«آرت اللوا» ليست مجرد ساحة فنية تقدم ندوات وورش عمل ودورات، لكن وجودها فى هذا الحى العشوائى الذى اتخذت من اسمه كنية مستعارة للدلالة عليها -أرض اللواء- هو هدفها الأصلى. الفنان التشكيلى حمدى رضا، مؤسس «آرت اللوا»، وُلد وتربى فى منطقة «أرض اللواء» فشعر بأهمية أن يتوجه إلى منطقته ليستكمل بها مشواره الفنى. تخرج رضا فى كلية الفنون الجميلة، وبدأ المشروع بدكان مترين x مترين: «دلوقتى بقينا بدل الدكان اتنين». حلمه البسيط الذى كبر أمامه لم يكن يتوقع أن يصل إلى هذا النجاح، ولم يتوقع أيضا أن يجد داخل جيرانه من ساكنى المنطقة العشوائية تلك النزعة الفنية التى وجدها لديهم ونجح فى أن ينميها. أطفال المنطقة هم اهتمامه الأول: «الطفل ما يعرفش يعنى إيه عشوائية.. العشوائية سلوك بتفرضه الظروف».. لهذا كان قراره بأن يغير هذه الظروف التى تصنع سلوكيات خاطئة؛ لذا فهو يهتم أكثر بورش الأطفال مثل التصوير الفوتوغرافى والفيديو والرسم وورش الصحافة. وجود المشروع فى حى ملىء بالحرفيين جعل التعاون بينه وبينهم ضرورة؛ فعمال الألوميتال والخشب والحدايد تعاونوا مع الفنانين فى معارضهم لينتجوا أعمالا فنية مشتركة تحمل الطابع الشعبى الذى تمتاز به المنطقة. تختلف ساحة «آرت اللوا» عن مثيلاتها من الساحات الفنية فى توفيرها أماكن لإقامة الفنانين من مصر ومن جميع دول العالم، وذلك ليعايشوا طبيعة المكان عن قرب وتظهر فى أعمالهم الحالة الاجتماعية لسكان أرض اللواء. «ورشة تعليم الصحافة للأطفال من سن 12 إلى 16».. فكرة أحد الصحفيين المترددين على «الآرت» لتعليم الأطفال الكتابة الإبداعية والصحفية، الورشة مدتها شهران من يوليو إلى سبتمبر، وفى نهاية الورشة تحاول المجموعة إنتاج جريدة للمنطقة تصدر بشكل شهرى. «تمويل الجريدة بشكل دورى هو العائق أمام المشروع».. هكذا أكد «رضا»؛ فالجهود الذاتية لأهالى الحى هى الأمل فى استكمال مشروع الجريدة: «نفسنا المشروع يكتمل، الصحافة حلم لكل الجيل القادم».