يعول بعض التجار ورجال الاقتصاد على أهمية استغلال شهر رمضان فى إخراج حركة البيع من حالة الركود التى تعانى منها الأسواق منذ فترة، بسبب الاضطرابات السياسية والأمنية التى تعانى منها البلاد منذ شهور، والتى أدت إلى تسريح عدد كبير من العمالة الدائمة والموسمية، ورغم ذلك شهدت ميادين وشوارع وسط القاهرة اختناقات مرورية، بسبب إقبال الكثير من الأهالى على شراء مستلزمات رمضان فى أول ليلة منه. فى ميدان السيدة زينب وبجوار المسجد انتشرت شوادر بيع الياميش وفوانيس رمضان والمخلل، بالإضافة إلى شوادر اللحوم البلدية، وزاحمت الشوادر والخيام السيارات والمارة بالشوارع. إسماعيل محمد، 23 سنة، بائع فى شادر عطارة ومستلزمات رمضان، يقول: «تأخرنا هذا العام فى نصب الخيمة بسبب الأحداث السياسية رغم أننا كنا نأتى إلى هنا قبل شهر رمضان بأسبوعين، كما شهدت حركة البيع ركوداً كبيراً، الناس خايفة تنزل من بيوتها والأسعار كمان بقت غالية»، حسب وصفه. وأضاف «إسماعيل»: «ارتفعت أسعار معظم السلع إلى الضعف تقريباً بسبب ارتفاع سعر الدولار وضعف حركة الشراء»، وتابع: «الأسعار كل سنة بتزيد، يعنى قمر الدين كنا بنشترى القطعة منه ب4 جنيهات سعر جملة، والآن نشتريها ب8 جنيهات»، وما ينطبق على قمر الدين ينطبق على سعر البلح بجميع أنواعه، بالإضافة إلى التوابل الأخرى. محمد إبراهيم، صاحب شادر بيع فوانيس رمضان، يتمنى عودة حركة الشراء إلى سابق عهدها فى السنوات الماضية لتعويض الخسائر التى لحقت بهم هذا العام بسبب تأخر بداية الموسم، وأضاف قائلاً: «سعر الفوانيس المصرية ارتفع هذا العام بسبب ارتفاع مكوناته من الصفيح والزجاج، بالإضافة إلى ارتفاع أجر الصنايعى. نتمنى إقبال الزبائن علينا طول الشهر لتعويض ما فاتنا فى شهر شعبان، لأن بشائر موسم الصوم ورمضان تبدأ فى الأسبوع الأول من شعبان». عتريس عرفة، 72 سنة، صاحب أكبر محلات كنافة بالسيدة زينب، يقول: «ضعف الإقبال على شراء مستلزمات رمضان دفعنا إلى عدم تشغيل عمالة موسمية مثل كل سنة، لكن أول ليلة من رمضان على عكس المتوقع شهدت إقبالاً كثيفاً من المواطنين على شراء الكنافة والقطايف، ما أدى إلى وجود حالة من الارتباك فى المحل بسبب نقص الأيدى العاملة»، وأضاف مبتمساً: «واضح إنهم لسه فاكرين إن رمضان بكره، هم برضو معذورين بسبب اللى بيحصل فى البلد». وتابع «عرفة»: «إذا استمر إقبال الزبائن بهذا الشكل لشراء مستلزمات رمضان، فمن الممكن أن نعوض ما فاتنا فى موسم رمضان لأن الأيام الماضية فى شهر شعبان كانت تقول إن الشهر الكريم مثله مثل كل شهور السنة فى حركة البيع». فيما وصف الباحث الاقتصادى عبدالنبى عبدالمطلب شهر رمضان بأنه شهر الخير ليس فى الطاعة فقط ولكن على الاقتصاد أيضاً، لا سيما فى الصناعات الصغيرة التى تنتشر فى الشارع المصرى، ويصبح لها سوق خاص يقصده المشترون، حيث يقول إن «تجارة كالياميش والفوانيس وأدوات الإضاءة المختلفة تجعل أصحابها منتعشين»، كما يقول إن هناك خدمات خاصة بشهر رمضان لا توجد فى شهور غيره، مثل الخيم الرمضانية والحفلات، ويقول إن كل تلك الأشياء تدفع الاقتصاد المصرى إلى انتعاشة، حيث يؤكد أنه ما دام هناك إنفاق من جيوب المواطنين لشراء سلع ولو صغيرة، فإن ثمة رغبة فى دفع نقود، ما يعنى أن المؤشر الاقتصادى فى ارتفاع. كما يقول إنه رغم كون المصريين لا يشعرون ببهجة رمضان المألوفة، نظراً لما تمر به البلاد من أحداث جسيمة، لكن رمضان يظل له صبغته الخاصة التى لا تتكرر: «ماينفعش رمضان من غير ياميش أو فوانيس». يشير الخبير الاقتصادى إلى أنه طالب الرئيس المؤقت عدلى منصور بأن يسارع بتشكيل الحكومة، لأن ذلك يدفع السياح إلى الاطمئنان للحال المصرى، وانتعاش السياحة العربية خاصةً فى رمضان، ويلفت إلى أنه قام بدراسة بسيطة مفادها أنه لو جاء خلال الثلاثين يوماً بالشهر الفضيل مليون سائح عربى وأنفق كل واحد منهم ألف دولار فقط، فإن البلاد سيعود عليها مليار دولار، مؤكداً أن القاهرة فى رمضان هى قبلة السياح العرب، مثل الكعبة المشرفة فى موسم الحج.