سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جمعيات جديدة تستعير اسم «الإخوان».. «فيها يا أخفيها» نشطاء يعلنون عن تأسيس جماعة للإخوان المسيحيين هدفها النضال اللاعنفى.. وجمعية باسم «الإخوان المسلمين» تخضع أنشطتها لرقابة الدولة
«الإخوان» كلمة كانت محظورة لعقود طويلة، ومورست ضدها كافة أشكال الإقصاء، حتى طفت فجأة بعد الثورة، على سطح المشهد السياسى، وباتت تتردد على كل لسان، وتحتل مكانة كبيرة عند البعض. جماعة الإخوان المسلمين، التى تصف نفسها بأنها جماعة «إصلاحية شاملة» منذ أن أُسست على يد حسن البنا سنة 1928 كحركة إسلامية، ظهر لها منافسون جدد يحملون نفس اسم «الإخوان»، ففى أول رد فعل لوصول الدكتور محمد مرسى رئيساً للجمهورية، أعلن نشطاء أقباط عن تأسيس «جماعة الإخوان المسيحيين»، هدفها «النضال اللاعنفى»، حسب ما قال أمير عياد، الناشط الحقوقى والمؤسس للجماعة، التى وضعت الكاتب والمفكر ميشيل فهمى، الأب الروحى لها. الساحة السياسية لم تقتصر على الإخوان المسلمين والإخوان المسيحيين، فهناك جماعة إخوان مسلمين أخرى، تم إشهارها نكاية فى جماعة حسن البنا، حيث أعلنت «الحركة الشعبية ضد استخدام الشعارات الدينية» عن نيتها البدء فى تشكيل جماعة جديدة تحت مسمى «جماعة الإخوان المسلمين»، التى تخضع أنشطتها بالكامل تحت رقابة الدولة، شأنها شأن أى جمعية أهلية بالدولة. أى أن الجماعات الثلاث، وإن اتفقت فى جزء من الاسم، لكنها تختلف بل وتتعارض فى الأهداف، فواحدة تكافح منذ أكثر من ثمانين سنة لتحقيق إصلاح سياسى واجتماعى واقتصادى من منظور إسلامى، وأخرى ظهرت بسبب صعود التيارات الدينية ووصول مرسى لكرسى الحكم، وثالثة جاءت لرفض فكرة استخدام الشعارات الدينية فى السياسة والحياة العامة فى مصر. استغلال لفظ «الإخوان» فى كيانات تتعارض أفكارها مع جماعة الإخوان المسلمين، هو بمثابة احتجاج سلمى على خلط الدين بالسياسة، فى رأى نهاد أبوالقمصان، رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة، مستغلين وجود فراغ تشريعى ينظم حرية التجمع بشكل محترم، فقانون الجمعيات للأسف هو قانون سيئ السمعة؛ لأنه يركز على الجانب الإجرائى عند تأسيس أى جمعية جديدة، دون التركيز على القيم الحاكمة لعمل الجمعية، وهل ترمى لأى أهداف عنصرية أم لا. الدكتور يسرى العزباوى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يرى أن اللجوء إلى استخدام لفظ «الإخوان» إما أن يكون لمضاهاة جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن وصلت للسلطة، على اعتبار أنه ليس الإخوان المسلمون فقط هم الحريصين على مستقبل البلد، وإنما هناك إخوان مسيحيون أيضاً، وقد يكون استخدام اللفظ مجرد تعبير عن فكرة الترابط والتماسك. الخطورة، فى رأيه، تكمن فى أن مصر الثورة بدلاً من أن تكون وعاءً كبيراً يستوعب كل الكيانات، نبدأ نتشرذم فى جهات متعددة، مما يكون له خطورة على المدى البعيد، خاصة التى كانت جميعها قائمة على أساس دينى.