أعلنت أحزاب وقيادات مدنية، من داخل جبهة الإنقاذ الوطنى، رفضها للمبادرة التى أعلن عنها أمس الأول الدكتور سليم العوا، والتى تقضى بأن يفوض الرئيس المعزول محمد مرسى رئيساً جديداً للوزراء، فى إطار دستور 2012، واصفة المبادرة بأنها «خارج السياق واعتداء على إرادة ملايين المصريين الذين خرجوا فى 30 يونيو و26 يوليو». وقال عبدالغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى والقيادى بجبهة الإنقاذ، إن مبادرة «العوا» جاءت بعد فوات الأوان، وهى محاولة لنسف خارطة الطريق الحالية، وعودة الوضع القديم من الباب الخلفى، مطالباً بضرورة أن يقبل تنظيم الإخوان وقوى الإسلام السياسى العمل بخارطة الطريق والاحتكام للانتخابات الرئاسية المبكرة بعد تعديل الدستور. وأوضح فريد زهران، نائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، أن أى مبادرة لا بد أن تبدأ بالاعتراف بوجود وضع جديد على الأرض، فرضه خروج المصريين بالملايين مرتين؛ الأولى فى 30/6، والثانية فى 27/7 رفضاً لحكم الإخوان. وأضاف: «هناك ثورة حدثت وأيدها الجيش، والأمر ليس انقلاباً كما يحاول أن يصوره الإخوان، فغالبية المصريين ضدهم، ومعهم جميع مؤسسات الدولة من قضاء وشرطة وجيش، ومن ثم فلا يوجد انقسام فى المجتمع، والشرعية هنا هى شرعية الناس». وانطلاقاً مما سبق اعتبر «زهران»، أن مبادرة العوا وغيرها من المبادرات الشبيهة التى يطرحها أشخاص منتمون لتيار الإسلام السياسى، هى خارج السياق، قائلاً: «ليس معنى وجود دعوات للتصالح مع الشرفاء الذين كانوا فى الحزب الوطنى، الذين لم تلوث أيديهم بالفساد أو الدماء، أن نستدعى مبارك مرة أخرى للحكم». من جانبه، أكد حزب المصريين الأحرار رفضه لما وصفه ب«مبادرات المصالحة الوهمية للخروج من الأزمة التى يعيشها تيار الإسلام السياسى والإخوان الآن»، معتبراً أن «الشرعية التى تحكم البلاد الآن هى الشرعية الثورية التى رسختها الملايين من جموع الشعب التى نزلت للميادين فى 30 يونيو لإسقاط نظام فاشى وفاشل، وخرجت الجمعة الماضى لتعلن رفضها للإرهاب الذى يرعاه أتباع النظام الساقط الذين يدعون للعنف والإرهاب فى ربوع مصر ويهددون أمنها الاجتماعى والقومى». وأضاف فى بيان أمس، أن خروج بعض الأصوات المحسوبة على تيار الإسلام السياسى والإخوان بمبادرات للمصالحة تتجاهل مطالب الشعب فى 30 يونيو هو افتئات فج وغير مقبول على إرادة الملايين التى نزلت للميادين لتحرير البلاد من قبضة حكم التنظيم.