مدبولي: نعمل مع الوزارات المعنية على تسهيل إجراءات التسجيل العقاري للوحدات السكنية    تعاونيات البناء والإسكان تطرح وحدات سكنية ومحلات وجراجات للبيع بالمزاد العلني    برنامج الأغذية العالمي: الوضع الإنساني بقطاع غزة كارثي.. ومخزوننا الغذائي بالقطاع نفد    بيروت ترحب بقرار الإمارات بالسماح لمواطنيها بزيارة لبنان اعتبارا من 7 مايو    رئيس حزب فرنسي: "زيلينسكي مجنون"!    فاركو يسقط بيراميدز ويشعل صراع المنافسة في الدوري المصري    سيل خفيف يضرب منطقة شق الثعبان بمدينة طابا    انضمام محمد نجيب للجهاز الفني في الأهلي    أوديجارد: يجب استغلال مشاعر الإحباط والغضب للفوز على باريس    زيزو يخوض أول تدريباته مع الزمالك منذ شهر    إسرائيل تدرس إقامة مستشفى ميداني في سوريا    التموين: ارتفاع حصيلة توريد القمح المحلي إلى 21164 طن بالقليوبية    الزمالك: نرفض المساومة على ملف خصم نقاط الأهلي    الشرطة الإسرائيلية تغلق طريقا جنوب تل أبيب بعد العثور على جسم مريب في أحد الشوارع    حرس الحدود بمنطقة جازان يحبط تهريب 53.3 كيلوجرامًا من مادة الحشيش المخدر    استشاري طب شرعي: التحرش بالأطفال ظاهرة تستدعي تحركاً وطنياً شاملاً    المخرج طارق العريان يبدأ تصوير الجزء الثاني من فيلم السلم والثعبان    البلشي يشكر عبد المحسن سلامة: منحنا منافسة تليق بنقابة الصحفيين والجمعية العمومية    ترامب يطالب رئيس الفيدرالي بخفض الفائدة ويحدد موعد رحيله    الهند وباكستان.. من يحسم المواجهة إذا اندلعت الحرب؟    حادث تصادم دراجه ناريه وسيارة ومصرع مواطن بالمنوفية    التصريح بدفن جثة طالبة سقطت من الدور الرابع بجامعة الزقازيق    ضبط المتهمين بسرقة محتويات فيلا بأكتوبر    تعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون سوق رأس المال    مفتي الجمهورية: نسعى للتعاون مع المجمع الفقهي الإسلامي لمواجهة تيارات التشدد والانغلاق    23 شهيدًا حصيلة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم    مديرية العمل تعلن عن توفير 945 فرصة عمل بالقليوبية.. صور    رسميًا.. إلغاء معسكر منتخب مصر خلال شهر يونيو    مورينيو: صلاح كان طفلًا ضائعًا في لندن.. ولم أقرر رحيله عن تشيلسي    فيبي فوزي: تحديث التشريعات ضرورة لتعزيز الأمن السيبراني ومواجهة التهديدات الرقمية    كلية الآثار بجامعة الفيوم تنظم ندوة بعنوان"مودة - للحفاظ على كيان الأسرة المصرية".. صور    نائب وزير الصحة يُجري جولة مفاجئة على المنشآت الصحية بمدينة الشروق    مصر تستهدف إنهاء إجراءات وصول السائحين إلى المطارات إلكترونيا    الداخلية تعلن انتهاء تدريب الدفعة التاسعة لطلبة وطالبات معاهد معاونى الأمن (فيديو)    رابط الاستعلام على أرقام جلوس الثانوية العامة 2025 ونظام الأسئلة    رغم توقيع السيسى عليه ..قانون العمل الجديد :انحياز صارخ لأصحاب الأعمال وتهميش لحقوق العمال    في السوق المحلى .. استقرار سعر الفضة اليوم الأحد والجرام عيار 925 ب 55 جنيها    صادرات الملابس الجاهزة تقفز 24% في الربع الأول من 2025 ل 812 مليون دولار    كندة علوش: دخلت الفن بالصدفة وزوجي داعم جدا ويعطيني ثقة    21 مايو في دور العرض المصرية .. عصام السقا يروج لفيلم المشروع X وينشر البوستر الرسمي    إعلام الوزراء: 3.1 مليون فدان قمح وأصناف جديدة عالية الإنتاجية ودعم غير مسبوق للمزارعين في موسم توريد 2025    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : انت صاحب رسالة?!    