12 ساعة فقط، ربما كانت تكفى قبل الثورة ل«صنع المستحيل»، أما بعدها فإنها لا تكفى لترتيب أول خطاب لرئيس الجمهورية، لذا لم تشهد الترتيبات أى استثناءات، وحسب تأكيد فتحى عباس مسئول إعلامى فى جامعة القاهرة: بلّغونا بالزيارة قبلها ب24 ساعة، بسبب ضيق الوقت وجاهزية قاعة الاحتفالات الكبرى للجامعة، فقط تم فتح الباب والصالون الرئاسى العتيق للرئيس المنتخب، مشيراً إلى أن أعمال الصيانة الدورية لقاعة الاحتفالات أسهم بشكل كبير فى استضافة حفل تسليم السلطة.. وأضاف: رئيس الجامعة حاول التفاوض مع رئاسة الجمهورية للسماح لطلاب كليتى الحقوق والآداب بأداء امتحاناتهم، لكن اقتراحه قوبل بالرفض. «الوضع عادى جداً.. الشوارع ماشية والمرور ماشى ولا كأن فيه رئيس جاى يزور الجامعة.. حتى إن الموظفين والاساتذة وبعض الطلاب دخلوا الصبح.. إنما لما كان أوباما هنا فى 2009 أخدنا أجازة إجبارى، والمنطقة كلها اتقفلت من الجيزة لمديرية الأمن ومحدش كان يقدر يمشى فى الشارع».. قالها أحد موظفى الإدارة الهندسية بجامعة القاهرة، ورغم هذا الاطمئنان، خاف من ذكر اسمه «محدش ضامن إيه اللى ممكن يحصل». فارق كبير يراه الرجل بين الخطابين - أوباما فى الجامعة ومرسى فى الجامعة أيضاً - يقول: أخطروا الجامعة بزيارة أوباما قبل الموعد بشهرين، وبدأت حملة التجميل والتنظيف أمام الجامعة والشوارع المحيطة قبل الزيارة بفترة كافية وتم تغيير أجهزة التكييف داخل الجامعة بتكلفة 260 ألف جنيه، بالإضافة إلى تأجير أطقم ومعدات إضاءة من شركة صوت القاهرة للصوت والضوء قدرت بمليون جنيه، وإعادة رصف الشوارع المحيطة بالجامعة وتشجيرها ودهان أعمدة الإنارة بها، وتخصيص مهبط لطائرات الهليوكوبتر بالمدينة الجامعية، وإزالة نافورة المياه التى كانت تتوسط مدخل بوابة الجامعة الرئيسى واستبدالها بزرع وورود، كل هذه التجهيزات استلزمت تسلم أجهزة الأمن للجامعة قبل الزيارة بيومين لتأمينها والمنطقة بالكامل، خاصة منطقة بين السرايات، حيث أغلقت المحال أبوابها ولم يكن يجرؤ أحد على السير بالشارع وقت الزيارة. لم تهدأ منطقة بين السرايات هذا اليوم، فقد شهدت حركة مكثفة للطلبة والطالبات فى المكتبات المنتشرة بالمنطقة، خاصة مع سماح الجامعة بدخول الطلبة من الأبواب الخلفية.