"الموبايل".. سبب جفاء العلاقة الزوجية

نمط الحياة المزدحم والسريع والسعي وراء لقمة العيش كلها أمور أصبحت تفرض طرقًا مختلفة للعلاقات الإنسانية سواء الزوجية أو الأسرية حيث يرى البعض أنها أضافت الجمود على هذه العلاقات التي يفترض أن تتسم بالتراحم والمحبة.
تقول فاطمة عبدالدايم:"إن نمط علاقة الموبايل كان من الأسباب الرئيسية التي دفعتها بشدة لطلب الطلاق، وتضيف:"لم أتزوج لكي أستخدم الموبايل طوال اليوم للتواصل مع زوجي مهما كانت انشغالاته، كنت أود أن أكون أهم ما في حياته، وهو ما افتقدته، فوقت فراغه إن وجِد، كان بين أصدقائه ولعب البلاي استاشين لذلك لم أجد بديلاً عن الانفصال.
من ناحية أخرى، تفضل بيسان العليمي أن ترضى بالأمر الواقع كما تقول .. فظروف عمل زوجها تتطلب التواجد خارج المنزل طوال اليوم ليعود قبل الفجر بساعة في أفضل الأحوال، وبالتالي يصبح الموبايل هو البديل الوحيد لتبقي علي تواصل معه، على أن يتم تعويض ذلك في إجازة نهاية الأسبوع، وإن كانت تشعر بمشكلة كبيرة في السيطرة علي ابنها الأكبر الذي بدأ مرحلة المراهقة وبدأت معه المتاعب، لأنها ترى أن دور الأب أهم في هذه المرحلة.
لم تستمع مرفت الطحان إلى نصيحة والدتها، "البعيد عن العين بعيد عن القلب" ووافقت علي الزواج من شخص مناسب، لكنه يسافر طوال العام للعمل بإحدى الدول العربية، ويظل الموبايل الرابط الوحيد بينهما، وعن ذلك تقول:"أشعر بأني متزوجة علي الورق فقط، ولذلك وضعت زوجي أمام اختيارين إما أن يوفق أوضاعه لكي أتمكن من المعيشة معه أو الطلاق.
وتلجأ نرمين علام إلى التغلب علي غياب زوجها الدائم بتكوين عدة صداقات مع زملائها بالعمل، وفي النادي كما تشارك بالعديد من الأنشطة الاجتماعية، وترى في ذلك أفضل الحلول حتى لا تصبح عبئًا علي زوجها بعد أن كادت الخلافات بينهما تصل لطريق مسدود.
التكنولوجيا أتاحت فرص التواصل
يعلق علي الأمر د.علي أبوليلة أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس ويقول:"أصبحت حياتنا مزدحمة بشدة فلم تعد الأسرة تجد مجالاً للتلاقي والتواصل مثلما كانت من قبل ، والتكنولوجيا الحديثة أتاحت الفرصة للتواصل.
ويحذر أبوليلة من زيادة الاعتماد علي هذه الوسيلة فلابد من تعويض فترة الغياب في نهاية الأسبوع حتي لا يحدث جفاء يؤدي إلي نهاية العلاقة، بالإضافة إلى أنه لا يجب على طرفي العلاقة الاعتماد علي بديل لتلبية رغباتهما الطبيعية البسيطة مثل الحكي والفضفضة فلا يمكن الاعتماد علي صديق أو زميل فهذا هو بداية تدمير العلاقة، كما يحذر أيضا من المبالغة في الطموحات والتطلعات المادية والتي تدفع بالزوج لقضاء وقت أطول خارج منزله لكي يتمكن من تلبية هذه الطموحات.