سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو.. رشا شيخ الدين.. السودان المغترب يغني في القاهرة الحفل الأول للمطربة السودانية بالقاهرة عام 2008.. بينما يتزامن حفل الأمس على مسرح روابط مع تصاعد مظاهرات الثورة السودانية
"يا سودان معليش، حكموك ناس الجيش، وما بتستاهل الظلم دا"، بداية "ثورية" لحفل المطربة السودانية رشا شيخ الدين، الذى أقيم أمس، في ساحة روابط بوسط القاهرة، بالتزامن مع تصاعد أحداث المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية في السوادان، وربما تكون هذه فرصتها الأخيرة لغناء تلك الكلمات، "لأن الثورة ستنتصر"، تقولها بإيمان كبير. ورغم أن الحفل أقيم فى قلب القاهرة، إلا أنه شهد حضورا لافتا للسوادنيين المقيمين بمصر، لما يشعرون به من حنين لبلادهم التى تضربها سلسلة من المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية فى مواجهة نظام البشير. رشا، التي تقيم حاليا في إسبانيا، منذ تسعينيات القرن الماضي، بعد طردها من السودان، لمعارضتها النظام السياسي هناك، تقدم مجموعة من الأغاني الكلاسيكية والتراثية السودانية الممزوجة بالموسيقي العصرية، والنوبية المشهورة فى شمال السودان على وجه الخصوص، بمعاونة مجموعة من العازفين المصريين، منهم محمد سامى «كمان»، نور عاشور «ساكسفون»، هشام عصام «عود»، احمد عمر «جيتار»، أيمن مبروك «بركشن». وشاركت رشا، شقيقها في تشكيل مجموعة "كامبالا"، التى قدمت ألبوم «سلامات للخرطوم» بمناسبة مؤتمر نزع السلاح في العام 1996، وقدموا فيه مجموعة من الأغاني السودانية الممزوجة بالموسيقى الإسبانية. كما أصدرت رشا ألبومين، إلى جانب ألبوم جماعي شاركت فيه بمجموعة من 13 فنانا من إفريقيا، حمل اسم "بناء جسور". وتربت رشا على تراث أغاني أبي داوود وحقيبة أمدرمان التي ولدت فيها عام 1972 وسط أسرة أصبحت كلها فيما بعد من نجوم الفن والإعلام، حيث شقيقتها تماضر شيخ الدين الدرامية المعروفة، والمقداد، المترجم والمحرر الإذاعي، وللوافر والصادق، مؤلفين موسيقيين، وعفاف عازفة العود، وتبارك شيخ الدين الفنان التشكيلي ومصمم أفلام الأطفال. حفل رشا، في ساحة روابط، أمس، بدأ ب"مناحة" أو "مداح" كما يسمونه في السودان، تلاها أغنية "يا سودان معليش" التي تفاعل معها الحضور بشكل لافت، خصوصا السودانيون الذين رقص بعضهم شوقا وحنينا لبلادهم وأملا فى استقرارها، وهو ما اضطرها لتكرار الأغنية نفسها في نهاية الحفل، نزولا على رغبة الجمهور. وقالت رشا، ل"الوطن" بعد انتهاء الحفل، "كنت متوقعة ردود أفعال الجمهور، وحضور السودانيين المغتربين بالقاهرة، إلى جانب المصريين، خصوصا وأن جميع العازفين مصريين، ولكل منهم جمهوره". وأضافت: أتمنى أن يكون الحفل رسالة دعم لأهالي السودان في أزمتهم. "الربيع العربي رجع لى الأمل في أن تتغير السودان للأفضل بعد سنوات من الجمود"، قالتها رشا بشئ من التفاءل، خصوصا مع تصاعد حدة المواجهات في السودان الآن، "يارب بس يكملوا للآخر والثورة تنجح زى تونس ومصر". وأوضحت رشا، أن حفل الأمس، لم يكن الأول لها بالقاهرة، وإنما سبق لها تنظيم حفلها الأول بالقاهرة فى العام 2008، وتمنت أن تغنى باللهجة المصرية، فى حال إذا صدق وعد أحد أصدقائها بكتابة كلمات وتلحين أغنية مصرية جديدة لها. و من بين حضور الحفل، التقت "الوطن" بالكاتب والروائي حمور زيادة، الذي قال إن رشا من بين الفنانين الذين صنعوا المزاج الثقافي في السودان، والاستماع إليها في الغربة تعبير عن الحنين والانتماء، "رشا ليست فنانة ذات رسالة فنية فقط بل وسياسية أيضا"، مشيرا إلى تزامن موعد الحفل مع ما يحدث في السودان الآن، بما قد يساهم فى حشد السوادنيين بالقاهرة لدعم إخوانهم الداعين للوقوف أمام سفارات السودان فى العالم كله يوم السبت المقبل، للاحتجاج ضد نظام البشير.