* انتهت أيام شهر رمضان أصدقائى التى أهدتنا أجمل المعانى والصفات، علمتنا الصبر والتسامح والإحسان فإن تركنا رمضان فلابد أن نحافظ على هديته الجميلة طوال أيام العام، واليوم نحتفل معاً بعيد الفطر المبارك مولد البهجة للأطفال والكبار فكما أن لرمضان مظاهره التى تميزه مثل الفانوس والمسحراتى وغيرها، فإن للعيد طقوسه الخاصة مثل العيدية التى ينتظرها كل الأصدقاء ويفرحون بها مهما كانت قيمتها، فهل تعرفون أصدقائى ما أصل العيدية؟ كلمة «عيدية» جاءت من كلمة (العيد) وهى تعنى العطاء ولأنى دائما أبحث عن أصل الأشياء، رجعت لكتب التاريخ وعرفت أن العيدية عادة قديمة ترجع لعصر المماليك، فقد كان السلطان المملوكى يصرف راتباً للجنود والأمراء وكل من يعملون فى القصر بمناسبة العيد، وكانت العيدية تسمى وقتها (الجامكية) ولم تكن قيمتها واحدة بالنسبة لكل من يمنحها لهم السلطان لكنها كانت تختلف من شخص لآخر، فكانت تقدم للبعض على شكل طبق مملوء بالدنانير الذهبية، وللبعض الآخر كانت طبقاً مملوءاً بدنانير من الفضة، وأيضاً كانت تقدم بعض المأكولات الفاخرة بجانب الدنانير، أما عادة صنع الكعك التى عرفها المسلمون فى القرن الأول من الهجرة فيحكى أن أبا بكر محمد بن على وزير الدولة الإخشيدية كان يأمر بصنع كعك محشو بالدنانير الذهبية يوزعه على الفقراء كنوع من الصدقات فكان الكل يتسابق فى الحصول على هذا الكعك صاحب الطعم الذهبى خاصة الأطفال، فالأطفال هم صانعو البهجة دوما فى كل زمان ومكان، بهم ومعهم نشعر بفرحة العيد، ونراه بعيونهم البريئة التى تشرق بالسعادة والأمل فى غد أجمل بإذن الله.