قال الشيخ نشأت زارع خطيب مسجد سنفا بالدقهلية، إنه لا يجب ولا يصح أن يكون الإنسان محايدا متفرجا عند المعارك العظمى في التاريخ، ولا أن يمسك العصا من المنتصف أو يكون رماديا باهتا عند تعرض الأوطان للخطر، مشيرا إلى أن فقه الأوطان يفرض على المواطن أن يكون إيجابيا، لأن السلبية عند معارك تحديد المصير وصناعة الأمل والمستقبل تعد نفاقا، والمنافق مصيره إلى مزبلة التاريخ. وأضاف زارع خلال خطبة الجمعة اليوم، أن القرآن عبَّر عن خطر المتفرج الساكت وهو يظن أنه بسكوته وحياده يكون في أمان، ويبحث عن السلامة في بعده وانسحابه من معارك تحرير الأوطان، بقومل الله تعالى: "وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ". وأشار إلى أن الرسول (ص) أعطانا دروسا في الوطنية حين هاجر إلى المدينة واعتبرها وطنه الثاني، وحافظ عليه من الفتن وشرور الأعداء، فأبرم اتفاقية بين أهلها أعطى فيها للجميع حق المواطنة، وكان الحفاظ على الوطن أهم ما قامت عليه وثيقة المدينة، حيث يتعاون الجميع للدفاع عن الأرض ضد المعتدين. وأضاف الشيخ أن أولى الأولويات اليوم هي الحفاظ على الوطن، وهذا هو الذي يتفق عليه الجميع، موضحا أنه إذا كان القرآن قال "ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ"، فإن هذا النص ليس صكا إلهيا بحماية المصريين دون أسباب، فالله تعالى هو القائل أيضا "إن اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ". وأنهى زارع خطبته بتوجيه رسالة إلى من يرفضون الخروج من اعتصام رابعة العدوية والنهضة، بعد تحذير وزارة الداخلية وإعطاء مهلة للخروج من الاعتصام، مؤكدا أنه يجب إزالة اللبس عن الذين يصممون على أن يُقتلوا في سبيل عودة مرسي للكرسي ويظنون أنهم بذلك شهداء، داعيا إياهم إلى تغليب صوت العقل والعودة إلى الصواب لحقن الدماء.