تجسد السلع الرمضانية الموسمية ملامح واضحة للعلاقات التجارية بين مصر وعدد كبير من الدول الأخرى؛ فمن خلال تلك السلع التى لا تظهر فى الأسواق إلا لأسابيع معدودة، يمكن الحكم على أثر الاضطرابات السياسية فى بعض البلدان على تعاملاتها التجارية مع مصر؛ فعلى الرغم من الاضطرابات السياسية فى سوريا واليمن، تظل منتجات هاتين الدولتين حاضرة ضمن مشروبات ومأكولات المائدة المصرية فى رمضان. وقال أحمد عبدالرحمن، تاجر بقوليات فى منطقة الحسين بالقاهرة: إن قمر الدين السورى منتشر فى الأسواق المصرية بوفرة كبيرة، وتم استيراد كميات كبيرة منه خلال الفترة الماضية، ولم تؤثر الثورة السورية على استيراده رغم حالة القلق التى يشهدها الشارع السورى واستمرار العنف بين الجيش الحر والقوات النظامية. وأضاف أن هناك نوعين من قمر الدين السورى فى الأسواق، الأول نوع خام من المشمش دون أية إضافات صناعية بسعر 12 جنيها ل«اللفة» وزن 400 جرام، وتشهد إقبالا كبيرا من المواطنين، بجانب نوع آخر به بعض المواد الصناعية، ويتراوح سعره بين 8 و10 جنيهات ل«اللفة» الواحدة. وأشار إلى أن أسعار العام الحالى من ياميش رمضان فى متناول جميع الفئات، ولم تزد على العام الماضى، لافتا إلى أن الإقبال على الشراء يعد ضعيفا نسبيا مقارنة بالأعوام الماضية بسبب الأوضاع الاقتصادية الحالية. وقال حسين إبراهيم «عطار»: إن القائمة الرمضانية لم تخلُ من التمر اليمنى المعروف بجودته ومذاقه الجميل، مؤكدا أن الاضطرابات التى شهدتها اليمن بعد الثورة اليمنية لم تؤثر على واردات مصر من التمر اليمنى، لافتا إلى انتشاره وتوافره بجميع الأسواق وفى مختلف المحافظات. وأضاف أن قضية منظمات المجتمع المدنى التى ألقت بظلالها على العلاقات السياسية بين مصر وأمريكا لم تؤثر أيضا على كميات «اللوز» الأمريكى المستورد، كما لم تخلُ المائدة الرمضانية من الهند ومنتجاتها من عين الجمل المقشر وجوز الهند كما وُجدت القراصيا الواردة من دولة شيلى بكميات كبيرة، بالإضافة إلى الزبيب والخروب والبندق المقشر والتين من تركيا.