تقرير المعمل الجنائي في حريق شقة بالمطرية    بالفيديو.. كندة علوش: عمرو يوسف داعم كبير لي ويمنحني الثقة دائمًا    بلعيد يعود لحسابات الأهلي مجددا    بدء الجلسة العامة لمجلس الشيوخ لمناقشة تجديد الخطاب الدينى    الأوقاف تحذر من وهم أمان السجائر الإلكترونية: سُمّ مغلف بنكهة مانجا    غدا.. الثقافة تطلق برنامج "مصر جميلة" للموهوبين بالبحيرة    وزير الصحة يبحث مع نظيره السعودي مستجدات التعاون بين البلدين    في ذكرى ميلاد زينات صدقي.. المسرح جسد معانتها في «الأرتيست»    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم 4-5-2025 في محافظة قنا    الرئيس السيسي يوافق على استخدام بنك التنمية الأفريقي «السوفر» كسعر فائدة مرجعي    دعوى عاجلة جديدة تطالب بوقف تنفيذ قرار جمهوري بشأن اتفاقية جزيرتي تيران وصنافير    الأزهر للفتوى يوضح في 15 نقطة.. أحكام زكاة المال في الشريعة الإسلامية    هل يجوز للزوجة التصدق من مال زوجها دون علمه؟ الأزهر للفتوى يجيب    خبير تغذية روسي يكشف القاعدة الأساسية للأكل الصحي: التوازن والتنوع والاعتدال    الإكوادور: وفاة ثمانية أطفال وإصابة 46 شخصا بسبب داء البريميات البكتيري    تصاعد جديد ضد قانون المسئولية الطبية ..صيدليات الجيزة تطالب بعدم مساءلة الصيدلي في حالة صرف دواء بديل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتصاراً لإرادة الشعب .. مصر بين ثورتين
مرحلة انتقالية جديدة..
نشر في محيط يوم 04 - 07 - 2013

مع غياب شمس العام الأول من حكم الإخوان لمصر، قرر الشعب بكامل إرادته أن ينهي هذا الحكم الذي لم يجنى منه خلال عام إلا أزمات مختلفة وكنا على موعد مع ثورة مصرية جديدة سطر أول حروفها يوم 30 يونيو وهو اليوم الذي أتم فيه الرئيس السابق محمد مرسي عامه الأول ، وعلى مدار أربعة أيام قرر المصريون أن يحددوا مصيرهم وقررت القوات المسلحة الانحياز للشعب .
ووضع تدخل الجيش نهاية لعهد الرئيس المصري محمد مرسي ليل أمس، بعدما حبست مصر أنفاسها طوال نهار أمس في انتظار إعلان قرارات القوات المسلحة، بعدما انتهت المهلة التي أعلنها وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي عصر أول من أمس لمدة 48 ساعة ، وأعلنت القوات المسلحة المصرية مساء أمس بيانا تضمن تكليف رئيس المحكمة الدستورية بإدارة شئون البلاد وتعطيل العمل بالدستور وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة.
وأعاد مشهد الامس الى الاذهان ذكريات ثورة 25 يناير والاطاحة بالرئيس السابق مبارك ، كما أعاد إلى الاذهان أيضا المشاعر المختلطة لفترة استمرت 17 شهرا أدار خلالها المجلس الاعلى للقوات المسلحة البلاد بعد انتفاضة 2011، وشهدت فترة حكم المجلس العسكري احتجاجات عنيفة.
وكان التوتر والغموض قد سيطرا على الأوضاع في مصر مع انتهاء المهلة التي حددتها القوات المسلحة المصرية لمختلف الأطراف السياسية للتوصل إلى اتفاق، وسط تواتر معلومات عن تحركات للجيش، ومنع قيادات إسلامية من السفر.
وفي الوقت الذي ينشغل فيه المؤرخون بكتابة سطور ثورة 25 يناير جاء 3 يوليو ليسطر سطر جديدة في مسارات الشعب المصري لكن كتابة التاريخ ليست بالأمر السهل.
