التقت "الوطن"، ضحايا الطبيب المزيف الذي تمكن من إجراء 10 عمليات جراحية بمستشفى الطوارئ بكفر سعد، رغم عدم علاقته بالطب منتحلا صفة طبيب منقول من القصر العيني، ونتيجة لإجرائه جراحات دون وعي أدى ذلك لإصابة ضحاياه بمشكلات صحية فأحدهم خرج ينزف عقب إجراءه جراحة في القدم اليسرى ولم تنكشف فضيحة الطبيب المزيف إلا بعد مرور أسبوعين على التعاقد معه للعمل بالمستشفى. يروي محمد عبدالعظيم 52 عاما، أحد ضحايا الطبيب المزيف قائلا: "دخلت مستشفى الطوارئ بكفر سعد الأحد الماضي بعدما أصيبت بكسر في القدم وسلخ في اليد وجرح قطعي في الرأس بطول 5 سم نتيجة الإصابة في حادث تصادم دراجة بخارية، وتم عمل لي جبيرة عقب وصولي وقال لي الأطباء سيتم تركيب شرائح ومسامير حينما يصل طبيب قادم من القصر العيني بعد يومين وبالفعل جاء الطبيب المزيف الثلاثاء ليجري لي الجراحة وعقب إجرائها فوجئت به يجري أشعة وبعد الجراحة فوجئت بقدمي اليسرى تنزف دماء". وتابع عبدالعظيم، ل"الوطن": "حينها تساءلت لماذا تنزف قدمي دماء بعد الجراحة، فقال لي مدير المستشفى حينها دي تصافي عملية وعقب لي الطبيب بدر سليمان هتنتظر معنا شوية يا عم محمد، وأجريت لي جراحة أخرى صباح الخميس للمرة الثانية على التوالي وظللت لمدة 5 ساعات بغرفة العمليات، وقولت لهم ليه المرة الأولى قدمي نزفت دم والثانية لأ، ولم أرى الطبيب المزيف بعد إجراء الجراحة الأولى ولم أحرر محضر ضده". وطالب "عبدالعظيم" بتعويضه ماديا عما حدث له، مضيفا: "لو حصل لي شيء فسأحمل وزير الصحة المسؤولية"، موجها رسالة للنصاب قائلا: "ربنا ينتقم منك عما تسببت لي من كارثة بسببها لازلت ضريح الفراش ولا أحرك ساكنا حيث تم تركيب 4 شرائح و10 مسامير". فيما يحكي محمد السيد والد الشاب كريم 28 عاما، أحد ضحايا الطبيب المزيف، تفاصيل ما حدث قائلا: "أصيب نجلي أصيب في حادث تصادم دراجة بخارية بكسر في كعب وطالبوا بحجزه لحين إجراء عملية جراحية الثلاثاء الماضي، أجراها له الطبيب المزيف ومرت العملية على سلام دون حدوث أضرار، وفوجئنا بالدكتور سيد صيام يأتي إلينا للاطمئنان على جراحة نجلي حيث أجريت له العملية بمشاركة الطبيب المزيف وطالبنا الطبيب بدر سليمان بمتابعة العملية بالمستشفى وحمدنا لله على نجاح العملية دون أضرار". وكشف مصدر طبي بمديرية الصحة بدمياط، عن التفاصيل الكاملة لواقعة تعاقد المديرية مع شخص حاصل على بكالوريوس كلية علوم تطبيقية وفقا لروايته كأستاذ مساعد تجميل بمستشفى الطوارئ بكفر سعد، وهو ما تبين قيام المتهم بتزوير أوراقه، وتم ضبط المتهم وأحيل للنيابة العامة لمباشرة التحقيق. وقال للمصدر، الذي رفض ذكر اسمه، ل"الوطن": "تعاقدت مديرية الصحة مع المدعو محمود.ج.س 38 عاما، مواليد محافظة المنوفية، مقيم بمصر الجديدة، ووفقا لروايته فالمتهم خريج كلية علوم تطبيقية بحيث يعمل فني معمل، وتعاقدت المديرية مع المتهم كأستاذ مساعد تجميل عظام واتفقت معه على الاستعانة ب3 أطباء مخ وأعصاب طرفه، وعمل لأسبوعين وأمر أحد قيادات المديرية بمدير المستشفى لتجهيز غرفة للمدعي، وخلال العمل تعرف على عدد من الأطباء وادعى تخرجه من كلية طب القصر العيني على غير الحقيقة وسألوا عنه ولم يتمكن زملاؤه من الاستدلال على صحة كلامه، وخلال الأسبوعين شارك في إجراء 10 عمليات منهم 7 مساعد و3 بمفرده". وتابع المصدر قائلا: "المتهم نصاب محترف سبق وعمل كطبيب في مستشفيات خاصة بمحافظتي الغردقة وشمال سيناء، وحينما علموا بحقيقته طردوه واكتفوا بذلك حتى ومن القصر العيني، وشارك كمساعد في 7 عمليات و3 بأيده وسبق له النصب في الغردقةوسيناء بمستشفيات خاصة واكتفوا بفصله وخلال إجرائه 3 عمليات للحالات الآتية، المريض كريم.م.ا، محمد.ع.ا ونقل لغرفة 206 بالمستشفى، وآخر يوم الثلاثاء الماضي، وخرج كريم وتبقى المريض الثاني بالمستشفى، وخلال الجراحات اكتشفت الممرضات اللاتي عملن مع المدعى أنه بطيء ومهتز، كما أجرى معه إحدى العمليات طبيب يدعى ض.م تم الاستعانة به بعد ثبوت اهتزاز الطبيب المدعي خلال العمليات وبالفعل شك ض.م فيه ووجود شيء وراؤه مريب. واختتم بقوله: "وهنا تدخل أحد قيادات المديرية واستعان بطبيب يدعى ب.س في الساعات الأولى صباح الخميس كي يجري عملية آخرى للمريض محمد.ع.ا وذلك دون الإعلان، ليصحح خطأ الطبيب المدعي، وبعدما فاحت رائحة هذا الطبيب استدعوه لمكتب المدير واستعانوا بأمين شرطة كي يبقى المتهم تحت حراسته بعد التقدم بشكاوى ضده بانتحال صفة طبيب، وحاول المتهم رشوة الشرطي حيث عرض عليه مبلغ 20 ألف جنيه ليتمكن من الهرب وهو ما رفضه الشرطي وأخطر الأمين قوات الأمن بمركز شرطة كفر سعد وأخطرت النيابة العامة".