أكد عدد من السياسيين أن خطاب الرئيس محمد مرسى فى ميدان التحرير حمل تحدياً واضحاً للمجلس العسكرى، ومحاولة للاستقواء بالشرعية الثورية لاقتناص صلاحياته من براثن «العسكر»، بينما رأى البعض أنه لم يتضمن أى التزامات محددة. وقال الدكتور عمرو الشوبكى، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن خطاب الرئيس المنتخب كان إيجابياً وحمل تأكيداً لكثير من مطالب الثورة، وحمل محاولة للاستقواء بشرعية الثورة والميدان فى مواجهة المجلس العسكرى والإعلان الدستورى المكمل، وذلك خلال تأكيده أن الكلمة الأولى والأخيرة لجموع الشعب، الذى لا يمكن كسر إرادته. وأضاف أن أداء اليمين فى ميدان التحرير تعبير رمزى عن احترامه لمهد الثورة، مشيراً إلى أن الخطاب دون قيمة من الناحية القانونية، لذلك كرر القسم أمام المحكمة الدستورية العليا، صباح أمس. ووصف الدكتور جمال سلامة، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، الخطاب، بأنه يناسب الجماهير وأنه خلا من أى أبعاد سياسية، وقال: افتقاد مرسى للشخصية الكاريزمية جعله يتجه لاستمالة الجماهير، من خلال خطاب عاطفى، يمس رغبات ومطالب الثوار وجماهير التحرير، وأوضح أنه ظهر خلال حلفه لليمين من قلب الميدان قبل المحكمة الدستورية العليا ليبعث برسالة رمزية بأن الشرعية للميدان دون غيرها. وأضاف: سعى الرئيس لتحدى «العسكرى»، وحاول الاستقواء بميدان التحرير والحشود الثورية فى مواجهته، من خلال تأكيده أن سلطة رئيس الجمهورية هى أعلى السلطات ولا يحق للمجلس العسكرى تحجيمها، ويرى «سلامة» أن الرئيس المنتخب لم يكن موفقاً فى سرد تاريخ مصر بداية من العشرينات من القرن الماضى، قائلاً: مرسى اختزل تاريخ مصر فى الإخوان، وتغاضى عن ذكر رموز وطنية عديدة أثرت فى الحركة الوطنية المصرية، وركز على فترة الستينات وما تعرضت له «الجماعة» فيها من نظام جمال عبدالناصر. من جانبه، قال الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية، إن «مرسى استخدم فى خطابه مفردات سياسية من الدرجة الأولى»، مشيراً إلى أنه لم يتضمن أى توجهات سياسية، وأوضح أنه من الجيد أن يستدرك الرئيس مرسى ما فاته فى خطابه الأول من ذكر بعض المحافظات وذكر بعض فئات المجتمع، وأن يقبل النقد البناء، وشدد على أن أحد الأمور الجيدة فى خطابه تأكيده أن الشعب هو مصدر السلطات. واعتبر السيد أن أهم ما جاء فى خطاب «مرسى» هو تأكيده على انتزاع صلاحياته، ما ينذر بصدام علنى مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مشيراً إلى أن المنصة التى تحدث من عليها كانت تحمل شعارات «لا للإعلان المكمل»، بالإضافة إلى الدلالة الرمزية لأداء مرسى القسم فى الميدان. وأشار أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية إلى أن خطاب مرسى لم يذكر تطبيق الشريعة، وقال «إن الخطاب تضمن توجهات عامة ولم يشمل التزامات محددة، باستثناء عزمه انتزاع صلاحياته واعتراضه على المجلس العسكرى».