انتصار الثورة
وكان المصريون على موعد مع تحقيق أهداف ثورتهم التي اندلعت الاحد في الاطاحة بحكم الاخوان ، وعمت أجواء الفرح مختلف شوارع مصر ربما أجواء لم نعيشها من قبل حينما تمت الاطاحة بمبارك منذ ما يقرب من عامين ونصف العام ، فقد لقى إعلان عزل مرسي من الرئاسة ترحيبا واسعا في صفوف المتظاهرين الذين كانوا يطالبون برحيله، لكن كانت هناك ثمة مخاوف من اتساع دائرة العنف في البلاد.
وسادت حالة من الفرح محافظات مصر وأضيئت سماء مختلف المحافظات بالصواريخ والشماريخ وخرجت مئات السيارات إلى الطرق الكورنيش الرئيسية في مشهد يعيد للأذهان الإحتفالات التي إنطلقت أعقاب تنحي مبارك بل وأكثر وردد المتظاهرون الأغاني الوطنية وعلى رأسها بلادي بلادي.
وفي الاسكندرية شهد طريق الكورنيش زحاما شديدا حيث توقفت السيارات على جانبي الطريق فيما دلف منها الآلاف من ركابها ليقوموا بالرقص والغناء.
ووصلت مئات الميكروباصات إلى محيط ميدان سيدي جابر لتنقل المزيد من المواطنين من مختلف الأحياء والذين جاءووا للإحتفال بسقوط نظام الرئيس السابق محمد مرسي وبدء صفحة جديدة في تاريخ مصر.
فحرص اللواء محمود خليفة محافظ الوادي الجديد، على مشاركة أبناء المحافظة الاحتفال برحيل نظام الإخوان، حيث توجه إلى ميدان البساتين بمدينة الخارجة الذي يشهد احتشاد المئات من التيارات الشعبية والقوى الثورية للاحتفال بفرحتهم،حيث توسط المحافظ الثوار في جو سادته الفرحة بسقوط حكم الإخوان.
وبالاحضان والزغاريد استقبل الآلاف من أهالى أسوان بيان القوات المسلحة وتحول ميدان الشهداء بأسوان إلى أفراح وامتلأت السماء بالالعاب النارية والشماريخ وردد المتظاهرون هتافات الشعب والجيش ايد واحدة.
وقام عدد من أبناء مدينة دمنهور بتنظيم مسيرة حاشدة استقلوا خلالها سيارات النقل التي جابت جميع شوارع دمنهور تعبيرا عن فرحتهم بعزل د مرسي من منصب رئيس الجمهورية واسترداد المصريين لبلدهم مصر-على حد تعبيرهم.
واستقرت المسيرة بميدان النصر بوسط المدينة حاملين أعلام مصر، حيث انطلقت الهتافات المؤيدة للفريق أول عبد الفتاح السيسى والقوات المسلحة، وقد حمل المشاركون أعلام مصر ورددوا الهتافات المؤيدة لوزير الدفاع والقوات المسلحة.
كما عادت المحال التجارية ومعارض الأثاث في دمياط فتح أبوابها بعد فترة من الإغلاق منذ 30 يونيو الماضي وسادت مظاهر الارتياح في مختلف ميادين المحافظة بعد بيان السيسي الذي أعلن فيه رحيل نظام الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين.
حولت شوارع محافظة المنوفية فى القرى والمدن الى كرنفال واحتفالات بالالعاب النارية والشماريخ واطلاق الزغاريد حيث توافد الآلاف من أهالى المحافظة على الميادين العامة وذلك بعد بيان القوات المسلحة ورحيل رئيس الجمهورية.
وسادت فرحة عارمة بين المتظاهرين بميدان المحطة بقنا والميادين المعارضة للرئيس بمختلف مراكز قنا عقب بيان القوات المسلحة ، الذى رأى فيه الكثير أنه انحيازاً للشعب ، حيث قام المتظاهرون بإطلاق الألعاب والأعيرة النارية بكثافة فى الهواء ، فيما أطلقت النساء المشاركات زغاريد الفرح ابتهاجاً بالبيان.
