دعت هدى المراغى، أول عميدة جامعة ومستشارة لوزير الدفاع فى كندا، المصريين فى الخارج لأن يكون لهم دور فى دعم المشروعات المصرية الجادة، مؤكدة أن التصنيع هو السبيل الوحيد للنهوض بالاقتصاد المصرى لجلب فرص للعمل والعملة الصعبة وتقليل الاعتماد على الاستيراد، مشيرة، فى حوارها مع «الوطن»، إلى سعيها الدائم لدعم القطاع البحثى والصناعى فى مصر.. وإلى نص الحوار: أول عميدة جامعة ومستشارة لوزير الدفاع فى كندا: التصنيع هو السبيل الوحيد للنهوض بالاقتصاد المصرى * ما قصة حصولك على لقب «البروفيسور المصرية» فى كندا؟ - قصتى هى أننى مصرية تخرجت فى كلية هندسة الإنتاج جامعة القاهرة، وحصلت على المركز الأول على دفعتى، ثم تم تعيينى معيدة بالجامعة، وسافرت إلى كندا لتحضير رسالة الدكتوراه هناك مع زوجى. * ما أبرز التحديات التى واجهتك فى دراستك؟ - فى أول دراستى رفضتنى الجامعات الكندية أكثر من مرة، ولكن أنا كنت مصرية عنيدة وكررت المحاولة عشرات المرات حتى قبلونى، واستطعت الحصول على الدكتوراه من جامعة الهندسة الكندية، وتدرجت فى المناصب حتى أعلنت كندا حصولى على منصب عميد كلية هندسة كندية و«وسام أونتاريو» الكندى، تكريماً لى على عملى فى مجال الهندسة، وهذا الوسام مثل وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، وهناك تحد آخر واجهنى حينما ترشحت إلى منصب عميد جامعة ويندسور الكندية، حيث تم رفضى فى البداية لأننى امرأة رغم أنى كنت الأحق بالمنصب، وعاد الأمر إلى إدارة الجامعات، فقرر المسئول عنها أن يرفض كل التقاليد، ما دمت أستحق أن أكون فى مثل ذلك المنصب العلمى، وبذلك أصبحت أول سيدة تتوج عميدة فى تاريخ كندا. * ما أبرز دوافعك للنجاح؟ - حينما أصبحت معيدة أمى غضبت، وطالبتنى بأن أكون عميدة وليس «معيدة أو أستاذ عادى»، فكان حلم أمى لى دافعاً أساسياً للعمل والتفوق. * ما المناصب الأخرى التى حصلتِ عليها بعد توليك منصب عميدة؟ - أصبحت أول امرأة تحصل على شرف كونها مستشارة لوزير الدفاع الكندى، وأنا أول مهندسة يتم ذكر اسمها فى كتاب «الأضواء الشمالية للمرأة الكندية المتميزة»، وهو تكريم كبير جداً لى. * ما أبرز إنجازاتك فى كندا؟ - أسست مدينة لنظم التصنيع الآلى فى «جامعة ويندسور»، تقع على الحدود مع أكبر مدن ولاية ميتشيجان الأمريكية «ديتوريت»، وهى المدينة الأولى فى العالم المتخصصة فى صناعة السيارات، وبها أكبر معمل للهندسة الصناعية المرنة، الأمر الذى جعل شركة «فورد» الشهيرة للسيارات تجعلنى مستشارة هندسية لها للاستفادة من أبحاثها المتجددة فى تكنولوجيا الإنسان الآلى، كما استعانوا بى فى شركة «كرايسلر» للسيارات لتحديث مصانعها. * لماذا شاركتِ فى مؤتمر «مصر تستطيع» 2016؟ - مصر دائماً فى وجدانى، ودائماً ما أسعى لدعم القطاع البحثى والصناعى فى مصر، بالإضافة لدعمى للطلاب المصريين بشكل خاص فى الجامعة الكندية. * فى العام الماضى تحدثتِ عن أهمية تدريب الكوادر البشرية فى مصر، فما رؤيتك فى ذلك؟ - الشباب فى مصر هم كلمة السر وعصب التنمية الاقتصادية، ولا بد أن يحصل العاملون على التدريب الكافى والمستمر فى كافة المجالات لضمان مواكبة المستجدات فى العالم المتطور. * ماذا تعنى لكِ إضافة «التاء المربوطة» إلى «مصر تستطيع»؟ - المرأة هى كل المجتمع، والعامل الأساسى لتقدمه وازدهاره، وتسليط الضوء عليها شىء فى غاية الأهمية، وإن كنت لا أفضّل التمييز بحسب الجنس ولكن بالقدرات والإمكانيات، ولذا فإن مصر بالتاء المربوطة مبادرة فى غاية الأهمية للجميع. * لماذا قمتِ العام الماضى بزيارة مستشفى سرطان الأقصر، تحديداً؟ - فى نهاية العام الماضى قمت بزيارة مصر، وتوجهت بالفعل لمستشفى سرطان الأقصر، لأننى أؤمن بأن المشروعات العلمية التى تقدم خدماتها بشكل مباشر إلى الشعب المصرى وبخاصة الشرائح الأكثر احتياجاً شديدة الأهمية فى مصر، وهو ما يجسده تماماً مستشفى سرطان الأقصر. * ما رسالتك للمصريين فى الخارج؟ - لا بد أن يكون لهم دور فى دعم المشروعات المصرية الجادة، فحلمى لمصر أن تزدهر وتحقق أقصى أمنياتها فى الاقتصاد والإصلاح الاقتصادى، والتصنيع هو السبيل الوحيد للنهوض بالاقتصاد المصرى، فلا بد أن تكون المنتجات صُنعت فى مصر مما يجلب فرصاً للعمل والعملة الصعبة ويقلل الاعتماد على الاستيراد ويحقق الاستدامة الاقتصادية.