قطاع فُرض على سكانه الحصار من قبل الاحتلال الإسرائيلى، خناق طال المواطنين على كل مستويات الحياة، حتى شعر المواطن فى «غزة» بأن التمتع بأقل حقوق الحياة الإنسانية حلم بعيد المنال، وعلى الرغم من ذلك، أظهر الشعب الفلسطينى فى القطاع حبه للحياة على مر السنوات التى مضت -التى تخللتها 3 حروب من جيش احتلالى يتمتع بأحدث الأسلحة تجاه مواطنين عزل- وكان آخر المظاهر عودة أقدم دار عرض للسينما. 30 عاماً لم يُعرض فيها أى فيلم، ليفتتح فيلم «عشر سنين» عودة أحد مظاهر الترفيه فى غزة فى سينما «السامر»، أقدم دار عرض فى غزة، ليحضر العرض الأول 300 شخص بعد اشتراط حركة «حماس» الفلسطينية الفصل بين الرجال والنساء لإعطاء تصريح للشركة المنتجة للفيلم لعرضه. وعلى الرغم من عدم وجود أجهزة تكييف فى الدار فى ظل الرطوبة والطقس الحار، فإنهم انتظروا عرض ذلك الفيلم بحضور كبير، خصوصاً أن الفيلم يتحدث عن قضية الأسرى الفلسطينيين فى إطار إنسانى وليس سياسياً، والفيلم من إخراج «علاء العلول». «نريد أن نعيش كسائر البشر.. نريد سينما، ومتنزهات عامة».. قالها أحد الفلسطينيين الذين حضروا العرض لهيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، التى أضافت أن فلسطينيين ممن حضروا الفيلم يتمنون أن تظل السينما حاضرة وفاتحة أبوابها فى القطاع: «لأنها متنفس لنا فى مواجهة ضيق العيش والحصار». المخرج الفلسطينى خالد الفقيه، وصف الحدث ب«فرحة قبل العيد»، مضيفاً أن الافتتاح فى ظل ما يعانيه القطاع يمثل إعادة إحياء لنوع من الثقافة الفلسطينية.