وتجمع الآلاف من اهالى المحافظة امام ديوان عام محافظة المنوفية بشبين الكوم، وانضم اليهم امناء الشرطة، ورفع المتظاهرون الرائد محمد ابو العزم رئيس مباحث شبين الكوم على الاعناق مرددين هتافات " شرطة وشعب وجيش ايد واحدة ".
كما رفع المتظاهرون أحد ضباط الجيش علم مصر بين المتظاهرين، مرددين هتافات " ايوة يا سيسى مرسى مش رئيسى", "الجيش والشعب ايد واحدة", الشعب خلاص اسقط النظام ".
كما سجد بعض المتظاهرين لله شكرا علي تخليصهم من هذا النظام، مطالبين من الله امن وسلامه البلاد، مرددين "الله اكبر الله اكبر" وكذلك شهدت الشوارع مرور السيارات حامله الاعلام المصرية تعبيرا عن الفرحة العارمة بسقوط النظام.
الاخوان يتساقطون
وفور الاطاحة بحكم الاخوان والدكتور محمد مرسي، تم وضع الاخير قيد الاقامة الجبرية تمهيدا لتقديمه للمحاكمة بتهم تشمل الخيانة العظمى وتهديد الامن القومي، بينما احكم الجيش قبضته على البلاد لمنع انتشار اعمال العنف.
وبدأت الاعتقالات تطال كبار الشخصيات التي تصدرت أسماؤها مرحلة حكم الإخوان المسلمين لمصر، وبدأت التسريبات تأخذ طريقها شيئاً فشيئاً، فتم نشر فيديو لمرسي قبل ساعات من إعلان الجيش بيانه
وأعلنت مصادر أمنية عن توقيف رئيس حزب الحرية والعدالة، سعد الكتاتني ونائب المرشد العام رشاد البيومي. ويأتي ذلك في إطار الأنباء التي تواردت عن اعتقال عدد من قيادات التيارات الإسلامية، ورؤساء قنوات إسلامية.
وفي سياق متصل، نفى نجل النائب الأول لمرشد الإخوان خيرت الشاطر الأنباء عن اعتقال والده، وقال في حديثه لقناة "العربية": "والدي حر ولم يعتقل".
وأمرت قوات الأمن المصرية باعتقال 300 عضو في جماعة الإخوان المسلمين.
وأكد مسئول في وزارة الداخلية لوكالة "فرانس برس" أن البحث جار عن "أعضاء في الإخوان المسلمين" بعد صدور مذكرات توقيف بحقهم ولكنه لم يعط تفاصيل إضافية.
وفي سياق آخر، قالت مصادر قضائية إن حكماً نهائياً صدر الأربعاء بحبس رئيس الوزراء المصري هشام قنديل سنة وعزله من الوظيفة.
وقال مصدر إن محكمة جنح مستأنف الدقي أيدت حكماً كانت محكمة أدنى درجة أصدرته بعد أن دانت قنديل بالامتناع عن تنفيذ حكم قضائي بعودة شركة "النيل" لحليج الأقطان، التي كانت قد بيعت للقطاع الخاص في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.
وكانت قوات الامن المصرية قد ألقت صباح امس الاربعاء القبض على ستة من حراس المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد بديع بمحيط مسكنه بسبب حيازتهم اسلحة نارية غير مرخصة ومقاومتهم السلطات، حسبما قال مصدر امني.
وقال المصدر الامني انه جرى "القبض على 6 من حراس المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين لحيازتهم اسلحة نارية غير مرخصة بمحيط منزله بضاحية القاهرة الجديدة"، واضاف المصدر ان الحراس الستة قاوموا السلطات اثناء القبض عليهم. ولم تسفر مقاومتهم للسلطات عن سقوط مصابين.
وقبل يومين، احالت السلطات المصرية 15 حارسا للنائب الاول للمرشد العام للجماعة خيرت الشاطر للنيابة العسكرية بتهمة حيازة اسلحة دون ترخيص.
كما أكد مصدر أمني الأربعاء ، منع سفر كل من الرئيس المصري محمد مرسي، والمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، ونائبه خيرت الشاطر، والقياديين بالجماعة عصام العريان ومحمد البلتاجي، وصفوت حجازي وعصام سلطان ومحمد العمدة وأبوالعلا ماضي.
