سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«إسرائيل ديفنس»: حرب مقبلة بين مصر وإسرائيل ستكون مزيجاً من مواجهات 56 و67 و73 عناصر التفوق المصرية: 200 طائرة «إف- 16».. الحذر الشديد.. صعوبة المناورة الليلية فى سيناء
توقع خبير أمنى إسرائيلى أن يؤدى صعود الإخوان للسلطة إلى حرب بين مصر وإسرائيل، تكون مزيجا من من حروب 56 و67 و73، رغم حرص البلدين على تجنبها، وقال الدكتور إيهود عيلم إن سيناء ستكون ميدان المعركة المقبلة، وسيكون سلاحا الجو والدفاع الجوى أبرز عناصرها، لكن القوات البرية ستكون الحاسمة. وحدد «عيلم»، الباحث فى شئون الأمن القومى والنظرية الحربية الإسرائيلية، فى تقرير نشرته مجلة «إسرائيل ديفنس»، المتخصصة فى الشئون العسكرية، ملامح سيناريو المواجهة العسكرية، إثر صعود التيارات الإسلامية إلى صدارة الحلبة السياسية، مشيرا إلى أن الثورة وتعاظم القوة السياسية لجماعة الإخوان قد يتسببان فى اندلاع احتكاكات بين البلدين، وأرجع ذلك إلى عدة أسباب، فى مقدمتها الرغبة الإسرائيلية فى نزع السلاح من سيناء والمناطق الفلسطينية وتقليم أظافر حركة حماس. ورجح أن يكون للعناصر التى ميزت المواجهات السابقة بين البلدين ثقل كبير فى المواجهة المستقبلية، بقوله: لن يتغير ميدان القتال عن سيناء، كما أن بعض أنماط القتال التى ميزت الحروب من 1948 إلى 1973، ستكون واقعية الآن أيضا للجيشين المصرى والإسرائيلى، مع مواءمتها للواقع الحالى، موضحاً أن التفوق الجوى العنصر الرئيسى فى المواجهة المحتملة، لتسهيل عملية تقديم الدعم اللوجيستى والاستخبارى والعسكرى للقوات البرية والبحرية، وأن القصف سيكون ناجعا جدا فى منطقة مكشوفة مثل سيناء، حيث ستكون الوحدات البرية المصرية فيها عرضة للإصابة جراء هجمات جوية مثلما ثبت جدواه فى عام 1967. وأشاد الخبير الأمنى الإسرائيلى بقوة سلاح الجو المصرى، وبامتلاكه أكثر من 200 طائرة من طراز «إف-16»، موضحا أن الجيش الإسرائيلى سيكون منشغلا أيضا بجبهات أخرى فى الوقت نفسه، مثل إيران وحزب الله، وربما أيضاً حماس وسوريا، الأمر الذى سيعيقه عن تركيز قوته الجوية فى مواجهة مصر. وفى ضوء ذلك، يعتقد عيلم أن هناك احتمالا، على الأقل فى المرحلة الأولى من المعركة بين البلدين، بعدم تمكن طرف ما من فرض سيطرة تامة على المجال الجوى، كما أن منظومات الدفاع الجوى المصرى من شأنها أن تتصدى لأى محاولات لقصف القوات المصرية. وتابع: «يجب الأخذ فى الحسبان عدم إمكانية حسم المعركة فى سيناء بواسطة القصف الجوى فقط، وبالتالى هناك احتمال لاندلاع معركة برية تقوم على المناورة، حيث سيكون الهدف العملياتى لكل طرف هو القضاء على قوات الخصم والتصدى لها من سيناء»، وقال إن «المواجهة ستضم سيناريوهات لم يتدرب عليها الجيش الإسرائيلى منذ عام 1982، مثل المعارك ضد المدرعات، والتعرض لهجمات جوية، وكذلك تصدى تشكيلات عسكرية إسرائيلية لقوات الجيش المصرى، فضلا عن أن سلاح البحرية الإسرائيلى قد يخوض، لأول مرة منذ عام 1973، معارك ضد القوات البحرية المصرية، فى البحرين الأحمر والمتوسط تحديدا». واعتبر الخبير الإسرائيلى، الذى كان موظفا مدنيا فى وزارة الدفاع الإسرائيلية، أنه رغم القدرة على المناورة فى سيناء باعتبارها منطقة مكشوفة، فإن المواجهة العسكرية هناك تحت جنح الظلام