الحقيقة أننى تعمدت أن أسطر هذا العنوان حتى يتعثر فيه من يترجم للسفيرة الفاشلة معناه بالإنجليزية.. وتظل تضرب «أخماس فى أسداس» حتى تفهم معنى «اغربى» ثم تعود لتفهم «أخماس فى أسداس» على رواقة، ولها معى سوابق من هذا القبيل.. لذلك أدعو المترجم المصرى لبذل المزيد من الجهد فى توصيل المعانى كما ينبغى لأنه مقال الوداع. أيتها الجاسوسة العميلة، البعيدة كل البعد عن العمل الدبلوماسى، أعرف أنك تحزمين حقائبك الآن وتضعين فيها تقارير فشلك المخزى الذريع ومحاولاتك الدنيئة لتخريب مصر، كما كنت تودين، وكما كان مخططاً لوجودك من قِبل إدارتك وحكومتك التى تفوقك غباءً وجهلاً.. أخذت تروجين لعودة مصر وأرضها لأصحابها الأصليين اليهود أهلك وعشيرتك محتلين أو محاربين وعندما كتبت لك هنا أرد على أوهامك أرسلت لى رسالة باليد لتهددينى فى سمعتى وقد ظننتِ أنك الحاكم بأمر الله مع حلفائك الإرهابيين الذين سطوا على حكم مصر.. وظننتِ أيضاً أننى ممن يُهددون أو يخافون.. أخذت تمرحين وتصولين وتجولين فى أنحاء مصر لتروجى لحلفائك الحكام الفاشيين القمعيين وترددى كالبلهاء أن هذه هى الديمقراطية وأنك وحكومتك قد نذرتم لله نذوراً لنشر الديمقراطية الأمريكية الملعونة فى بلادنا بلا مقابل.. دخلت إلى الأندية المصرية وذهبت فى رحلات مكوكية إلى أهلك وعشيرتك من الإرهابيين فى مقر جماعة غير قانونية تُدعى «الإخوان المسلمين» وأخيراً توجت محاولاتك الفاشلة بالذهاب إلى أشهر مساعديك من العملاء المصريين للأسف فى ابن خلدون حتى تتفوهى فى حمايته بكلمات شوهاء مثل عقلك الساذج وتقولى إن القيادة الأمريكية تعارض الحكم العسكرى فى مصر وإنه يكفى الجيش ما بذله من مجهودات فى المرحلة الانتقالية وإنه لن يسعى للوصول للسلطة بسبب معاناته من الإهانات والرسومات الجرافيتية!! وكلماتك الساذجة محيرة ولابد أن أتساءل عن حال كل الرؤساء الأمريكيين الذين يتعرضون كل يوم لنقد جارح وساخر وغير أخلاقى من الصحافة والإعلام فى بلادك ولا يغضبون ولا يتزحزحون عن مناصبهم ولا يكفون عن محاولات الوصول للحكم.. لذلك توقعت أن يغضب الجيش المصرى من صغائر المخلوقات والجهلاء ويقرر الهجرة لكندا وتفضلت بالتصريح بأن جماعة الإخوان بالنسبة للأمريكان مثلها مثل أى فصيل آخر تتعامل معه أمريكا، مع أنها جماعة غير قانونية، ولكنكم قوم جهلاء متلاعبون تحترمون القانون فى بلادكم بالقهر وتحتقرونه وتتعدون عليه فى كل دول العالم التى تتسلطون عليها لنهب ثرواتها وتقسيمها وزرع الصراعات الدينية والعرقية حتى تتخلف عن ركب الحضارة مئات السنين وتقولون عن العراق هذا هو النموذج الديمقراطى، وعندما سألوك عن رغبة الشعب المصرى فى إسقاط مرسى فى 30/6 وأنه لا بد أن يرحل بعد فشله الذريع هو وجماعته فى إدارة البلاد التى أسقطوها اقتصادياً وسياسياً ودولياً فى شهور قليلة قلتِ «لا فض فوك»: «إن الأمور اختلفت ومرسى رئيس منتخب» على أساس أن مبارك كان رئيساً مغتصباً للسلطة وليس منتخباً! وأنه تولى الحكم بانتخابات مزورة وأنه هو وجماعة حماس الإرهابية، صهيونية الصنع، قد أخرجت مبارك من السجون بعد اقتحامها وقتل رجال الشرطة والمساجين.. مبارك هو الذى تولى الحكم على أشلاء المصريين وعلى حرق الشرطة فى يومين اثنين، ومبارك هو الذى أرسل قناصة القسام فوق الأسطح لقتل المتظاهرين، وهو الذى قاد عربتك الدبلوماسية البيضاء التى سارت تدهس فيهم.. لك كل الحق فمبارك هو الذى يذكرك كصهيونية بهزيمة أهلك وعشيرتك النكراء فى 1973.. وأعرف ما يثيره فيك شهر أكتوبر من حزن وخجل ورغبة دفينة بالانتقام، عموماً باءت محاولاتك الأخيرة المحمومة لإنقاذ مرسى بالفشل رغم صراخك وعويلك ولطم الخدود.. وجاءت لحظة السقوط الأخيرة بإعلان فشل مشروع الشرق الأوسط الجديد الحقير.. تحطم على صخرة عملاقة صلبة عمرها سبعة آلاف عام اسمها الشعب المصرى.. وعلى صخرة جيشه المصرى الصعب المراس القوى الذى يفوق عمره عمر بلادك الأمريكية الحديثة.. اغربى عن وجه بلادى واذهبى إلى إدارتك الفاشلة التى ستلحق بك وبمرسى والإخوان قريباً جداً.. سيعرف الشعب الأمريكى الكادح أن أمواله وضرائبه وثمرة عمله وعرقه تذهب للإرهابيين والجهاديين وتنظيم القاعدة لنشر الفوضى فى العالم تحت راية الديمقراطية.. أو اذهبى إلى أرض الميعاد التى سلمتها لكم حماس العميلة على طبق من ذهب.. اغربى واتركى بلادى الطاهرة، ولعله يجيئ اليوم بعد سقوط إدارة «أوباما»، سيدك الجاهل، وتعدل الإدارة الأمريكية من سلوكها وترسل إلى البلاد عناصر دبلوماسية متحضرة وتنحى فكرة سفراء ال«سى آى إيه».. لم أقل لك إنك بإمكانك أن تسقطى نظاماً ولكنك أبداً لن تستطيعى أن تسقطى شعباً، خاصة إذا كان هنا.. فى مصر..