بدأت وزارة البترول دراسة الغاز الصخرى ومواقع وجوده فى مصر، كمصدر إضافى للغاز الطبيعى. والغاز الصخرى هو صنف غير تقليدى من الغاز الطبيعى، يوجد داخل صخور منتشرة غالبا فى طبقات الأحواض الرسوبية فى باطن الأرض، ويتم استخراجه بتقنية معروفة باسم «التكسير الهيدروليكى». وأكد عبدالله غراب، وزير البترول الأسبق، أهمية البحث عن الغاز الصخرى فى مصر، فى إطار تنويع مصادر الطاقة ومنع أزمات الغاز، للاستخدامات المختلفة من منازل ومصانع وتوليد الكهرباء وغيرها، وأوضح غراب ل«الوطن» أن قطاع البترول يحتاج إلى سياسة غير تقليدية خلال السنوات المقبلة وانتهاج أساليب ترتقى إلى العالمية فى توفير مصادر متنوعة للوقود، خاصة أن مصر تعتبر الدولة الوحيدة فى العالم التى تعانى من أزمات وقود فى السوق المحلية، كما تنتج أنواعا من البنزين لا تستخدمها أى دولة فى العالم. وقال عبدالله غراب، إن أهم ماسيتيحه الغاز الصخرى فى مصر، هو مد قطاعى الصناعة والسياحة به وتوجيه كميات الغاز الطبيعى إلى محطات توليد الكهرباء، خاصة أن مصر تواجه أحيانا صعوبات فى توفير كميات الوقود اللازمة للاستهلاك المحلى، مع ثبات إنتاجها من الزيت والغاز عند مستوى 1.8 مليون برميل مكافئ يوميا. من جانبه، يقول عزيز عفت، الخبير البترولى، إن عمليات استغلال الغاز الصخرى مكلفة جدا، حيث إن حفر بئر واحدة لاستخراج هذا الغاز من باطن الأرض يتطلب استخدام 11 مليون لتر من الماء العذب، إضافة إلى كميات من مواد كيماوية سمية، وهو ما يجعل تلك العمليات معقدة نسبيا فى ظل النقص المائى الذى يواجه مصر لأسباب من بينها المشروعات المزمع إقامتها على نهر النيل فى دول أفريقية والمخاوف من أن تؤثر على حصة مصر من مياه النهر. وأضاف عفت، أن بعض دول أوروبا مثل ألمانيا وفرنسا كانت تعارض استخراج الغاز الصخرى من أراضيها لأسباب بيئية، فاستخدام كميات كبيرة من المواد الكيماوية فى عمليات الاستخراج قد يؤثر سلبا فى المياه الجوفية العذبة، وأوضح أن هناك مخاوف من وجود مواد مشعة ومنها «اليورانيوم» ضمن مواد وعناصر خطرة مرتبطة بمكامن صخور الغاز، وتؤدى إلى تلوث المياه والبيئة فى منطقة آبار هذه الصخور. لكن عزيز عفت يشير إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة تستعدان للتنقيب عن الغاز الصخرى، وكذلك أوكرانيا التى أبرمت مع شركة «رويال داتش شل» عقداً تزيد قيمته على 10 مليارات دولار بهذا الشأن أملا منها فى الاعتماد على الطاقة ذاتيا. وقد تحددت مناطق لاستكشاف مكامن الغاز الصخرى فى الصحراء الغربية، تابعة لشركة «أباتشى» للبترول الأمريكية بالاشتراك مع شركة «هاليبرتون» العالمية، لبدء تجارب تعد الأولى فى مصر، لاستخراج هذا الغاز. وحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، فإن الدول التى تتمتع باحتياطيات كبيرة من الغاز الصخرى هى الصين، الأرجنتين، المكسيك، جنوب أفريقيا، كندا، ليبيا، الجزائر، البرازيل، بولندا، وفرنسا.