أعربت 40 منظمة حقوقية و4 أحزاب ليبرالية وعدد من الشخصيات العامة، عن استيائهم الشديد وقلقهم مما ورد من شهادات حول تعرض النساء غير المحجبات وغير المنتقبات إلى انتهاكات عديدة، منها العنف اللفظي، ومحاولات الاعتداء عليهن، بسبب ملابسهن، وردد هؤلاء المعتدين عبارات منها "جه الرئيس اللي هيلمكم"، ووصفن هؤلاء النساء بأنهن "منحلات"، و"قليلات الأدب". وأشار المعترضون، في بيان وزعته مؤسسة "المرأة الجديدة" الاثنين، إلى ما نشرته جريدة "الوطن" بأن الهجوم "طال أيضا المحجبات" وما ذكر في صفحة الفن في عدد الجمعة الماضية بأن "فنانة محجبة اتصلت وأفادت بأنها تعرضت للسب في أحد المولات من قبل أسرة تبدو سلفيه". واستنكر الموقعون على البيان "اعتداء بعض أعضاء "الإخوان المسلمين" مساء الخميس الماضي، على سميرة إبراهيم صاحبة قضية رفض كشف العذرية، وتم طردها من الميدان، وما قام به صفوت حجازي بالاعتداء على مصورتين صحفيتين، رفضتا النزول من على المنصة التي تم تخصيصها لرئيس الجمهورية محمد مرسي". ودعا الموقعون النساء اللاتي يتعرضن لتلك الانتهاكات بأن "يبادرن بمواجهة هذا الاعتداء ورفضه والرد عليه بقوة، والتقدم ببلاغات في أقسام الشرطة، وفضح تلك الانتهاكات في جميع وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي"، مؤكدين أن النساء "لسن الحلقة الضعيفة، ولسن الضحية التي تنتهك كرامتها، وتفرض الوصاية على حريتها، ولن نخضع لهذا النوع من الابتزاز، وسوف نناضل من أجل الدفاع عن كرامة النساء وحرياتهن باعتبارها جزءا أصيلا من كرامة وحرية المجتمع". وقالت منى عزت عضو مجلس إدارة المرأة الجديدة، "إن هذه الوقائع عن ثقافة ذكورية معادية للنساء، تنظر لهن نظرة دونية، وتعتبرهن إثما، وسبب كل المفاسد، ويتم توظيف واستخدام سيئ للدين من أجل تبرير هذه الانتهاكات التي تمثل تهديدا وخطرا حقيقيا على وجود النساء في المجال العام، وتمثل تعديا سافرا على حقوقهن وحرياتهن، وانتهازية واضحة من فصيل الإسلام السياسي وكهنة المجتمع الذكوري، تستدعي مشاركة المرأة حين الحاجة لدعم النضال وتحمل التضحيات بالنفس وفلذات الأكباد، ثم تسارع بإقصائها بعد أن تقترب من السلطة". وأشارت الفنانة بسمة إلى أن هذه الوقائع "لا تمثل تعديا على النساء فحسب، بل على المجتمع المصري بأسره، الذي اتسم بالتعددية والتنوع الثقافي والفكري على مدى قرون، وتتطلب إجراءات سريعة من مؤسسات الدولة المعنية والسيد رئيس الجمهورية تضمن صون وحفظ كرامة النساء، وسلامة وأمن المجتمع بأسره". وقالت الدكتورة آمال عبد الهادي عضو مؤسسة المرأة الجديدة، إن "كل القوى الديمقراطية ترفض جميع الاعتداءات والانتهاكات التي تتعرض لها النساء، وجميع محاولات إقصاء المرأة من المجال العام، سواء عبر الاعتداء عليهن جنسيا كما حدث في ميدان التحرير (وتوظيف هذه الانتهاكات من أجل تشويه الميدان) أوالهجوم عليهن أوالتدخل في حرياتهن الشخصية، سواء تم ذلك بفعل أجهزة أمنية تسعى إلى إثارة الشعب ضد تيار ديني، أو من أشخاص امتلكوا الجرأة بفعل تحولات سياسية، ويسعون إلى فرض معتقداتهم بالقوة على المجتمع".