فى محاولة لتصوير الثوار السودانيين على أنهم مدفوعون للتظاهر وكأن خروجهم للاحتجاج ليس عفويا، اتهم حزب «المؤتمر الوطنى» الحاكم كلا من الحزب الشيوعى والشعبى المعارضين بالتخطيط لإسقاط الحكومة عبر تكوين «خلايا نائمة» بين المواطنين، فيما يستعد المتظاهرون للخروج غداً فى جمعة أطلقوا عليها اسم «الكنداكة من أجل نساء السودان». وقالت القيادية بالمؤتمر الوطنى ونائب رئيس البرلمان، سامية أحمد: «إن عددا من الأحزاب والكيانات السياسية المعارضة، خاصة حزبى المؤتمر الشعبى والشيوعى، لعبت دورا فى خلق فوضى بين المواطنين، باتباع أساليب التحريض والتظاهر غير السلمى، بجانب تخريب الممتلكات الخاصة والعامة». وأوضحت أن «حزبى الشعبى والشيوعى رفعا شعار إسقاط النظام عبر تكوين عدد كبير من الخلايا التخريبية النائمة بين المواطنين لمحاولة إحداث خلل أمنى واجتماعى فى البلاد»، وكشفت عن تحركات كبيرة فى عدد من الأحياء والمناطق السكنية يخطط لها الحزبان لإخراج الجماهير للشارع العام، فضلا عن إقناع تلك الجماهير برفض السياسات الاقتصادية الجديدة بكل السبل. وأكدت سامية أن السلطات والأجهزة الحكومية قادرة على حسم الانفلاتات الأمنية التى يقف وراءها حزبا الشعبى والشيوعى بجانب اتخاذ خطوات قانونية وسياسية حاسمة تجاههما. فى المقابل، اعتبر الناشط السياسى السودانى، معتز بشير، فى تصريحات ل«الوطن»: «أن النظام الحاكم فى أى أزمة يتعرض لها يحاول أن يلصق الاتهامات بعدد من القوى السياسية والناشطين فى اعتقاد غبى منه بأن المواطن والشارع السودانى لا يزالان تنطلى عليهما هذه الخدع السخيفة، كما أنها محاولة تبريرية للخروج من المأزق الذى يعيشه النظام». وقال: «إن السلطات تعيش غيبوبة متعمدة بأن ما يحدث الآن ليس أكثر من مجموعة من الصعاليك والمدفوعين». ورأى بشير أن ما يحدث فى البلاد يدخل فى إطار الاحتجاجات، «لكننا نكاد نجزم بأن أى محاولة لترميم وإصلاح هذا النظام لن تحظى بثقة 90% من الشعب السودانى، وستعد غير مجدية وغير مقنعة». وفيما يتعلق بتسمية جمعة الغد، قال الناطق الرسمى بمكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان بالقاهرة، حاتم الأنصارى، فى تصريحات ل«الوطن»: إن «اختيار أسماء الجمعات فى العادة يكون رمزيا ويعبر عن الوعى الجمعى للشباب»، وأوضح أن كلمة «الكنداكة» هو لقب الملكات النوبيات فى العهد القديم، مضيفاً: «نريد من وراء هذه التسمية أن نلفت الأنظار إلى اعتقال المتظاهرات فى السودان والانتهاكات التى يتعرضن لها أثناء خروجهن للشارع». وفى هذا الشأن، صرح الناشط السودانى، محمد لطفى، بأن «الأمر لا يتوقف على إطلاق الرصاص الحى والغاز المسيل للدموع، بل تتعرض الفتيات فى المظاهرات لاعتداءات جنسية من قبل القوات الأمنية، وذلك لمنعهن من التظاهر». ويعتزم النشطاء فى السودان توسيع دائرة الاحتجاجات كى لا تقتصر فقط على المظاهرات، ونشروا على صفحتهم الخاصة «قرفنا» على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» أنهم يريدون الاحتجاج عبر الكتابة على الجدران، وتوزيع المنشورات، وإقامة المخاطبات الجماهيرية، واستخدام الإنترنت لتوصيل فكرة الاحتجاج، والوقفات الاحتجاجية.