واصل شباب الثورة والناشطون السياسيون بالإسكندرية تظاهراتهم، وانطلقوا فى مسيرات من أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم وحتى ميدان سيدى جابر، عقب صلاة الجمعة أمس، لمطالبة القوات المسلحة والفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، بوضع جدول زمنى لخارطة المستقبل. وطالب النشطاء والمتظاهرون، رئيس الجمهورية المؤقت، المستشار عدلى منصور، بإصدار عفو رئاسى عن كافة النشطاء السياسيين الذين تم اعتقالهم منذ ثورة يناير فى عملية إجراء مصالحة وطنية، وتصحيح أخطاء الماضى، مؤكدين أن إصدار عفو رئاسى لهؤلاء سيكون له أكبر الأثر فى التأكيد على شرعية الرئيس الجديد المؤقت للبلاد. وأكد المتظاهرون ضرورة بدء مرحلة انتقالية جديدة تستهدف إعادة بناء مؤسسات الدولة، والتكاتف من أجل مكافحة العنف، مرددين الهتافات المؤيدة لقيادات القوات المسلحة، وقرار عزل الرئيس السابق مرسى. فيما أعلنت اللجنة التنسيقية ل30 يونيو بالإسكندرية، عن دعم الدكتور محمد البرادعى لتولى منصب رئيس الوزراء، مشيرة إلى أنه أكثر المرشحين قدرة على تولى المسئولية، بالإضافة إلى أنه واجهة مشرفة لمصر أمام العالم، خاصة فى هذا الوقت الحرج للرد على الأكاذيب التى يرددها الإخوان فى أن ما حدث لم يكن ثورة شعبية وإنما انقلاب عسكرى. واشتبك عدد من أهالى محرم بك مع أنصار الإخوان والرئيس المعزول، بشارع بوالينو، خلال المسيرة التى نظمتها الجماعة ضد ثورة 30 يونيو والجيش المصرى، عقب صلاة الجمعة مباشرة، مما تسبب فى فض المسيرة وتوجه أنصار مرسى مباشرة إلى ميدان محطة مصر. كما ألقى السكان المياه وأكياس القمامة على مسيرة الجماعة فى منطقة شارع جمال عبدالناصر بشرق المحافظة. ونظم المئات من المنتمين للجماعة وقفتين فى ميدانى محطة مصر وسيدى بشر، احتجاجاً على عزل الشعب لمرسى، رفعوا خلالها الكروت الخضراء، ورددوا الشعارات المناهضة للجيش المصرى والفريق أول عبدالفتاح السيسى منها «ارحل يا سيسى.. مرسى هو رئيسى»، و«لا للانقلاب»، و«يسقط يسقط حكم العسكر»، و«إسلامية.. إسلامية». ورفع أعضاء الإخوان خلال التظاهرة لافتات ائتلاف دعم الشرعية بالإسكندرية، مرددين هتافات مناوئة للقوات المسلحة وثورة 30 يونيو والقوى المدنية والثورية والشبابية، خاصة حملة تمرد. ووزع المتظاهرون بياناً صادراً عن الجماعة، قالت فيه «نرفض المشاركة فى أى عمل مع السلطة المغتصبة والتعامل العنيف مع المتظاهرين السلميين، وندعو المتظاهرين لضبط النفس والتزام السلمية ونرفض ممارسات الدولة البوليسية القمعية من قتل واعتقالات وتقييد لحرية الإعلام وإغلاق القنوات». كما حملوا فى التظاهرات لافتات باسم حملة بشعار «مشروع شهيد» جاء فيه «لا بد أن يعود الرئيس لمنصبه بعد الانقلاب، وأن يشهد العالم كله على آخر انقلاب عسكرى على رئيس منتخب له شرعية دستورية». من جانبها، أصدرت حركة تغيير بالإسكندرية بياناً أشادت فيه بقرار وقف بعض القنوات المدعية بأنها قنوات دينية لفترة مؤقتة، معتبرة أنه صائب فى هذا الوقت «الحرج»، بهدف تقليل حجم الشحن الذى تمارسه على بعض فئات الشعب، ولضمان عدم وقوع أى أحداث عنف فى الفترة الحالية، منوهة إلى أن قرار الوقف لا بد أن يكون مؤقتاً، وأن يعاد بث هذه القنوات مرة أخرى، رافضة غلق أى قنوات إعلامية بشكل نهائى فى ظل ثورة جعلت الحرية أول مطالبها.