لم يكن شباب مجموعة «هنا المحروسة» يدركون وهم فى غمارة سعادتهم وانطلاقهم بشرم الشيخ قبيل شهر رمضان الكريم بأيام، أن أوقاتهم فى رمضان لن تقل متعة على الرغم من الصوم والحرارة والأحداث الساخنة بالبلاد. الشباب الذى قضى آخر رحلاته قُبيل رمضان فى مدينة شرم الشيخ، حيث المياه والانطلاق، قرّروا أن يجعلوا من رمضان هذا العام نقطة مضيئة يقومون خلالها بإفطار ألف صائم، هدفهم فى هذا ليس إشباع الصائمين بقدر المساهمة ولو بنزر يسير فى إفطارهم، عبر حملة «إفطار الألف صائم فى ميادين مصر» الشباب الذى رأى فى ميادين التحرير والنهضة ورابعة ساحات للسياسة، أرادوا أن يجعلوا من باقى ميادين مصر ساحات للخير، واختاروا المعادى كبداية للخير الذى يطمحون له، لتكون منطقة الهرم هى المكان التالى على جدول المجموعة النشطة. «هدفنا المبدئى نكسر صيام ألف شخص، سواء كانوا راكبين عربيات أو على رجليهم ساعة الفطار، يمكن الموضوع يكبر ونزيد على الألف، لكن رقم ألف هو هدفنا المبدئى»، يتحدث معتز زكريا مؤسس المجموعة، مشيراً إلى أن توفير وجبة كاملة ليس من أولوياتهم، لأن المارة يفطرون فى منازلهم، ولا ينتظرون فى تلك اللحظة إلا ما يبل ريقهم. للترفيه معنى آخر فى مجموعة «هنا المحروسة» التى ترى فى تعبئة الشنط الرمضانية مصدر بهجة لهم: «هنساهم بمجهودنا فى تعبئة شنط رمضان مع جمعية رسالة، الخير مش بس فلوس، الخير كمان ممكن يكون مجهود فى مساعدة المحتاجين» يواصل «معتز» حديثه، مشيراً إلى أنهم كمجموعة شبابية ليس لهم علاقة بالسياسة، وأنهم يلتزمون الحياد ولا ينحازون إلى فصيل ضد آخر، وأن ذلك هو السبب فى ابتعادهم عن الميادين الشهيرة التى تضم فى كنفها مسيحيين ومسلمين من كل الأطياف: «إحنا بنتجمع تحت فكرة إننا جسم واحد مش مجرد إيد واحدة، مافيش فرق». لا ينتهى المرح الرمضانى عند هذا الحد، فشباب «هنا المحروسة» يخططون حالياً لحملة «فرّحهم وافرح» الخاصة بالعيد: «فى الجزء الأخير من رمضان، هدفنا إننا ناخد من الناس اللى عندها هدوم زيادة وجديدة، ونتكفل بدار أيتام كاملة نقدّم لهم هدوم العيد ونفس الدور هنقوم بيه مع دار مسنين، نفطر معاهم فى رمضان ونهاديهم بلبس العيد كمان». طريقة مبتكرة تلك التى تعتمدها المجموعة فى جمع التبرعات: «لما بنّظم رحلة ترفيهية لشرم الشيخ أو غيرها فى الأيام العادية بنجمّع فلوس، جزء منها بيكون للخير، الخير مش مقصور على رمضان وبس، الخير طول السنة».