في اللحظة المناسبة، يدرك ما يجب أن يفعله، يرى حياته رخيصة لا ثمن لها، عندما يقرر التضحية بها من أجل إنقاذ زملائه أو موقعه المرابط عليه، بدون تردد يتحرك فيتصدى لسيارة ناسفة تستهدف تدمير الكمين وإيقاع أكبر عدد من الشهداء، أو إرهابيًا يحمل حزامًا ناسفًا، ولا طريقة لإيقافه سوى الاستشهاد لإثنائه، وبينما تضعف شوكة الإرهاب في سيناء، تزداد البطولات التي يقوم بها جنود من الجيش المصري في كل مناسبة. وترصد "الوطن" قصصًا لأبطال تصدوا بشجاعة للعناصر الإرهابية، غير مبالين بحياتهم، بعضهم نال ما تمناه من شهادة، والآخر ما زال حيًا متأثرًا بإصابته، في التقرير التالي.. - جندي ينقذ حياة من 50-60 فردًا: آخر قصة توثق بطولة الجنود في سيناء، تلك التي رواها المتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي، في بيان رسمي، مصحوبًا بفيديو يجسِّد أحد الجنود البواسل الذي تصدى لإحدى عربات الدفع الرباعي المفخخة بالدبابة حفاظا على أرواح العشرات من المدنيين والعسكريين. ويظهر في الفيديو رد فعل تلقائي من سائق دبابة، فور اكتشافه أن سيارة دفع رباعي مفخخة، تحاول استهداف الكمين، وعلى الفور تحرك بدبابته تجاهها، وقام بدهسها، لتنفجر بعد ذلك بثوان قليلة، وتسفر عن استشهاد 7 من المدنيين تصادف وجودهم أمام الكمين أثناء وقوع الانفجار. ونجح الجندي البطل في إحباط العملية الإرهابية، التي كانت تستهدف أحد كمائن القوات المسلحة جنوبالعريش والتي كان سينتج عنها خسائر جسيمة في الأرواح، تصل إلى استشهاد ما يقرب من 50-60 فردًا من العسكريين والمدنيين. - الشهيد عبدالرحمن متولي: تحولت قصة الشهيد المجند عبدالرحمن محمد متولي رمضان، صاحب ال22 عاماً، إلى أيقونة للصمود والفداء من أجل الوطن بعد أن كشف قائد كتيبته بكمين الرفاعي، كيف تحامل المجند الشاب على نفسه بعد إصابته، وثابر حتى قتل 12 إرهابياً في أرض المعركة التي دارت بين أفراد كتيبته والإرهابيين المهاجمين لهم. ويروي قائد الكتيبة بطولة "عبدالرحمن"، ابن مدينة المنصورة: "في بداية المعركة أصيب بطلقة في جنبه فقلت له نصاً "اجمد يا عبدالرحمن، فرد يا فندم أنا جامد وقايم أكمّل، قام وضرب حوالي 12 وقتلهم وكان بيضحك وسعيد من نيشانه الصائب وعدد القتلى اللي أسقطهم، وكنا أنا وعبدالرحمن فوق المبنى لقنص الإرهابيين، وزمايلنا تحت بيرموا قنابل لحد ما ربنا كتب له الشهادة بطلقة في الرأس". - الشهيد حسام جمال: بينما كان المجند حسام جمال مرابطًا في محل خدمته في كمين سدرة أبوحجاج بسيناء، شاهد سيارة تقترب محاوِلة اقتحام الكمين، فأطلق عليها الرصاص، بعد أن رفض قائدها الامتثال لأمر التوقف، وبعد قليل أدرك أن السيارة مفخخة بنصف طن متفجرات، فاقترب منها المجند البطل وواصل إطلاق الرصاص من مسافة قريبة حتى انفجرت، وكانت النتيجة استشهاد البطل، لكنه أنقذ بجثمانه الذي تحول إلى أشلاء، زملاءه في الكمين الذين كان عددهم نحو 26. - الشهيد محمد أيمن بطل الصاعقة: في منتصف ديسمبر 2015، ضجَّت مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بقصة البطل الجندي محمد أيمن، الذي استشهد، لكنه أنقذ 8 من زملائه 2 ضباط، و4 جنود، واثنان من السائقين، عندما تصدى لإرهابي يرتدي حزامًا ناسفًا، حاول استهداف القوات به. القصة بدأت عندما كان "أيمن" ضمن أبطال القوات المسلحة، في مداهمة لمنطقة زارع الخير فى حي المساعيد بمدينة العريش، وفور نزوله من العربة "الهامر" في مقدمة القوة، بادره تكفيري بمحاولة الهجوم على القوات، وكان يرتدي حزامًا ناسفًا، وبدون تردد "احتضنه" الجندي البطل وأحكم قبضته عليه لينفجر به وينقذ زملاءه الجنود. - الرائد كريم بدر: بالرغم من تصديه ببسالة لهجوم الإرهابيون على كمين الرفاعي، إلا أن القدر أراد أن يظل حيًا ليكون مثالًا لبطولات القوات المسلحة في سيناء، ويروي الرائد كريم بدر تفاصيل معركة الرفاعي، التي وقعت في رمضان 2014. وقال "بدر" إن الأوامر وصلت لنا بدعم الكمائن التي يتم مهاجمتها من قبل العناصر الإرهابية وكنا جاهزين لتنفيذ أي مهمة قائلا: "صممنا قبل التحرك للمهمة وقبل مقابلة ربنا تصفية أكبر عدد من الإرهابيين قبل الشهادة"، وتابع: "شوفنا جثث الإرهابيين تتناثر قدامنا وبعدها سمعنا صوت رشاش نص بوصة يضرب في كل اتجاه أصابني ببتر الذراع الأيسر.. قولت للعساكر اللي معايا لو حسيتوا أن تقيل ومش هتعرفوا تخلوني أدوني رصاصة في راسي عشان محدش ياخدني وأنا بالشكل دا".