رغم أنهم على بعد خطوات من دخول الجامعة، فإنهم رفضوا أن يتركوا دراستهم الثانوية دون وضع بصمة تفيد خلفاءهم الطلبة، «عايزين طلاب بيفهموا.. مش بتوع صم» رسالة أراد مجموعة من الشباب -لا تتخطى أعمارهم ال18 سنة- إيصالها لمن يهمه الأمر، «ائتلاف طلاب الثانوية العامة» هو الاسم الذى اختاره 6 من الطلاب لحركتهم التى يسعون من خلالها لوضع خطط لتطوير التعليم من خلال هيكلة المناهج ودحضها مما سموه «خزعبلات» تساعد على خروج طالب غير مبدع، وغايتهم هدم فساد المنظومة التعليمية وتخليص المجتمع المصرى من «كابوس الثانوية العامة». «الفيس بوك»، الذى دعم ثورة يناير، كان وسيلتهم لتوحيد صفوفهم، تواصلوا من خلاله، من محافظات عدة تلاقوا فى العالم الافتراضى، فى البداية كانت الأحاديث تقتصر على صعوبة الامتحانات وطرح رؤى فردية تنطوى على وضع أساليب تقنن من الغش، وأمنيات بقبول الجامعات اعتمادا على المهارات الفردية وليس التنسيق، قبل أن تتبلور الأفكار لخدمة المنظومة التعليمية ككل؛ ليخرجوا ببيان مؤسس لائتلافهم أحد بنوده «تحسين وزيادة أجر المعلم حتى ينعم بحياة كريمة ويمتنع عن الدروس الخصوصية»، علاوة على عمل تأهيل نفسى وتربوى للمدرس والطالب يجعل العلاقة بينهما مبنية على الاحترام المتبادل. مهاب عاطف، 17 سنة، أحد مؤسسى الائتلاف، أنهى امتحانات الصف الثالث الثانوى قبل أيام، كان انتقاله من مدرسة خاصة لأخرى حكومية سببا فى معايشة تجربة خرج من خلالها بخلاصة أن اليوم الدراسى عبارة عن «لعب كرة فى الحوش وشوية هزار مع أصحابى.. لكن تعليم مفيش»، لذا عكف على الشبكة العنكبوتية، خلال الشهور الماضية، يستقى منها معلومات عن كيفية تطوير نظم التعليم فى دول مثل «ماليزيا وتركيا» ورصدها وعمل أبحاثا ينوى تقديمها للدكتور محمد مرسى مطالبا إياه بعمل لجان خاصة مكونة من طلاب وخبراء تعليم، «مهاب» شارك فى الثورة منذ يومها الأول، ويتمنى أن تطول رياحها فصول المدارس المكتظة بعقول قد تسهم أفكاره فى تطويرها. «إحنا مش صغيرين ولازم يبقى لنا دور فى عدم تكرار معاناتنا مع الأجيال الجاية» يقولها بحماس «أحمد شوقى»، أحد مؤسسى الائتلاف، مؤكدا أنه يعتبر ائتلافهم نواة لمؤسسة خدمية فى المجتمع؛ بعمل «كورسات» للغات والتنمية البشرية. مسيرات ووقفات احتجاجية ومنشورات تُطبع بمجهودات ذاتية هى وسيلتهم لتوصيل صوتهم، تجريم العنف فى المدارس أحد أهم البنود التى يركزون عليها «كل سنة بيموت طالبين أو ثلاثة بسبب الضرب فى الفصول» يقولها «مهاب» معتبرا أن مشروعهم ليس غرضه زيادة درجات بسبب صعوبة امتحان أو دخول كليات قمة يخرج منها «يا مولاى كما خلقتنى»، ولكن الهدف هو العمل على تنمية نشأ يجعل من مصر «أم الدنيا عن حق.. مش كلام وخلاص».