إن دبلت الوردة تفضل «شوشو»

ترفض مقابلة أى شخص حتى لا يرى التجاعيد التى ملأت وجهها وينسى جمالها على الشاشة

من أمام منزل ابن شقيقها خالد انطلقت السيارة بسرعة، وما إن شعرت بأنها ابتعدت عن كل من يعرفها حتى رفعت الطرحة التى كانت تغطى بها وجهها لتخفى التجاعيد التى غيرت ملامحها.
شريط من الذكريات مر أمامها سريعا مثل سرعة السيارة التى تستقلها.
فين أيام زمان.. شباب وجمال وشهرة ومجد.. قالتها فى نفسها وهى تخفى أى علامات حزن قد تبدو على وجهها حتى لا يلمحها أحد.
فى عيادة العلاج الطبيعى طلبت منها سحر زوجة ابن شقيقها أن تخلع الطرحة وتتصرف بطبيعتها لكنها رفضت وتمتمت ببضع كلمات فى سرها، لم تفهم منها «سحر» شيئا سوى أن الاستجابة لمحاولاتها فى أن تجعلها تظهر أمام الناس بطبيعتها باءت بالفشل.
بعد وصولها إلى منزل خالد باغتها حارس عقار جديد فجعلها تنتفض.. ربما يكون قد عرف شخصيتها:
- إنتوا مين
قالها فجأة، فاختلست نظرة سريعة إلى وجهه لتدرك أنه جديد على العمارة ولا يعرفها، سريعا غطت وجهها بالشال الأزرق الداكن ودخلت العقار دون أن تجيبه.
دخلت «شوشو» الشقة وجرى عليها أبناء خالد الأربعة ليحتضنوها، جلست لتستريح ثم طبعت قبلة على خد محمد أكبرهم الذى قال لها: «جبتلنا إيه معاكى يا شوشو».
خالد هو ابنها الذى لم تنجبه، فبعد زواج استمر 7 سنوات لم تنجب فاعتبرت خالد ابنها، وزوجته وأولاده هم عائلتها، حتى إنها قررت ألا تعيش بمفردها وتعيش مع خالد وأسرته تأنس إلى جوارهم وتشعر بالدفء معهم.
شدة حب سحر زوجة خالد ل«شوشو» جعلتها بمثابة الحارس الشخصى لها، تنفذ كل رغباتها وتلبى احتياجاتها، ورغم حبها لها فإنها فشلت فى أن تجعلها تعيش حياة طبيعية ولا تخفى نفسها من أحد.
كثيرا ما تجلس شوشو وحيدة لا تحدث أحدا.. فقط تصلى وتقرأ القرآن ثم تجلس إلى نفسها تتذكر أيام الفن الجميل، عندما كانت من جميلات الشاشة، فليس سهلا على نجمة الشباك الأولى أن يتبدل جمالها وصوتها الحنون الذى كانت تشدو به أمام عمالقة السينما المصرية.
توقف شريط ذكرياتها عند جمهورها الذى تخشى لقاءه الآن، كانت صورها تملأ جدران غرف معجبيها وتليفون منزلها لا يتوقف عن الرنين، الكل يتمنى الحديث إليها أو حتى سماع صوتها، ولأنها تحب جمهورها قررت أن تختفى من حياته وألا يشاهدها وهى امرأة مسنة لا حول لها ولا قوة.
- إيه.. إنتى رحتى فين؟
- أبدا أنا موجودة.. فيه حاجة؟
أخبرتها سحر بأن أحد الإعلاميين من أصدقائها القدامى يود محادثتها هاتفيا للاطمئنان عليها بعد الوعكة الصحية الأخيرة التى أصابتها ولإقناعها بالظهور أمام جمهورها وطمأنته ولو عن طريق التليفون فقط.
- طبعا لأ..
قالتها شوشو لتعلن استمرار رفضها لظهورها مرة أخرى حتى لا يتبدد جمالها على الشاشة، فهى تريد أن تظل صورتها الأخيرة هى الصورة التى ظهرت بها فى آخر عمل فنى لها.
هل تعلم من هى الآن؟
هى الفنانة شادية.