قال السفير محمد توفيق، سفير مصر لى الولاياتالمتحدةالأمريكية، إن ما حدث في مصر هو أن الشعب المصري رأى أن الرئيس السابق محمد مرسي لم يتصرف خلال العام الذي قضاه في منصبه كرئيس لجميع المصريين. جاء ذلك في تصريحات اليوم للسفير توفيق خلال مقابلة مع شبكة "إيه بي سي" الأمريكية في رده على تصريحات المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين التي قال فيها إنهم مستعدون للموت من أجل عودة الرئيس السابق محمد مرسي وإنه من السخف القول بأن ما حدث ليس انقلابا، بحسب قول المتحدث الإخواني. وأوضح السفير أن "22 مليون مصري طالبوا بإجراء انتخابات مبكرة، ونصيحتي للإخوان المسلمين هي أن يعترفوا بالأخطاء التي وقعوا فيها وأنهم بحاجة إلى الانضمام إلى العملية السياسية الجارية". وقال توفيق: "دعونا نتطلع إلى الأمام وإلى المستقبل، هناك متسع للجميع في مصر، ولكن ليس هناك مجال للعنف، ليس هناك مجال للتحريض على الكراهية وارتكاب أعمال العنف". وفيما يتعلق بإصرار جماعة الإخوان المسلمين على أنهم ليسوا مستعدين للتنازل عما يطالبون به والقول إن مرسي رئيس منتخب ديمقراطيا، وإن الجيش أزاحه قسرا وإنهم على استعداد للموت لإعادة الوضع إلى ما كان عليه، قال السفير توفيق: "أتفق في الرأي على أن مرسي تم انتخابه ديمقراطيا، وأيدته وبذلت قصارى جهدي لمساعدته على النجاح، ومثل ملايين المصريين الآخرين، تمنيت حقا أن يتصرف كرئيس لجميع المصريين، ولكن الشهرين الأخيرين شهدا ردود فعل واسعة النطاق من الشعب المصري، ونزل ما يزيد عن 15 مليون مصري إلى الشوارع قائلين إن هذا لا يمكن أن يستمر، فالرئيس مرسي لم يتصرف بما يخدم مصالح الغالبية العظمى من المصريين، بل لصالح عشيرته، ولا يمكن أن تكون رئيسا منتخبا ديمقراطيا وتتصرف بهذه الطريقة ولذلك، فإننا نريد إجراء انتخابات جديدة، ونحن في طريقنا لإجراء انتخابات جديدة، كما أن الشعب سينتخب برلمانا جديدا في أسرع فرصة ممكنة بمجرد أن يكون ذلك ممكنا". وشدد السفير على "أننا بحاجة إلى الحوار الوطني ونحن بحاجة إلى أن يشارك الجميع في هذه العملية، لن نكرر أخطاء الرئيس مرسي، فنحن نريد عملية شاملة". وأضاف: "هذا هو ما تحتاج جماعة الإخوان المسلمين إلى فهمه، إنهم بحاجة إلى التطلع إلى المستقبل مع بقية المصريين، وأن هناك متسعا للجميع، ونحن نريد مجتمعا تعدديا ديمقراطيا حقا". وفي رده على سؤال بشأن ما سمعه من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن ما يحدق في مصر، وما إذا كانت الإدارة الأمريكية تعترف بالحكومة الجديدة التي يدعمها الجيش، قال توفيق: "كل مَن التقيت بهم في الولاياتالمتحدة بدون استثناء كانوا يريدون حقا مصر ديمقراطية، ويرون أن ذلك مفيد لمصر والولاياتالمتحدة والعالم"، مضيفا "أننا نتفق مع هذا الرأي، وهذا ما نعمل على تحقيقه، وسننجح في نهاية المطاف لأن شعب مصر هو الذي اتخذ هذا القرار، وهو يريد ديمقراطية كاملة". وأضاف: "أعتقد أن التركيز الرئيسي خلال جميع مناقشاتنا كان هو المستقبل، والمستقبل يعني أننا نريد عملية ديمقراطية، ولا نريد العنف، ويجب نقل هذه الرسالة إلى قادة جماعة الإخوان المسلمين، ولا نحتاج إلى المزيد من أعمال العنف في مصر". وفيما يتعلق بما إذا كانت الحكومة الأمريكية ستقدم على خطوة قطع المساعدات التي تبلغ 1.5 مليار دولار عن مصر بعد ما تزعم واشنطن أنه انقلاب عسكري أداره الجيش، قال توفيق: "مصر لم تشهد انقلابا عسكريا، وبالطبع فإن الجيش لم يدر شيئا من هذا القبيل.. واليوم يوجد رئيس مؤقت". وكرر مقدم البرنامج السؤال، "هل هذا ليس انقلابا"، وأجاب السفير توفيق: "ليس انقلابا على الإطلاق، ما حدث هو أن أكثر من 15 مليون شخص نزلوا إلى الشوارع، وكان يمكن للرئيس مرسي أن يقول: أيها الناس إنني أصغي إليكم وأسمعكم، ولكنه بدلا من ذلك أشعل الحماس الديني بين مؤيديه، ولاح العنف في الأفق، وبعد قتل أكثر من 20 شخصا، اجتمع قادة من الأحزاب المصرية والمؤسسات الدينية المصرية والجيش معا، وقالوا إن علينا أن نوقف ذلك وإلا فإن دائرة العنف ستخرج عن السيطرة". وأكد السفير محمد توفيق أن "الناس لديهم الحق في التظاهر السلمي، وهذا ما يكفله الدستور والناس لديهم الحق في التعبير عن أنفسهم بأي شكل من الأشكال التي يريدونها دون التحريض على العنف"، مضيفا أنه "إذا قام طرف بتحريض مؤيديه على العنف وإشعال الحماس الديني والحديث عن الجهاد والاستشهاد، فسيفقد الكثير والكثير من الناس أرواحهم، وهذا أمر مخالف للقانون".