تكتسب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للعاصمة الفرنسية باريس طابعاً خاصاً، مع جهود الدولة المصرية للتعاون على كل المستويات بين الجانبين، بدءاً من ملف تحديث القدرات القتالية لقواتنا المسلحة بعدد من المعدات والأسلحة العسكرية، بالإضافة للتعاون الأمنى، وتبادل المعلومات بين مسئولى البلدين، فضلاً عن دعم التعاون الاقتصادى، وملف القضية الفلسطينية، الذى يشغل بال القيادة السياسية للدولتين، فضلاً عن الأوضاع الأمنية فى شمال أفريقيا، والشرق الأوسط. 3أسباب لأهمية الزيارة تعتبر أول لقاء بين الرئيس عبدالفتاح السيسى، ونظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون عقب انتخابه. تدعم الزيارة العلاقات «المصرية - الفرنسية»، التى يرى المحللون أنها تمر بأفضل فتراتها من حيث التفاهم المشترك مؤخراً. ستعمل الزيارة على تعزيز التبادل الثنائى، سواء التجارى، أو الاقتصادى، أو العسكرى، أو السياسى، والأمنى.
4مجالات للتعاون المشترك تطرح قضية مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله ودعمه السياسى والإعلامى مرتبة متقدمة فى مباحثات الرئيس ونظيره الفرنسى. تحظى القضية الفلسطينية باهتمام كبير من دولتى مصر وفرنسا، ما يفرضها على ساحة الحوار بين الرئيسين. تهتم كلتا الدولتين بالأوضاع الموجودة فى شمال أفريقيا والشرق الأوسط، مثل الأوضاع فى ليبيا، وسوريا. تعتبر قضية الهجرة غير الشرعية وعصابات الاتجار بالبشر بين أفريقيا، وأوروبا، أحد الملفات المهمة التى يعمل عليها كلا الجانبين.
أبرز المشروعات المشتركة شاركت فرنسا فى عدد من المشروعات الكبرى فى مصر منذ 1970 حتى الآن. عملت الدولتان معاً فى مشروع «مترو الأنفاق»، والقمر الصناعى «النايل سات»، وشبكة تليفون محمول. أسهمت فرنسا فى إنشاء مكتبة الإسكندرية الجديدة. وقّع مسئولو البلدين بروتوكولاً لإنشاء مكتب فنى مشترك لإدارة وإنشاء المرافق والبنية الأساسية للمدن الجديدة. حصلت مصر على منحة من الجانب الفرنسى بقيمة 15 مليون يورو بشأن برنامج تنمية المناطق العشوائية، ودعم التوظيف.
التعاون الأمنى بدأت صفقات السلاح بين «القاهرة»، و«باريس»، فى السبعينات، حينما اشترت منها مصر طائرات «الميراج». حصلت مصر على صفقة من طائرات الرافال مؤخراً من صناعة شركة «داسو»، الفرنسية. حصلت مصر على حاملتى طائرات من طراز «ميسترال»، والفرقاطة «فريم»، وطاردات «جو ويند»، من إنتاج شركة «نافال» الفرنسية. يشارك جيشا البلدين فى تدريبات عسكرية مشتركة، مثل «كليوباترا»، و«نفرتارى»، و«رمسيس»، بالإضافة لمشاركة فرنسية فى «النجم الساطع». حدثت العديد من الزيارات المتبادلة بين وزيرى دفاع البلدين، وكبار القادة الأمنيين والعسكريين.