حينما أصر المصريون على الاستغناء عن الفوانيس الصينية بكل أشكالها وأنواعها والاعتماد على بيع فوانيس مصرية الشكل والمضمون، صنعوا فوانيس خشبية. الفانوس الخشبى المزخرف والمطعّم بالرسوم الهندسية المتنوعة ينقل المشاهد على الفور إلى عصور الحضارة الإسلامية التى اشتهرت بالمنحوتات الخشبية وعلى رأسها فن الأرابيسك، وهو أحدث أشكال تلك الفوانيس التى قال عنها محمود سامح، صاحب محل لبيع هدايا وإكسسوارت شهر رمضان بمنطقة وسط البلد: «قبل أن يمر يومان على رمضان كانت الكمية كلها مباعة». الإقبال الشديد على الفوانيس الخشبية من جانب المصريين يبرره «محمود» بملل المصريين من الفوانيس الصينية التى أغرقت الأسواق والتى يشعرون معها بالغربة، فكلها أشكال لألعاب أو شخصيات غير مصرية، أما الفوانيس الصاج فقد صارت «موضة قديمة» لدى البعض. «فن الآركت» اليدوى أو تفريغ الخشب وتطعيمه بالنحاس والزجاج هو الشكل الذى اعتبره «محمود» وشركاؤه أفضل وسيلة لصنع فوانيس تعيد المصريين إلى الأسواق، خصوصاً أن موضة فوانيس الصاج المكسو بالقماش والفوانيس البالون لم تنجح معهم. فكرة «الفوانيس الخشب» راودت محمود وشركاءه منذ عامين عندما جاءتهم فى إحدى المرات شحنة من الفوانيس الخشبية الصغيرة من الصين، وقرروا أن يطوروا تلك الفكرة ولكن من خلال «أيدى» مصرية، فقاموا بالاتفاق مع عدد من الورش فى منطقة الموسكى على تصنيع فوانيس خشبية ولكن بأحجام كبيرة تلائم البيوت.