يغيب أشرف عبدالباقى عن دراما رمضان هذا العام بجسده، ولكنه يحضر بصوته. حيث يقوم ببطولة المسلسل الإذاعى «اتنين على مفيش» الذى يشاركه بطولته سامح حسين، الذى شكل معه دويتو رائعا كان واحدا من أهم أسباب نجاح مسلسل «راجل وست ستات»، قبل أن ينفصل عنه «سامح» ويرفض تصوير الجزأين الأخيرين من المسلسل، لتثار كثير من الشائعات حول غضب «أشرف» وخلافه معه. فى هذا الحوار يفتح أشرف عبدالباقى قلبه وعقله ل«الوطن» ويتحدث عن هذا العمل، وعن مسلسلات رمضان، ومستقبل الفن والإبداع فى ظل الإسلاميين. * سألته فى البداية عن سبب تأجيل مسلسله الرمضانى «حفيد عز»؟ - قال: هذا العمل لم يكتمل بسبب خلاف نشب بين المنتج المنفذ والمنتج، وحاولنا التوفيق بينهما والوصول إلى حل لهذا الخلاف، لكن دون جدوى مما اضطرنا إلى تأجيل المسلسل كله. * وما أسباب هذا الخلاف؟ - إنه خلاف حول الأمور الإنتاجية، و«النصب» الذى أدى إلى سرقة جزء كبير من ميزانية المسلسل، مما تسبب فى نشوب خلافات كبيرة استحال معها استكمال العمل. * هل ستعود إلى استكمال هذا العمل فى حالة حل هذه المشكلات؟ - «الله أعلم» إذا ما كان سيتم حل هذه المشاكل أم ستتزايد، ولكن إذا تم حلها فمن المؤكد أننى سأكمله. * ماذا عن مسلسلك «اتنين على مفيش»؟ - هو مسلسل إذاعى يعرض فى رمضان لجمهور المستمعين من تأليف محمد الغيطى، وإخراج صفى الدين حسن، ويشاركنى بطولته سامح حسين وإيمى سمير غانم. ويحكى قصة رجل مصرى كان يعيش فى الخارج ويعود إلى مصر بحثاً عن أهله ثم يقابله «عبده» وهو سامح حسين وأخته «إيمى» ليساعدوه فى الوصول لأهله ثم يتعرض لمواقف نصب فى إطار كوميدى خفيف. * وما أسباب حماسك لهذا العمل الإذاعى؟ - فكرة المسلسل هى التى حمستنى للقيام به، لأن شخصية القادم من الخارج استهوتنى وفى الوقت نفسه رغبت فى التواصل مع جمهور الإذاعة العريض، واشتقت إليها كثيراً لأن جمهور الإذاعة ملايين من صاحبى وسائقى السيارات الذين تكون الإذاعة هى وسيلة التسلية الوحيدة لهم، فيحدث نوع من التعايش مع المسلسل الذى يتلقاه المستمع ويتخيل صورته بعقله فتكون الأحداث مؤثرة بشكل أكبر. * أيهما أسهل بالنسبة لك؛ التمثيل أمام ميكروفون الإذاعة أم كاميرا السينما والتليفزيون؟ - بالنسبة لى الإذاعة أسهل بكثير ففى يوم واحد سجلت عشر حلقات، وفى يومين آخرين أسجل عشر حلقات أخرى، على العكس من السينما والتليفزيون، فربما يستغرق التصوير شهورا وربما يتعدى العام عكس الإذاعة، وإن كانت الإذاعة تعتمد بالدرجة الأولى على رسم الصورة ب«نغمة الصوت». * تعتبر أحد رواد الكوميديا فى مصر، هل ترى صعوبة فى تجسيد مثل تلك الأدوار؟ - الكوميديا تعتمد على المجهود، وقبل المجهود توفيق من الله، أما أنا فقد وفقنى الله فى تقديم هذا النوع، لأن القبول فى حد ذاته نعمة من الله، وإذا كنت «كوميديان» فهذا توفيق من الله بالدرجة الأولى. * ما حقيقة ما تداولته بعض الصحف عن وجود خلاف بينك وبين سامح حسين بسبب عدم مشاركته لك فى مسلسل «راجل وست ستات» العام الماضى؟ - لم ينشب خلاف بينى وبين سامح حسين أبداً، والسبب بسيط وهو أن «سامح» لم يشارك فى تقديم الجزأين السابع والثامن من «راجل وست ستات» لأنه كان مشغولاً بمسلسلات أخرى، التى ظهرت فى أحدها ضيفَ شرف، ولو كان بيننا خلاف ما كنت قدمت برامج كثيرة فى رمضان. * هل سنرى هذا العام برنامجاً جديداً لأشرف عبدالباقى؟ - إلى الآن لم يتم الاتفاق على أى مشروع برنامج، ولكنى طبعاً أحب ذلك لأنه نوع من التواصل مع الجمهور. * هل ترى فى نفسك مقدم برامج جيداً؟ - قدمت أكثر من 12 برنامجاً على مدار ال15 عاماً الأخيرة، ولو لم أكن مقدم برامج جيداً ما كنت استمررت هذه المدة. * الدراما.. الإذاعة.. السينما.. المسرح.. تقديم البرامج.. أيها أقرب لقلبك؟ - كل منها قريب إلى قلبى، وكل منها له طعم يختلف عن الآخر، والحمد لله عملت فيها جميعاً وحققت نسبة جماهيرية عالية، وإن كان المسرح أصعبها لأنه تواصل مباشر مع الجمهور. * وكيف ترى أوضاع المسرح الآن؟ - يكاد يكون شبه معدوم، لأسباب عدة، لا أريد الخوض فيها، وأهمها هو «البدائل» الموجودة لدى الجمهور للترفيه مثل ظاهرة «المول»، فقد أصبح فى كل مول أكثر من وسيلة ترفيه من سينما ومطاعم وألعاب وغيره، على عكس ما كان موجوداً من قبل. * وكيف ترى المنافسة فى رمضان؟ - هى منافسة بلا شك فى صالح المشاهد، حيث ستكون لديه مجموعة كبيرة من الاختيارات وسيجد ما سيعجبه فيها، خاصة أن الشارع المصرى عاش على مدار العام ونصف العام أحداثاً سياسية متوترة وساخنة، وهو فى أشد الحاجة للهروب منها بمسلسلات رمضان، وفى النهاية المشاهد هو المستفيد. * فرحت بعودة من نجوم السينما إلى دراما رمضان؟ - بالطبع عادل إمام، فقد اشتقت إليه مثلما اشتاق له كل جمهور الدراما منذ أدائه لدور «جمعة الشوان» فى مسلسل «دموع فى عيون وقحة»، خاصة أننا لم نر له عملاً فى رمضان منذ فترة، ومعنى أن نشاهد عملاً فنياً جديداً له فى رمضان فهذا إنجاز فى حد ذاته، وأنا أتوقع لمسلسله النجاح. * وما رأيك فى الهجوم عليه؟ - الهجوم على عادل إمام أراه منظماً لتوريط القضاء وإثارة الخلاف حوله، والتطاول على فنان كبير مثل عادل إمام إنما هو تطاول على القضاء فى المقام الأول، وعلى الفن والإبداع لمحاولة إرهاب المبدعين فى رمزهم وهو الزعيم. * هل أنت متفائل أم متشائم بعصر الرئيس الجديد د. محمد مرسى؟ - فى الحقيقة أنا متفائل جداً، على الأقل مجرد وجود رئيس أعطى نوعاً من الاستقرار، وما يحدث بعد ذلك قابل للتعديل، وأى طريق نهضة يحتاج إلى خطوات لتحقيقه، وأعتقد أن مصر أقوى بشعبها على أن تكون أفضل دولة فى العالم ولكن بالعمل. * فى رأيك هل ستكون مصر أقرب إلى تجربة تركيا أم إيران فى صناعة السينما؟ - أرفض كلا التشبيهين، فلماذا لا نكون أكثر تفاؤلاً، ونقول إن مصر ستخرج بتجربة ثالثة جديدة «شبه نفسها»، وليست نموذجاً من أحد أو تقليداً لأحد، وأنا أتوقع ازدهاراً كبيراً فى المستقبل أكثر وأكثر. * إذن أنت لست متخوفاً على مستقبل الفن والإبداع فى حكم الإسلاميين؟ - بالضبط.. لأن التخوف معناه أننا ليس لدينا ضمير فى تقديم العمل الفنى، والحمد لله نحن مميزون بالضمير المهنى الذى يفرض رقابة داخلية علينا فى تقديم أعمالنا دون أن يطلبها أو يفرضها علينا أى تيار. * أخيراً.. كيف ترى الجانب الإنسانى والخيرى فى مصر وخاصة أننا مقبلون على رمضان؟ - الإنسانيات هى طبيعة الشعب المصرى المفطور عليها، ولكننا شعب ليس له كتالوج، لا نستطيع توقع أفعاله أو تصرفاته، فربما تكون هناك سيدة فقيرة جداً، والإنسانيات لديها أعلى بكثير من وزير أو رئيس والعكس صحيح، لكننى أحب توجيه دعوة لكل المصريين أن كل شىء سيزول، أما الإنسانيات فهى التى ستبقى فلا داعى للصراع من أى نوع.