"جهاد" يضع والديه أمام العدالة الفرنسية

ذكرت قناة "يورو نيوز" الإخبارية الأوربية، أن زوجان من منطقة هوت جارون في جنوب شرق فرنسا، رزقا بمولود في الثاني من أغسطس المنصرم، أدخل البهجة على قلبيهما، وأسميا الصبي "جهاد". وهو الاسم الذي أثار انتباه مصالح الحالة المدنية في المنطقة، حيث أبلغت المصلحة وكيل الجمهورية.
العدالة ستقوم ببحث هذه القضية الغريبة، وستنطق بحكم بشأن ما إذا كان هذا الاسم سيؤثر سلبا على مصلحة ومستقبل الطفل. وسبق ودرست محكمة في فرنسا قضية من نفس النوع.
"هل من القانوني إطلاق اسم جهاد على ابنك؟"، اسم يثير بشكل غير مفاجئ الكثير من الجدل في السياق الحالي للهجمات الإرهابية التي تنفذها الجماعات المسلحة، والتي يطلق عليها في الإعلام الغربي تسمية "الجماعات الجهادية".
الطفل "جهاد" ولد في مدينة تولوز التي شهدت مرور "محمد مراح" الذي عرف في المنطقة بعد أحداث تولوز في العام 2012. دلالة الاسم أثارت انتباه موظف الحالة المدنية حيث تم تسجيل الطفل، غير أن الموظف لا يملك سلطة رفض هذا الاسم، لكن القانون يخول له إحالة تحفظاته إلى المدعي العام، الذي يستطيع بدوره إحالة القضية إلى قاضي شؤون الأسرة، الذي يمكنه طلب حذف الاسم من السجل المدني.
مصطلح "الجهاد" يعني "النضال"، ولكن بمعنى الجهد والتضحية بالنفس وليس بمعنى العنف، غير أن توظيفه حاليا من طرف بعض الجماعات المسلحة والإعلام الغربي أعطى لهذا المصطلح معنى "الحروب المقدسة" التي تطالب بها عدة جماعات راديكالية، كتنظيم ما يسمى ب"داعش" بالدرجة الأولى، وتنظيم القاعدة من قبل.
فاختيار هذا الاسم أصبح يثير تساؤلات مشروعة. ويمكن للعدالة أن ترفض بالفعل منح الاسم إذا كان يضر بمصلحة الطفل. والسؤال المطروح يتعلق بما إذا كان "جهاد" الصغير سيعاني من التحيز بسبب لقبه؟، ويجرى التقييم في هذه المسألة بالضرورة بدراسة كل حالة على حدى. فأسماء ك"تيتيوف، فريز أو التوأم السعيد" وكذلك "باتريست"، رفضوا من طرف العدالة.
وأوضحت "يورو نيوز": "إحالة قضايا من هذا النوع على قاضي محكمة الأسرة لسيت الأولى من نوعها، حيث تم منع بعض الأسماء مؤخرا مثل (أنا أفكر في نوتيلا، ميني كوبر، أو بابورد وتريبورد للتوائم)، وفي العام 2002، في ألمانيا، حرم زوجان من حق تسمية ابنهما أسامة بن لادن، نفس الحكم صدر على زوجين في العام 2009 بولاية نيو جيرسي في الولايات المتحدة، حيث منع القاضي اسم أدولف هتلر".
اختيار اسم جهاد يذكر بالجدل الذي وقع في العام 2012، في فرنسا، حيث أطلقت عائلة اسم جهاد على ابنها المولود في 11 سبتمبر 2009، أثار حينها ضجة في مدرسة حضانة بمدينة سورج بالقرب من أفينيون، وما زاد في إثارة الجدل ارتداء الطفل جهاد قميصا يحمل عبارة "أنا قنبلة"، وفي مثل هذه القضايا وفي حالة رفض العائلة تغيير الاسم يمكن للقاضي أن يمنح اسما أخر للطفل.