مسجد الفتح برمسيس بالدعاء على من سماهم ب«الطغاة»، قد تسببت فى تنامى مشاعر البُغض حيالهم. ونقلت الصحيفة فى تقرير آخر عن قيادى إخوانى قوله إن بعض قادة الإخوان التقوا سراً الجمعة، ليناقشوا البدائل المتاحة والخطوات القادمة. وقالت إن تحركاتهم تبدو محدودة، وإن بقاء الإخوان فى الشوارع يعرّض الجماعة لخطر مواجهة المزيد من العنف، وهو السيناريو الذى لن يعادى فقط نفس النظام السياسى الذى تمتعوا به قبل الانتخابات، ولكن أيضاً سيصب فى صالح موقف الحكومة، حيث سيزيد من اقتناع المصريين أن قوات الأمن تواجه تهديداً إرهابياً يرغب فى الاستيلاء على الدولة. ووصفت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية حشد الآلاف من مؤيدى الإخوان يوم الجمعة بأنه كان الاستعراض الأول لقوة جماعة الإخوان. وقالت إنه من الواضح أنه لا الإخوان ولا الجيش استعدوا استعداداً كافياً لتداعيات فض الاعتصامين. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن الإخوان يصوّرن مظاهراتهم وكأنها سلمية رغم إفادة تقارير كثيرة بوجود مسلحين ضمن المتظاهرين.