غلق قنوات الاخوان
وتنفيذا لما جاء في بيان القيادة العامة للقوات المسلحة بمصر عن البند الخاص بوضع ميثاق شرف إعلامي، تم قطع البث عن قنوات موالية لجماعة الإخوان المسلمين.
وأفادت تقارير إخبارية أن قوات من الشرطة دخلت مقر قناة مصر25 وأخرجت واعتقلت عاملين فيها، وقام بعض العاملين بالقنوات الفضائية المحيطة بترديد هتافات "الشرطة والشعب إيد واحدة ، وقاموا بتمزيق "اللوغو" الخاص بالقناة التابعة لجماعة الإخوان.
وأكد مصادر صحفية، أن جهة سيادية هي التي أمرت بقطع البث عن قنوات "مصر25" و"الحافظ" و"الناس"، و"الرحمة" عقب انتهاء بث بيان القوات المسلحة مباشرة.
وجاء في البند الثامن من بيان القوات المسلحة الذي ألقاه وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي أنه يجب "وضع ميثاق شرف إعلامي يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن".
ورغم الفرحة العارمة بعزل الرئيس إلا أن البعض اعتبر ان غلق تلك القنوات هو رجوع للوراء وتكبيل لحرية الاعلام وتكميم الافواه .
الساعات الأخيرة
وشرت صحيفة "الأهرام" قصة الساعات الأخيرة في حكم مرسي والاخوان وتطورات المشهد قبل أن يتم عزله من الحكم، وجاء في رواية الصحيفة: القوات المسلحة استعانت بدستوريين وسياسيين وشيخ الأزهر والبابا ورئيس حزب النور وثلاثة من تمرد في اللحظات الأخيرة طلب الإخوان مهلة يومين آخرين ولم يجدوا ردا من القيادة العسكرية.. التحفظ علي الرئيس وأسرته في مكان غير معلوم بعد نقله من الحرس الجمهوري.. الجيش يتسلم مبني التليفزيون ويؤمن مدينة الإنتاج الإعلامي والميادين والمنشآت الحيوية.. تحذير شديد إلي منظمة حماس من التدخل في شئون مصر ورقابة علي حركة الأنفاق.
في الساعة الثامنة, من مساء أمس, كان اجتماع مازال منعقدا دعت إليه القوات المسلحة, بدأ أعماله في الساعة الثالثة والنصف, ضم إلي جانب القيادات العسكرية كلا من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, والبابا تواضروس بابا الإسكندرية, والدكتور محمد البرادعي مفوضا من اتحاد قوي30 يونيو, وثلاثة من أعضاء حركة تمرد, وعددا من الخبراء الدستوريين والقانونيين, وممثلين للأجهزة الأمنية, والدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور, وجلال مرة أمين عام الحزب.
وفي التاسعة مساء, ومن خلال مؤتمر صحفي موسع, حضره كل المشاركين في الاجتماع, أعلن الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي البيان الذي تم التوصل إليه, والذي تضمن نقل السلطة إلي رئيس المحكمة الدستورية العليا, الأمر الذي يعني عزل رئيس الجمهورية محمد مرسي من منصبه, حقنا للدماء, ونزولا علي إرادة الشعب. وأعقب ذلك بيانات أخري وفي الاتجاه نفسه من كل من شيخ الأزهر, والبابا تواضروس, والدكتور محمد البرادعي, ومحمود بدر ممثل حركة تمرد, بالتزامن مع بيانات من الحركات السياسية المختلفة, تؤيد بيان القوات المسلحة.
وكان الرئيس مرسي قد استشاط غضبا في التاسعة والنصف من مساء أمس الأول, حينما فوجئ بالمانشيت الرئيسي لالأهرام يكشف عن سيناريو خريطة المستقبل للقوات المسلحة, فطلب علي الفور تسجيل خطاب مرتجل للشعب يذيعه التليفزيون المصري, وهو الخطاب الذي بدأ التليفزيون إذاعته في الحادية عشرة و35 دقيقة مساء, واستمر45 دقيقة.
وأثار هذا الخطاب حفيظة القوات المسلحة, التي اعتبرته تحديا صارخا, وإعلانا لمواجهة معها, ورد عليه الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع علي الصفحة الرسمية للمجلس الأعلي للقوات المسلحة بقوله: إنه أشرف لنا أن نموت من أن يروع الشعب المصري, ونقسم بالله أن نفتدي مصر وشعبها بدمائنا ضد كل إرهابي أو متطرف أو جاهل.
