سبق قرار الرئيس محمد مرسى بعودة مجلس الشعب المنحل بساعة واحدة لقاء بين الرئيس ونائب وزير الخارجية الأمريكية وليام بيرنز، ما أثار بعض التكهنات حول تلقى مرسى «تطمينات» من الإدارة الأمريكية ومساندته فى قراره الذى يرى البعض أنه صدر بترتيبات من جماعة الإخوان خلال اجتماع شورى الجماعة الذى عُقد قبل صدور القرار ب24 ساعة. وقال السفير أمين شلبى، المدير التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية: «أنا لا أميل للربط بين زيارة المسئول الأمريكى وليام بيرنز، وقرار الرئيس مرسى بعودة مجلس الشعب، لأنه لو تذكرنا خطاب الرئيس قبل أسبوع تقريباً سنجده قال فيه إنه سوف يعمل على إعادة المجالس مرة أخرى، وكانت إشارة لعودة مجلس الشعب لكن لم يلتفت إليها أحد». أضاف شلبى فى تصريحات ل«الوطن» أن هذه الخطوة التى اتخذها الرئيس مرسى بالتأكيد سترضى الإدارة الأمريكية التى تسعى لتحقيق الديمقراطية فى مصر عن طريق الأعراف الدولية. واستبعد السفير أمين شلبى أن يكون قرار عودة البرلمان بطلب خاص من الولاياتالمتحدة، وقال ربما يكون جاء عن طريق الضغط الدبلوماسى ليس أكثر. وأكد شلبى أن المحصلة النهائية أن الإدارة الأمريكية ستكون راضية عن قرار عودة مجلس الشعب بالتأكيد، لأنه جزء من الناحية الديمقراطية فى مصر، وأنه يرضى رغبة أمريكا فى التحول الديمقراطى فى مصر. أضاف السفير أمين شلبى أن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون ستعمل على التأكيد على التحول الديمقراطى وأن مجلس الشعب جهة ديمقراطية منتخبة. فيما قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور أحمد عبدربه ل«الوطن»: لا أعتقد أن القرار له علاقة بزيارة وليام بيرنز وإنما له علاقة مباشرة بترتيبات جماعة الإخوان المسلمين قبل يوم من القرار من خلال اجتماع شورى الإخوان، وأرادت الإخوان أن تظهر للشعب أنها انضمت للشرعية الثورية على حساب القانون وتحدى الجميع. أضاف عبدربه أن الإدارة الأمريكية أذكى من أن تطلب من الرئيس مرسى عودة «مجلس الشعب» ويتم صياغة القرار القانونى المحنك فى أقل من ساعة. وأكد عبدربه أن القرار له علاقة بالإخوان وتم اتخاذه منذ اجتماع شورى الإخوان المسلمين بحضور الكتاتنى والعريان، مشيراً إلى أن هيلارى كلينتون ستدعم القرار أثناء زيارتها لمصر منعاً لحدوث أى صدام مع المجلس العسكرى والرئيس المنتخب محمد مرسى. وتساءل نائب مدير المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط الدكتور مجاهد الزيات: لماذا صدر القرار بعد ساعة من زيارة وليام بيرنز، نائب وزير الخارجية الأمريكية؟ وقال إنه يحمل رسالة من الرئيس الأمريكى باراك أوباما. وتساءل الزيات أيضاً: هل المسئول الأمريكى طمأن الرئيس مرسى أن الإدارة الأمريكية ستدعمه إذا حدث أى نوع من الانقلاب العسكرى فى حالة الصدام بين مرسى والعسكرى؟ ورجح الدكتور مجاهد الزيات أن صدور القرار فى أعقاب زيارة المسئول الأمريكى يثير العديد من التكهنات حول رغبة الولاياتالمتحدة فى اتخاذ مثل هذا القرار المفاجئ. أما السفير سيد أبوزيد فقال: «أرى أن هذا القرار نابع من الإدارة المصرية، ولا أتصور أن تتخذ الولاياتالمتحدة أفعالاً تتناقض مع قرارات المحكمة، وهو موقف سياسى يتناقض مع سياستها الخارجية». ورجح السفير أبوزيد أن الوزيرة هيلارى كلينتون سوف تناقش مع مرسى تداعيات هذا القرار أثناء زيارتها لمصر الأسبوع المقبل.