قتل مسلحون ثمانية جنود تونسيين على الأقل أمس، في أكبر هجوم على قوات الأمن منذ عقود في الوقت الذي تصاعدت فيه التوترات السياسية بين مؤيدي ومعارضي الحكومة التي يقودها إسلاميون. ووصف الرئيس منصف المرزوقي الكمين الذي نصب للقوات عند جبل شعانبي قرب الحدود الجزائرية بأنه "هجوم إرهابي" وأعلن الحداد ثلاثة أيام. وتحاول القوات التونسية تعقب المتشددين الإسلاميين في هذه المنطقة النائية منذ ديسمبر. ويخشى التونسيون أن يكونوا بصدد العودة إلى واحدة من أسوأ الأزمات في عملية التحول السياسي منذ الإطاحة بزين العابدين بن علي خلال ثورة عام 2011. وقال المرزوقي في كلمة نقلها التليفزيون إن تونس مستهدفة "في نظامها السياسي وفي دينها وإسلامها المعتدل وثورتها". وأضاف أن "الإرهابيين حققوا نصف أهدافهم" ومن الضروري عدم السماح لهم بتحقيق النصف الآخر وعدم السماح لهم بتقسيم الشعب وزيادة الفوضى والمؤامرات. وقطع التليفزيون برامجه المعتادة ليعرض لقطات للجنود القتلى والجرحى وبث تلاوات للقرآن الكريم وأناشيد وطنية. وقال سكان إن آلافا خرجوا في مظاهرات في بلدة القصرين قرب موقع الهجوم على الجيش وطالب الكثيرون منهم بالإطاحة بالحكومة. وفي العاصمة تونس احتج أكثر من عشرة آلاف شخص في أحد أكبر الاحتجاجات منذ أن بدأت المعارضة تحتشد ضد الحكومة.