سلطت الصحف الإسرائيلية الضوء على كلمة الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي أمس في ميدان التحرير، ووصفتها بالحماسية، فقالت صحيفة "معاريف" إن الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي حاول خلال خطابه بث رسائل للجماهير في ميدان التحرير مفادها أن الأسوار التي كانت تفصل بين النظام الحاكم والشعب قد زالت، وذلك عندما قام بإبعاد حرسه ورفع يديه لتحية المتظاهرين بالميدان، وهي الخطوة التي وصفتها الصحيفة بالنادرة والتي لم نشاهدها منذ فترة طويلة في العالم العربي. وأضافت الصحيفة أن مرسي وجه خلال كلمته انتقادات ضمنية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، بهدف حماية نفسه من التعرض لانتقادات من جانب النواب البرلمانيين، وأنه أكثر من الثناء على الشعب المصري بقوله "إنكم مصدر السلطات والصلاحيات، ولا توجد أي جهة لها صلاحيات عليكم". وأشارت الصحيفة إلى أن مرسي لم يذكر صراحة إسرائيل عندما تطرق في خطابه إلى العلاقات المصرية الخارجية التي تعهد أن تقوم على المصالح المتبادلة واحترام كرامة مصر وشعبها. وذكرت صحيفة "هاآرتس" أن هذه هي المرة الأولى التي يلقي فيها مرسي خطابا أمام كل هذا العدد من الجماهير، ورغم أنه أوضح أنه لا يرتدي قميصا واقيا إلا أنه كان محاطا بعدد ضخم من الحراس. وأضافت الصحيفة أن مرسي حذر كل من سيحاول المساس بالبلاد أو بشعبها أو بكرامة الرئيس، وأنه لم يكن في حاجة لأن يوضح للجمهور من يقصد بهذا التحذير. كما أنه سعى – من وجهة نظر الصحيفة – إلى أن يشمل الخطاب كافة فئات المجتمع، من الجيش والشرطة والنساء والرجال والمسلمين والأقباط، وأنه تعهد للجميع بصورة استثنائية ببناء دولة مدنية ديمقراطية ودستورية وحديثة دون أن يذكر كلمة إسلامية، وذلك لإدراكه الجيد للمخاوف السائدة في مصر، ولاسيما لدى الأقباط، تجاه حكم الإخوان المسلمين، وكي يدركوا في مصر أنه ليس رئيس جماعة وإنما رئيس لكل مصر. وتابعت الصحيفة أن هذا الخطاب ربما يهدئ من روع الجمهور، ولكنها ترى أن التحدي الحقيقي الذي مايزال ينتظر مرسي هو صراعه مع جنرالات الجيش حول البنود المتعلقة بالقوات المسلحة المصرية في الدستور الجديد. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن خطاب الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، وهو أول رئيس إسلامي في مصر، أشعل حماسة آلاف الجماهير في القاهرة، مضيفة أن مرسي أوضح ضمنيا أنه سيواجه المجلس العسكري ولن يتنازل عن أي صلاحية من صلاحياته. ووصفت "القناة الثانية" بالتليفزيون الإسرائيلي الرئيس مرسي بأنه بدا متواضعا نسبيا خلال هذا الخطاب، مستشهدة بقوله "لدي واجبات وحقوق، وأنا أتنازل عن أي حق لي، وألتزم بكافة واجباتي..." من جهته، قال موقع "نيوز وان" الإخباري إن الرئيس المصري المنتخب أدى اليمين الدستوري بصورة رمزية قبيل توليه مهام منصبه رسميا خلال خطابه الحماسي في ميدان التحرير، حيث استقبله عشرات الآلاف من الجماهير بالهتاف والتصفيق، موضحا أنه بهذه الصورة قام بحل مشكلة سياسية متواصلة حول مكان الإدلاء بالقسم. ويرى الموقع أن جزءا كبيرا من خطاب مرسي اتسم بالصبغة الشعبية، مستشهدا بحديث مرسي لمدة بضع دقائق فقط من خلف المنصة، ثم ابتعاده عنها لكي يوجه خطابه للجماهير بصورة مباشرة، وقيامه برفع "جاكت بدلته" لكي يظهر للجماهير أنه لا يرتدي قميصا واقيا. وعقب موقع "نيوز إسرائيل" (عنيان مركازي) على الخطاب بقوله إن "مثل هذه المشاهد لم نشهدها منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر"، مضيفا أن نزول مرسي للشعب في الميدان هو رسالة للمجلس العسكري الحاكم الذي يتوقع أن يدخل في صدام معه قريبا حول صلاحيات الرئيس.