اهتمت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية برصد آثار وتوابع فوز الدكتورمحمد مرسى بالرئاسة على المنطقة، واعتبرته نقطة تحول فى الشرق الأوسط، لأن مصر «هى صانع الاتجاهات فى المنطقة، وأى تطورات فيها تؤثر على بقية الدول العربية». وقالت الصحيفة فى تقرير أعدته «ليزا سلاى» إن فوز مرسى -الذى جاء فى لحظة انحسار للمد الثورى بسبب قمع المعارضة البحرينية ومذابح الأسد فى سوريا- كان مصدر فرحة عارمة للبعض ومصدر قلق عميق لآخرين مثل العلمانيين والأقليات فى العالم العربى، بسبب موجة التدين التى تجتاح شمال أفريقيا، حيث إن الإسلاميين هم الأوفر حظاً للفوز فى أول انتخابات فى ليبيا خلال أيام، وهم بالفعل يحكمون تونس. واعتبرت الصحيفة أن سوريا ستكون الأكثر تأثرا بفوز مرسى، فجناح «الإخوان المسلمين» هناك لاعب رئيسى فى الانتفاضة ضد الأسد، مشيرة إلى أن تعهد مرسى فى خطابه فى جامعة القاهرة بدعم المعارضة السورية بمثابة «غزوة مبكرة» فى السياسة الخارجية للرئيس الجديد، ومؤشر على الطرق والوسائل التى يمكن أن يؤثر بها صعود الإخوان على دعم الجماعات التابعة لهم فى المنطقة. ونقلت الصحيفة عن «ملهم دروبى» -أحد قادة الجماعة فى سوريا- أن إخوان سوريا يخططون لزيارة القاهرة لبحث الوسائل التى يمكن أن تساعد بها القاهرة فى الإطاحة بنظام بشار، وسيكون أحد المطالب الرئيسية -حسب دروبى- هو منع سفن السلاح الإيرانية والروسية من الوصول لسوريا عبر قناة السويس، وإذا استجابت القاهرة لهذا المطلب -كما تقول «واشنطن بوست»- سيكون لذلك آثار سياسية عميقة تتجاوز مصر. وأشارت «واشنطن بوست» إلى المخاوف التى أبداها الجناح العلمانى فى المعارضة السورية من دعم القاهرة لإخوان الخارج، وقالت الصحيفة «إن المعارضة تعتبر الإخوان جماعة تحاول تمرير أجندتها الخاصة على ظهور الثوريين»، «وإن الأقليات المسيحية والأكراد فى سوريا يشاركونها تلك المخاوف، وكذلك الملكيات العربية التى نجحت حتى الآن فى صد مطالب الإصلاح التى قادتها جماعات علمانية وليبرالية فى بلدانها». وتصف الصحيفة الإخوان بأنهم جماعة «تعرف كيف تدمج القيم الإسلامية داخل النظام الجمهورى، مما قد يقدم نموذجا سياسيا قويا»، وأن هناك قلقا بالغا من تصدير الثورة لدول الجوار، رغم محاولة الدكتورمرسى تبديد تلك المخاوف فى خطابه بجامعة القاهرة. وقد أكد بعض المحللين أن مصر المشغولة بقضاياها الداخلية واقتصادها المريض ليست فى وضع يؤهلها الآن لتأثير إقليمى لكن المؤكد -حسب الدكتور روبرت ساتلوف من معهد واشنطن- أن وصول الإخوان للحكم فى مصر سيرسل موجات قوية من التغيير فى المنطقة كلها.