سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من 25 يناير إلى 30 يونيو.. «الحوار الوطنى» حُب من طرف واحد الثوار غابوا عن لقاء اللواء الراحل عمر سليمان.. والمعارضة رفضت مقابلة الرئيس المعزول محمد مرسى.. ودعوة عدلى منصور للمصالحة الوطنية خلت من «الإسلاميين»
ربما يكون القاسم المشترك فى كل الحوارات الوطنية، التى تم الدعوة إليها منذ اندلاع ثورة يناير إلى ما بعد 30 يونيو، أن جميعها شهدت غياب الطرف المنعقدة بسببه الاجتماعات فى كل مرة، بدءاً من غياب القوى الثورية عن لقاء اللواء عمر سليمان قبل عزل الرئيس «مبارك»، مروراً بغياب المعارضة عن دعوات الدكتور محمد مرسى طيلة عام كامل من حكمه، وانتهاءً بعدم تلبية قوى الإسلام السياسى دعوات الرئيس المؤقت عدلى منصور لعقد حوار وطنى ومصالحة مجتمعية تُنهى الوضع المتأزم الذى نعيشه. «لن نجلس مع نظام مبارك»، كانت جملة الثوار الشهيرة خلال ال18 يوماً قبل تنحيه، بينما كان تعليق جبهة الإنقاذ على دعوات الرئيس المعزول محمد مرسى للحوار الوطنى بأنها «فض مجالس»، ومؤخراً رفضت تيارات الإسلام السياسى أى دعاوى للمصالحة الوطنية فى ظل ما سموه «انقلاباً» لسحب الثقة من الدكتور «مرسى». هيثم الخطيب، عضو ائتلاف شباب الثورة، شاهد عيان على كل الاجتماعات، التى تم الدعوة إليها طوال الفترة الماضية، بدءاً من لقاء اللواء عمر سليمان، الذى رفضه بسبب التفاوض على بقاء «مبارك» وإصرار المتظاهرين على رحيله وقتها، مشيراً إلى أن اجتماعات المجلس العسكرى بدأت بنواة إيجابية قبل أن تتحوّل إلى مجرد صدام مع الشباب، حسب تعبيره، فيما يوضح أن اللقاءات التى دعا إليها الدكتور مرسى كان غرضها إيصال رسالة إلى العالم بأنه يدعم الديمقراطية، غير أن فحواها كانت خالية من أى إنجاز، ويتعجب «الخطيب» من اللقاء الأخير الذى خلا من تيارات الإسلام السياسى، متسائلاً: «ما معنى مصالحة دون حضور الطرف الأصيل فى الخلاف؟». «المصالحة الوطنية أولاً»، هو سبب نجاح أى حوار مجتمعى، وفقاً لرأى الدكتور يسرى العزباوى، الخبير بمركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية، فلا بد أن يُبنى الحوار على طى صفحات الماضى، مشيراً إلى أن ما يحدث الآن هو محاورة لكل فصيل مع نفسه، والمصالحة لن تتحقق إلا بوجود عدالة انتقالية، التى تعنى وفقاً ل«العزباوى» أن من يُدان فى أحكام قضائية، سواء كان من تيار الإسلام السياسى أو الحزب الوطنى أو حتى القوى الليبرالية التى شاركت فى الحكم، لا بد أن يُحاسَب أولاً، مؤكداً استحالة نجاح الحوار فى اللحظة الراهنة بسبب ضيق أفق الفرقاء السياسيين.