ستشكل تحديا صعبا أمام القيادات العسكرية الإسرائيلية، وتوقع أن يؤدى استخدام الجيشين، الإسرائيلى والمصرى، لمنظومات السلاح الأمريكية المتشابهة مثل F-16 وM-113 إلى تزايد احتمالية حوادث «النيران الصديقة»، لكن الجيش المصرى ربما يكون أكثر حذرا فى تحريك مركباته القتالية فى بعض مناطق سيناء، نظرا لتجاربه المؤلمة فى عام 1967، وأضاف أن الجانبين قد ينفذان طلعات جوية لاحتلال نقاط حيوية، كما فعل الجيش الإسرائيلى فى 1956، أو نصب كمائن وحواجز. ورأى الدكتور عيلم أنه سيكون من السهل نسبيا على الجيش الإسرائيلى أن يتسلل فى عمق سيناء، فى ظل غياب تحصينات دفاعية مصرية، على عكس الوضع الذى كان قائما فى عامى 1956 و1967، عندما كانت القوات الإسرائيلية مطالبة بفتح ثغرات فى منطقتى أم كاتف ورفح، بينما لن يضطر الجيش المصرى، على عكس الوضع فى 1973، للتغلب على «خط بارليف» لعبور قناة السويس، أثناء التحرك صوب شمال سيناء. وأكد أن كل طرف سيواجه تخبطاً، بشأن أولوية الدفاع الأمامى والدفاع فى العمق فى سيناء: «إذ إنه من الأفضل لمصر من الناحية العسكرية أن ترابط على خط المعابر (ممر متلا وممر جدى) أو تتقدم صوب الحدود الإسرائيلية، وتنسحب وقت الضرورة، مع القيام بعمليات دفاعية فى عمق سيناء، الأمر الذى يتطلب قدرة كبيرة على المناورة. ولكن يحتمل، ولو لاعتبارات العزة والكرامة القومية، أن يتلقى الجيش المصرى أوامر بمنع أى إنجاز برى للجيش الإسرائيلى، بمعنى القيام بأعمال دفاعية بمحاذاة الحدود مع إسرائيل، لكنه توقع أيضاً أن تكبد هذه التحركات مصر خسائر باهظة، مثلما حدث عامى 1956 و1967، لا سيما أن الجيش المصرى لا يملك أى بنية أساسية فى شمال سيناء، مثلما كان الوضع فى 1956 و1967 وستكون خطوط مواصلاته طويلة جدا. ويرى الدكتور عيلم أن الجيش الإسرائيلى سيواجه معضلة مشابهة فى حالة توغله فى عمق سيناء، فإذا استمر القتال، ولو فى إطار معارك استنزاف، فسوف يؤدى بقاء قوات عسكرية إسرائيلية فى قلب سيناء إلى إقامة بنية تحتية هناك، مثلما حدث فى أواخر الستينيات، وأوضح أن النقل التدريجى لقواعد الجيش الإسرائيلى إلى منطقة النقب القريبة من الحدود مع مصر، يعزز من قوة التشكيلات العسكرية الموجودة هناك حاليا فى مواجهة المصريين، وسيساعد أيضاً فى دعم الانتشار الإسرائيلى فى سيناء. وهناك خيار آخر أمام الجيش الإسرائيلى -من وجهة نظر عيلم- وهو تبنى الدفاع المتحرك داخل شبه جزيرة سيناء أو البقاء فى النقب والقيام بطلعات داخل سيناء فقط من أجل تنفيذ غارات عملياتية مثل: التسلل لسيناء بغرض تدمير مكثف للقوات المصرية مع التراجع للخلف صوب النقب. ويرى عيلم أيضاً أن كافة التحديات قائمة أمام الجيش الإسرائيلى، فى حالة اندلاع مواجهة ضخمة مع مصر، مشددا على ضرورة تأهيل الجنود الإسرائيليين للتكيف على الظروف الجديدة، وذلك بعدما انصب تركيز الجيش خلال العقود الأخيرة على حرب العصابات والإرهاب وليس على محاربة جيش تقليدى، ناهيك عن الجيش المصرى. وأكد الخبير الإسرائيلى أن هناك أسبابا كثيرة تمنع مصر وإسرائيل من الانجرار إلى ميدان القتال، لكنه مع ذلك لم يستبعد اندلاع المواجهة رغم أنف البلدين، لذلك دعا الجيش الإسرائيلى للاستعداد لهذه المواجهة المحتملة، ودعاه أيضا للاستعداد للقتال على جبهات أخرى وفى مقدمتها حزب الله.