سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صباحي ينعى البراهمي.. ويحذر من تغلغل الدموية في الخلاف السياسي التيار الشعبي: دماء البراهمي وكل شهداء الحرية ستظل لعنة تطارد قاتليهم من دعاة العنف والتطرف وحملة السلاح
نعى حمدين صباحي زعيم التيار الشعبي، الشهيد التونسي محمد البراهمي الذي ينتمي لحزب الحركة الشعبية القومي العربي، الذي اغتاله مجهولون رميا بالرصاص أمام منزله أمس، محذرا من تغلغل الدموية في الخلاف السياسي. ونشر صباحي صورة تجمعه بالشهيد التونسي في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر"، وقال في بيان أصدره إن التيار الشعبي استقبل ببالغ الفزع والصدمة نبأ استشهاد "المناضل التونسي الأخ محمد البراهمي برصاصات الغدر، في ثاني عملية اغتيال سياسية تشهدها تونس منذ اندلاع ثورات الربيع العربي". وأوضح أن "التيار الشعبي إذ يعرب عن بالغ أسفه من استمرار نهج الاغتيالات السياسية الذي يطال رموز سياسية ومناضلين أبرياء يدافعون عن حقوق أوطانهم في الحرية والعيش الكريم، ما يكشف تغلغل الدموية في الخلاف السياسي، يشدد على أن مواجهة العنف والتطرف وقوى الظلام أولوية رئيسية لمجتمعاتنا، إن هي أرادت الحرية والديمقراطية وبناء دولة العدل وسيادة القانون، وتحقيق القصاص العادل لشهداء ثوراتنا". وأضاف بيان التيار الشعبي أن البراهمي "الذي عُرف بنقائه وحسه الوطني والقومي، عاش مدافعا عن ثوابت الأمة، وواجه كما يواجه الشرفاء من أمثاله قوى الرجعية التي هيمنت على السلطة وتريد الهيمنة على الثورة والدولة، وهي الهيمنة التي كان يقف لها البراهمي ورفاقه بالمرصاد، مدافعين عن استمرار الثورة التونسية، ساعين لتحقيق أهدافها التي سالت من أجلها دماء الشهداء، وهي العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والاستقلال الوطني". وأشار إلى أن التيار الشعبي الذي "وُلد من رحم ثورة 25 يناير وألهم البراهمي ورفاقه فكرة تأسيس تيار مماثل في تونس، يُدرك تماما وحدة القضية في مصر وتونس، فالثورة التي انطلقت شرارتها في تونس وتعمقت في مصر في 2011، هي نفسها الثورة التي عرفت طريقها اليوم نحو الخلاص في مصر. ولأن مصر القائد الطبيعي لأمتها العربية، فقد دب الرعب في قلوب الخائفين من انتقال الشرارة هذه المرة من مصر إلى تونس، فانتفضوا للدفاع عن بقاء رأس تنظيمهم الدولي في حكم مصر، وراحوا يتخلصون من حَمَلَةِ مشاعلها والمدافعين عن خطها في البلد العربي الشقيق". وأكد التيار الشعبي أنه إذ يحذر من تصاعد تلك الموجة من الاغتيالات في تونس، التي بدأت باستهداف المناضل شكرى بلعيد، وأعقبه استهداف المناضل محمد البراهمي، يشدد على أن الشعب المصري الذي يقف اليوم صفا واحدا في مواجهة الإرهاب، لن يتسامح مع مرتكبي مثل هذه الجرائم ولا مع المحرضين عليها أو الداعمين لها، وهو إذ يجدد تأكيده أن السلمية هي طريق الشعوب الحرة للخلاص بإرادتها من الاستبداد، وتغيير مجرى التاريخ لصالحها، لا يرى في دعاة العنف والتطرف وحملة السلاح إلا "الرعب من ضوء النهار ونور الثورة الذي يقترب، رغم كثافة الظلام واستباحة الدم". كما أكد التيار أن دماء البراهمي وبلعيد وكل شهداء الحرية ستظل لعنة تطارد قاتليهم من دعاة العنف والتطرف وحملة السلاح، الذين لا يعرفون إلا الدم لغة للخلاف، وستتحرر بها الأوطان من قوى أرادت الاحتفاظ بالسلطة والاستبداد بالأوطان حتى لو على جثث شعوبها، مشيرا إلى "رصيد نضال الشهيد البراهمي، منذ دراسته الجامعية التي نشط خلالها ضمن تنظيم (الطلاب العرب التقدميون الوحدويون)، ثم تأسيس حزب (حركة الوحدويين الناصريين) الذي لم يعترف به النظام المخلوع، ثم تأسيس حركة (الشعب) المعارضة بعد الإطاحة ببن علي، وانتهاء بتأسيس حزب (التيار الشعبي) المعارض لحركة (النهضة) التونسية، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في تونس".