عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، اجتماعًا ضم المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والمهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، والدكتور أشرف الشرقاوي وزير قطاع الأعمال العام، والدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة واستصلاح الأراضي. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأنَّ الاجتماع تناول سبل تطوير ودعم زراعة القطن والنهوض بصناعة الغزل والنسيج، بما يساهم في دعم الاقتصاد الوطني وتلبية احتياجات السوق المحلي وزيادة الصادرات، خصوصا أنَّ تلك الصناعة تعد من الصناعات كثيفة العمالة، فضلاً عما تمتلكه مصر من ميزات تنافسية في إنتاج القطن على مستوى العالم في ظل ما يحظى به من جودة وسمعة متميزة في الأسواق الدولية. ووجه الرئيس بضرورة تحديد سعر مناسب لتوريد القطن من المزارعين، دعمًا للفلاح المصري، ولتشجيع التوسع في زراعة القطن خلال السنوات المقبلة لتغطية احتياجات السوق المحلي والتصدير، وبهدف مواكبة التوسع في صناعة الغزل والنسيج. وذكر أنَّ وزير التجارة والصناعة أوضح أنَّ صناعة الغزل والنسيج تأتي ضمن القطاعات الأربع الرئيسية التي ركزت عليها استراتيجية عمل الوزارة، مشيرًا إلى أنَّها تسعى لتحسين كفاءة صناعة الغزل والنسيج ورفع قدرتها التنافسية وزيادة صادراتها، إذ يساهم هذا القطاع الاستراتيجي بنسبة تصل إلى 26.4% من إجمالي الناتج الصناعي وبحجم صادرات وصل إلى 7 مليارات جنيه، ويعمل به حوالي 25% من إجمالي العمالة المحلية في حوالي 7 آلاف شركة تصل استثماراتها إلى 50 مليار جنيه. وأوضح المهندس طارق قابيل، أنَّ الوزارة تبنت مبادرة وطنية بعنوان "القطن من البذرة إلى الكسوة" لتطوير صناعة القطن بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي لزيادة القيمة المضافة لسلاسل القطن، وتمَّ البدء في إجراءات إنشاء 4 مدن نسجية وتخصيص مليون متر مربع بمدينة بدر لصناعة الغزل والنسيج و750 ألف متر مربع في المحلة وكفر الدوار، فضلاً عن العمل على تأهيل العمالة المدربة من خلال تطوير المناهج التعليمية والمعدات الخاصة بمدارس الكفاية الإنتاجية، وكذلك تنفيذ إجراءات لدعم وحماية وتسجيل علامة القطن المصرى في مختلف دول العالم. كما تسعى الوزارة إلى بناء مجمعات غزل ونسيج بالاشتراك مع القطاع الخاص، والسماح باستيراد القطن قصير التيلة لتلبية الطلب المحلي. وأضاف أنَّ وزير قطاع الأعمال العام عرض خطة تطوير واعادة هيكلة الشركات التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، والتي ستتم على 3 مراحل تتضمن تطوير شركات المحالج ثم شركات الغزل ثم النسيج، مشيرًا إلى أهمية مرحلة الحلج لأنها أول مرحلة في عملية الغزل والنسيج، حيث توجد 3 شركات بها 25 محلجا لم يتم تطويرها على مدى عقود طويلة ما أثّر على جودة المنتجات القطنية. وأوضح الدكتور أشرف الشرقاوي، أن الخطة تتضمن إعادة توزيع المحالج على محافظات زارعة القطن، حيث تم طرح كراسة الشروط لمناقصة توريد 11 محلجا حديثا بطاقة إنتاجية عالية. وأشار إلى أنَّ خطة التطوير تهدف إلى انتاج قطن عالي الجودة دون شوائب، بما يساهم في الاستمرار فى الارتقاء بجودة القطن المصري، منوهًا إلى أنَّه لن يتم الخلط مرة أخرى، والذي كان يؤثر على جودة القطن المنتج. وأشار المتحدث الرسمي إلى أنَّ وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، استعرض وضع زراعة القطن في مصر، مشيرًا إلى أن زيادة حجم استيراد القطن نتيجة لانخفاض تكلفته عن المنتج المحلى أدى إلى عزوف الفلاحين عن زراعته، كما أن خلط الأصناف بين مختلف المحافظات أدى إلى تلوث بذرة القطن في الفترات السابقة. وأوضح الدكتور عبد المنعم البنا أنَّ الوزارة تبنت استراتيجية جديدة لتطوير زراعة القطن، حيث تسعى لزيادة المساحات المزروعة لتصل إلى 350 ألف فدان العام المقبل بعد أن كانت فى العام الماضي 130 ألف فدان وتبلغ في العام الحالي 220 ألف فدان، من خلال تشجيع المزارعين على الاستمرار والتوسع في زراعة القطن، فضلاً عن استنباط أصناف جديدة عالية الإنتاجية والجودة بهدف تحقيق أعلى ربح للمزارع وتقليل تكلفة الإنتاج، وتوفير التقاوى اللازمة للمساحات المستهدفة، وتشديد الرقابة على نقلها بين المحافظات لمنع خلط الأصناف المصرية والحفاظ على نقاء الإنتاج. وأضاف السفير علاء يوسف أن الرئيس أكد أهمية العمل على إنشاء كيانات متكاملة لصناعة الغزل والنسيج في مناطق جديدة، تقوم على زراعة القطن وزيادة القيمة المضافة من خلال الصناعات التحويلية الأخرى كالزيوت والأعلاف، وتنفيذ مشروعات في هذه الصناعة يشارك فيها القطاعان العام والخاص، وتوفير كافة الإمكانات المتاحة لدعم تلك المشروعات، مؤكداً ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للنهوض بصناعة الغزل والنسيج في مصر والعمل على استعادة مكانتها الدولية المرموقة، لا سيما في ضوء ما تمثله من دعامة هامة للصناعة المصرية، وما توفره من العديد من فرص العمل، ومساهمتها في تحقيق التنمية الصناعية والاقتصادية المنشودة.