انتهى عصر دعوات الفرح التقليدية التى يحفظها عمال المطابع عن ظهر قلب، لم تعد الدعوة إلى عرس تتطلب كلمات من عينة «دعوة.. يتشرف فلان الفلانى بدعوة سيادتكم لحضور حفل زفاف الأستاذ فلان على الآنسة فلانة فى المكان الفلانى، والعاقبة عندكم فى المسرات».. أصبح الأمر خاضعاً للإبداع والجنون بشكل كامل. «عملنا ثورة فى التحرير، غيرنا فيها حاجات كتير، والثورة الجاية مليونية على أرض المنوفية».. هكذا اختار العريس المدعو «الوله صابونة» أن يدعو المعازيم على فرحه، لم يذكر اسم العروسة، أو حتى اسمه هو نفسه كاملاً، لكنه اختار لهم صورته، مع مجموعة من أبيات الشعر التى قام بتأليفها بنفسه لفرحه الميمون، تقول: «بشّر أحبابى وأهل مودتى وكل قريب يريد مسرتى.. أفراحنا قد أقبلت أوقاتها، وتزيد أفراحى فى وجود محبتى.. الست بتقول يا مسهرنى ومحمد بيقول يا مقدرنى».. أما الدعوة نفسها فجاءت بصيغة مختلفة تماماً عن تلك التقليدية، تقول: «الحنة أمام منزل الوله صابونة، ولو تهت عن عنوانى روح اسأل على مكانى». تقاليع دعوات الفرح لم تتوقف عند هذا الحد، فالعريس «حمص» كتب دعوته بنفسه، وقال فيها: «انتباه انتباه انتباه انتباه.. دا آخر تنبيه لكل الصحاب، الفرحة المنتظرة يوم 5/7، يوم الخميس بعد بكرة، وهقولك كلمة واحدة بس عقبال الدنيا كلها لما تفرح، وأحلى مسا على كل شاب جدع بيقدّر، مش مهم صغير وكبير، أهم حاجة التقدير، واللى هييجى هينورنا ولو مشلتهوش الأرض والكراسى نشيلو فوق دماغنا لا إما جوة عنينا، حمص الأساس وبحب كل الناس، الفرح فى مصر القديمة، لما تيجى رن عليا. «بيسى» الذى تزوج فى شهر يونيو الماضى كتب دعوة فرحه يقول فيها: الدعوة عامة يا جدعان، اللى هاييجى ينورنا، وبردو اللى مش هاييجى هايوحشنا، وفرحنا بالحب فى شبرا الخيمة. اختفت الزهور والبلالين والابتسامات من دعوات أفراح الكثيرين، «حسام عوكل» اختار لدعوة فرحة أن تكون خلفيتها عبارة عن ليل وغيوم كثيفة، وأشجار بشكل مقبض، تتناثر فيها شواهد مجموعة من المقابر، ولعل هذا كان نوعاً من التحذير لمن لن يحضر الفرح، حيث كانت الجملة الأساسية فى الدعوة: التحية لكل راجل جدع هاييجى ويقدر. لم يعد للعروسة، اسمها أو اسم والدها، مكاناً فى دعوة الفرح، العريس وحسب هو البطل فى دعوة الفرح، وأحيانا أصحابه، كما هو الحال فى دعوة فرح العريس «بطيخة» الذى كتب له أحد أصدقائه دعوة فرحه، قائلاً: «كام واحد بيقدرنى وعايز يجاملنى انتظروا فرحة بطيخة أول خميس فى الشهر، الدعوة عامة،، اللى مش هييجى هيزعل، وربنا دى فرحة أخويا بطيخة برعاية سعد حريقة، وكامل كريزى، وإلخ، الدعوة عامة وهاتبقى والعة، أهم حاجة حب الناس يكفينى، وكله بالحب، أوعى تنسىىى فرحة الدنيا. التحذير عنصر رئيسى فى كثير من الدعوات، فال«صعيدى» كتب على دعوته قائلاً: فرحة البساتين ماتقولش ماتعرفنيش، ولو بتخاف ماتجيش، يا جدعان دا كارت الفرحة بتاعى، وأنا بجد فى انتظار كل راجل جدع. فيما حذر عريس آخر من فرحه قائلاً: خراب يا دنيا فرحة الباشا، والدعوة عامة، برعاية القناصين.