سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العرب المنسيون فى خطاب مرسى: الرئيس تحدث بلغة «الإخوان» وتجاهل الأمن القومى معارض سودانى: نخشى تجاهله ثورتنا لأنها ضد نظام إسلامى.. وبحرينى: شهداؤنا هم الأكثر عددا.. ويمنى: لم يتحدث عن مشكلاتنا
انتقد عدد من المراقبين والمتابعين العرب خطابات الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، لتجاهله الحديث عما يجرى فى كل من اليمن والسودان، وهو ما اعتبروه تجاهلا لأحداث تتطلب وضوح رأى مصر الجديدة فى ظل تغير الأوضاع الإقليمية بالمنطقة. يقول حمور زيادة، الروائى السودانى المعارض المقيم فى مصر فى تصريحات ل«الوطن»، إن خطاب مرسى فى جامعة القاهرة كان خطاباً إخوانياً نموذجياً فيما يتعلق بالملف العربى الذى يركز الإخوان فيه على القضية الفلسطينية من منطلق الهوية وليس الأمن القومى، وكذلك ما يتعلق بسوريا، على اعتبار أن الجيش السورى الحر هو تنظيم ينتمى معظمه لإخوان سوريا ومدعوم من التنظيم العالمى للجماعة. واعتبر المعارض السودانى أن خطاب مرسى ينقصه البعد الأفريقى بتركيزه فقط على العروبة والإسلام كعادة خطاب الإسلاميين؛ مضيفا أن «مرسى لم يشر إلى دائرة أفريقيا فى انتماء مصر وسياستها الخارجية، ولم يتحدث عن ملف حوض النيل على الرغم من أن قضيتى الوحدة الوطنية ومياه النيل هما من المفترض أن يكونا أولى أولويات أى رئيس مصرى كما يذكر الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل». وعبّر زيادة عن تخوفه من أن يكون تجاهل مرسى للثورة السودانية راجعا إلى أنها تقوم ضد نظام إسلامى فى السودان ينتمى فكريا لمدرسة الإخوان المسلمين، رابطا ذلك بقيام السفير السودانى فى القاهرة بزيارة المرشد العام لتهنئته بفوز الدكتور مرسى. وأضاف زيادة: «كيف يقوم سفير دولة بصفته بزيارة زعيم تنظيم ليس له صفة قانونية فى الدولة لتهنئته بفوز مرشح الحزب؟ هذه مسألة ملفتة جدا للنظر». وبيّن الروائى السودانى أن التخوف الأكبر من أن يكون سبب تجاهل خطابات مرسى للثورة السودانية مرتبطا بالعامل الاقتصادى، خاصة أن مشروع النهضة الذى يتحدث عن تعاون اقتصادى مع السودان يخدم بالأساس النظام الحاكم فى السودان الذى كان أول من سمح بتملك المستثمرين للبنية التحتية فى السودان، علاوة على نشر الصحف السودانية الموالية للبشير عن «جمهورية وادى النيل الإسلامية» والنظر لفوز مرسى على أنه فوز للتيار الإسلامى الحاكم فى السودان. ويرى زيادة أن مرسى وجه رسالة طمأنة لدول الخليج بحديثه عن عدم تصدير الثورة المصرية، فضلا عن مداعبة مشاعر أنصاره بوعده بالمساعدة على الإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن المعتقل فى الولاياتالمتحدة رغم أن مرسى لا يستطيع فعل شىء له. أما المعارض البحرينى حسين يوسف فقال: «إن مرسى ارتجل أسماء الدول ولم تحضر فى ذهنه البحرين واليمن، رغم أن نسبة عدد الشهداء الذين سقطوا فى البحرين مقارنة بعدد سكانها يعتبر أكبر نسبة شهداء فى الربيع العربى بعد ليبيا». وشدد يوسف على أن مرسى حاول طمأنة دول الخليج التى قمعت ثورة البحرين وتبدى قلقها من الثورة المصرية، فتجاهل ثورة البحرين رغم الوضع الذى تشهده المملكة مؤخرا من محاولات اغتيال للمعارضين ومن بينهم الشيخ على سالمان الذى هنأ مرسى بفوزه. أما الناشط اليمنى الجنوبى عبدالرحمن درويش فأوضح أن مرسى لم يذكر مشكلات اليمن فى خطابه فى جامعة القاهرة، وخاصة مطالب اليمنيين الجنوبيين بالاستقلال وتقرير المصير الذى يطالبون به من خلال الحراك السلمى الذى انطلق فى عام 2007 وأهدى هذا الربيع للعربى لباقى شعوب المنطقة.