أصدرت مجموعة من المنظمات النسائية والحقوقية بيانا تطالب فيه بإجراءات عاجلة لمواجهة خطاب التحريض ضد النساء جاء فيه أن هناك شهادات تداولتها وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي حول تعرض النساء غير المحجبات وغير المنتقبات إلي انتهاكات عديدة منها العنف اللفظي، ومحاولات الاعتداء عليهن، بسبب ملابسهن، و ردد هؤلاء المعتدون عبارات منها” جه الرئيس اللي هيلمكم”، ووصفوا هؤلاء النساء بأنهن “منحلات”، و”قليلات الأدب” . و طال الهجوم أيضا المحجبات فذكر صحفي في صفحة الفن يوم الجمعة في جريدة الوطن أن فنانة محجبة اتصلت به وأفادته بأنها تعرضت للسب في أحد المولات من قبل أسرة تبدو سلفية. كما نشير هنا إلي اعتداء بعض أعضاء ” الأخوان المسلمين” مساء الخميس الماضي علي سميرة إبراهيم صاحبة قضية رفض كشف العذرية وتم طردها من الميدان. كما لم تسلم النساء أثناء أداء عملهن من الاعتداء عليهن بالسب والضرب، ففي يوم الجمعة الماضي أثناء مظاهرة تسليم السلطة قام صفوت حجازي بالاعتداء علي مصورتين صحفيتين، رفضتا النزول من علي المنصة التي تم تخصيصها لرئيس الجمهورية د. محمد مرسي. وقعت هذه الحادثة تحت سمع وبصر الموجودين علي المنصة من ” الأخوان المسلمين” الذين قام أحدهم بسب المصورتين. كذلك تعرضت الصحفية البريطانية ناتاشا سميث التي كانت تعد فيلما وثائقيا عن مصر بعد الانتخابات لتحرش جنسي وقت خطاب الرئيس في التحرير وعجزت لمدة طويلة عن الخروج من الميدان ثم سافرت دون استكمال فيلمها. تعبر هذه الوقائع عن ثقافة ذكورية معادية للنساء، تنظر لهن نظرة دونية، وتعتبرهن إثما، وسبب كل المفاسد. و يتم توظيف واستخدام سيئ للدين من أجل تبرير هذه الانتهاكات التي تمثل تهديدا وخطرا حقيقيا علي وجود النساء في المجال العام، وتمثل تعديا سافرا علي حقوقهن وحرياتهن، وانتهازية واضحة من فصيل الإسلام السياسي وكهنة المجتمع الذكوري، تستدعي مشاركة المرأة حين الحاجة لدعم النضال وتحمل التضحيات بالنفس وفلذات الأكباد، ثم تسارع بإقصائها بعد أن تقترب من السلطة. إن هذه الوقائع لاتمثل تعديا علي النساء فحسب، بل علي المجتمع المصري بأسره، الذي اتسم بالتعددية والتنوع الثقافي والفكري علي مدي قرون، وتتطلب إجراءات سريعة من مؤسسات الدولة المعنية والسيد رئيس الجمهورية تضمن صون وحفظ كرامة النساء ، وسلامة وأمن المجتمع بأسره. ويتوجه الموقعون أدناه للنساء اللاتي يتعرضن لتلك الانتهاكات بأن يبادرن بمواجهة هذا الاعتداء ورفضه والرد عليه بقوة، و التقدم ببلاغات في أقسام الشرطة ، وفضح تلك الانتهاكات في جميع وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. كما يؤكد الموقعون علي البيان أن النساء لسن الحلقة الضعيفة، ولسن الضحية التي تنتهك كرامتها، وتفرض الوصاية علي حريتها. ولن نخضع لهذا النوع من الابتزاز، وسوف نناضل من أجل الدفاع عن كرامة النساء وحرياتهن باعتبارهما جزءا أصيلا من كرامة وحرية المجتمع.