على الرغم من شدة الحرارة والرطوبة وعدم وجود أجهزة تكييف، بجانب معاناة الحصار الإسرائيلي، عكف المئات من سكان قطاع غزة على حضور أول عرض سينمائي تشهده المدينة من أكثر من 30 عاما. فقد استضافت سينما "سامر"، أمس السبت، التي كانت مهجورة منذ فترة طويلة في المدينة، وهي الأقدم في القطاع، عرضا خاصا لفيلم عن الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية حضره نحو 300 شخصا من دون فصل الرجال عن النساء. ولا توجد حاليا أي دور للسينما فى أراضى القطاع، الذي تحكمة جماعة المقاومة الإسلامية "حماس"، حيث يعيش مليونى شخص فى ظروف صعبة فى ظل الحصار الإسرائيلى. وقالت غادة السلمي، من اللجنة المنظمة، إن العرض "رمزا لجهود أوسع نطاقا لإعادة فكرة السينما إلى غزة"، مشيرة إلى أن الفيلم يعرض لليلة واحدة فقط. تم بناء سينما "سامر" في الأربعينيات ولكن أغلقت في الستينيات. كما أغلقت دور السينما المتبقية في نهاية الثمانينيات خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى. وبعد تعرض إحدى السينمات في عام 1987 إلى حادث حريق، كان يعتقد على نطاق واسع أنه من تخطيط الجماعات الإسلامية التي تعتبر السينما "حرام"، كانت الدور الأخرى تخشى المجازفة بعرض أي أفلام، بحسب ما قالت سلمي. ومن المفارقات أنه وفقا للمؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو، فإن فرع غزة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، والذي تنتمي إليه حماس، قد عقد مؤتمرا تأسيسيا في سينما "سامر" بمناسبة العام الإسلامي الجديد عام 1946. وكانت هذه السينما القديمة، التي افتتحت في الأربعينيات من القرن الماضي، قد شهدت عرضا لفيلم "دنانير" من بطولة كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، وذلك في عام 1941، وهو من إخراج أحمد بدرخان. الفيلم الذي عرض أمس، وحمل عنوان "عشر سنوات"، هو فيلم طويل نفذه عدد من المتطوعين ويحكي قصة السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وهو من إنتاج شركة "كونتينيو برودكشن فيلمز"، وتم تصويره في أماكن عدة من القطاع، وتولى إخراجه علاء العلول. السلمي قالت إنه لا يركز على السياسة الأوسع للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، بل يحكي قصة إنسانية. وقد بدأ عرض يوم السبت بموافقة حماس. من جانبها، قالت نرمين زيارة، التي ظهرت في الفيلم، إنها تريد أن ترى سينما مفتوحة "فالمجتمع بحاجة إلى التطوير من خلال الأفلام والأفلام الوثائقية". وأضافت "لا أعتقد أن هناك مشكلة في فتح سينما مع حكومة حماس حيث أنها مكانا فنيا. نحن كفلسطينيين بحاجة إلى مساحة كبيرة للفن". وفي شهر مايو الماضي، شهد القطاع المحاصر عروضا لأفلام تركز على قضايا حقوق الإنسان، في الأماكن المفتوحة. وأحيانا ظهرت أفلام أخرى في قاعات مستأجرة.