منح الاتحاد العام لنقابات عمال مصر الرئيس محمد مرسى هدنة لمدة عام واحد، وتعهدوا بوقف المظاهرات والاعتصامات الفئوية على أن يبدأ الرئيس فى حل مشاكل العمال وتوفيق أوضاعهم، كما تضامن مع اتحاد العمال عدد من النقابات المهنية التى رحبت بالتهدئة لإعطاء الرئيس مهلة لعودة الأمن وتحريك عجلة الإنتاج. من جانبه، بادر الاتحاد العام لنقابات عمال مصر بإرسال خطاب إلى الرئيس محمد مرسى يمنحه فيه هدنة لمدة عام واحد تبدأ من 1/7/2012 إلى 30/6/2013، لتحقيق مطالب العمال، وتعهد الخطاب «بعدم تعطيل عجلة الإنتاج، من أجل فقراء مصر -طبقاً لنص الخطاب- وأن تنتقل مظاهرات ووقفات الميادين إلى ميدان الإنتاج والبناء تحت مظلة العدالة الاجتماعية باعتبارها أهم مبدأ من مبادئ ثورة 25 يناير 2011، وأن يعتمد الحوار بديلا عن التصادم والصراع خلال عام الهدنة، لأن الصراع يكلف كل الأطراف والمجتمع ثمناً باهظاً»، داعيا إلى أن تتفق القوى السياسية وشباب الثورة على تلك الهدنة حتى نهاية يونيو المقبل. وبيّن الاتحاد فى خطابه مطالب العمال التى يجب على مرسى تحقيقها خلال 100 يوم، جاء منها: «إنقاذ الصناعة المصرية الوطنية مما تعرضت له خلال سنوات مضت من تعطيل المصانع وتصفية لشركات ما زالت هياكلها قائمة وإغلاق مئات المصانع فى المدن الجديدة، واتخاذ إجراءات لوقف سياسات إغراق الأسواق بالسلع المستوردة وخصوصا فى قطاع الغزل والنسيج والملابس الجاهزة، الذى يضم 25% من قوة العمل المصرية، والعودة لتشجيع الصناعات كثيفة العمالة لامتصاص فائض الأيدى العاملة وحل مشكلة البطالة». وأكد الدكتور أحمد عبدالظاهر رئيس اتحاد العمال أن تلك الهدنة ليست دعوى لإلغاء الصراع، قائلاً ل«الوطن»: «المطلوب من الجميع الآن أن يشارك فى بناء مصر وأن يعمل على استقرارها وأن يحافظ على السلام الاجتماعى، وهذا لن يتحقق إلا بالحوار والتفاهم والاحترام المتبادل، وإذا كان لا بد من الاختلاف حول بعض المصالح فعلينا أن نعمل على ذلك بشكل حضارى، أن نختلف ونحن نتشارك جميعا فى بناء هذا الوطن». من جانبه، قال ناجى رشاد عضو الاتحاد ل«الوطن»: «التنظيم العمالى المصرى مفيش حد يقدر يسيطر عليه»، مشيراً إلى أن العمال يحتاجون فقط إلى وعود وأمارات بتحقيق مطالبهم، مطالباً أن يبدأ مرسى بتنفيذ مطالب العمال على دفعات وأن يبدأ بالحد الأدنى للأجور. وأكد جبالى محمد نائب رئيس اتحاد العمال أن الاتحاد يقف بقوة بجانب الرئيس مرسى ويؤازره لتحقيق مطالب الشعب، وأعلن رفضه أى تصعيد بالتظاهر أو الاعتصام فى المرحلة الحالية، وطالب بوقف التظاهرات الفئوية لمدة عام لإعطاء الرئيس فرصة لإصلاح البلد. وقال المهندس عمر عبدالله عضو مجلس النقابة العامة للمهندسين إن أى تحرك أو احتجاج فى المرحلة الحالية لتحقيق أية مكاسب فئوية هو صيد فى الماء العكر، وأشار إلى أن بعض الجهات فى الدولة العميقة سبق أن نجحت فى استغلال المظاهرات والاعتصامات الفئوية للإطاحة بحكومة الدكتور عصام شرف. وقال أمين عام نقابة الأطباء إنه من الصعب حل المشاكل التى يواجهها الناس فى ظل الضغوط والمظاهرات المستمرة، وطالب باتباع الطرق المشروعة أثناء المطالبة بحل هذه المشاكل، مشيرا إلى أن نقابة الأطباء حققت شوطا كبيرا فى طريق حل مشكلة الكادر الخاص بالأطباء، حيث تقدمت النقابة بمشروع الكادر لوزارة الصحة، وأن الأطباء فى انتظار تعيين وزير الصحة الجديد لتحقيق مطالبهم.