وعلي الفور, اتخذت القوات المسلحة مجموعة من الإجراءات, أهمها نقل الرئيس من دار الحرس الجمهوري, حيث كان يقيم, والتحفظ عليه ومعه أسرته في مكان غير معلوم, كما تم اتخاذ قرار شفهي بمنع كل قادة جماعة الإخوان المسلمين وعائلاتهم من السفر, وتم إبلاغ جميع المطارات والمواني بالقرار, كما صدر قرار آخر بمنع طائرة الرئيس من التحرك أو الإقلاع, في الوقت الذي تسلمت فيه إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة مبني التليفزيون بماسبيرو لإدارته, وقد غادر صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام المبني نهائيا حاملا متعلقاته, كما تم وضع خطة تأمين كاملة لمدينة الإنتاج الإعلامي أيضا.
وكان الرئيس محمد مرسي قد رفض عرضا بمغادرة البلاد إلي اليمن أو قطر أو تركيا, أو إلي أي جهة أخري يحددها, كما رفض إعلان التنحي بمحض إرادته, وهو الأمر الذي جعل القوات المسلحة تستعين بدستوريين وقانونيين لصياغة البيان, بالإضافة إلي كل من شيخ الأزهر والبابا, لضمان الدعم الديني, والدكتور البرادعي كنائب عن القوي السياسية, وثلاثة من أعضاء تمرد عن الشارع المصري, وذلك حتي يخرج البيان معبرا عن الأطياف المختلفة, ومدعما بالأسانيد القانونية والدستورية, وبعد مرور ساعتين من الاجتماع الذي استضافه مبني عمليات القوات المسلحة جاء عرض من جماعة الإخوان المسلمين, نقله أحد القادة إلي وزير الدفاع, بأن الجماعة توافق علي تنحي الرئيس والابتعاد عن الحكم, إلا أنها تطلب مهلة يومين آخرين للتشاور وتنظيم نفسها, والاستعداد للوضع الجديد, إلا أن العرض وجد رفضا جماعيا, وتصميما علي الاستمرار في الإجراءات وإعلان البيان.
وعلم الأهرام أن السبب وراء تأخير إذاعة البيان أمس, هو خلاف مع حزب النور, الذي كان يصر علي عدم تعطيل الدستور, حرصا منه علي بقاء النصوص الخاصة بالشريعة الإسلامية, إلا أنه تم الاتفاق في نهاية الأمر علي تعطيل العمل بالدستور مؤقتا.
وقد شهدت الساعات الأولي من صباح أمس اتصالات مكثفة من الجيش بعدد من القوي والأحزاب السياسية والائتلافات الثورية, جاءت متزامنة مع إجراءات أمنية مشددة علي الأرض, تضمنت اعتقال عدد من قادة جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة, في الوقت الذي تم فيه زيادة التأمين العسكري لسيناء, وأنفاق مدينة رفح, وإرسال تهديد واضح لحركة حماس يحذر من محاولات العبث بأمن مصر.
ترحيب عربي
هذا ورحبت دول عربية بالتغيير الذي وقع في مصر بعد إقصاء محمد مرسي من رئاسة البلاد، وتسليم الحكم لرئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور.
وبعث العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ببرقية تهنئة إلى منصور قال فيها "باسم شعب المملكة العربية السعودية وبالأصالة عن نفسي، نهنئكم بتولي قيادة مصر في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها".
وأضاف: "إننا إذ نفعل ذلك لندعو الله أن يعينكم على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقكم لتحقيق آمال شعبنا الشقيق في جمهورية مصر العربية، وفي ذات الوقت نشد على أيدي رجال القوات المسلحة كافة ممثلة في شخص الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذين أخرجوا مصر في هذه المرحلة من نفق الله يعلم أبعاده وتداعياته".
وقال وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إن بلاده تتابع بارتياح تطورات الأوضاع في مصر.
وأضاف أن الإمارات على ثقة تامة بأن شعب مصر قادر على تجاوز اللحظات الصعبة الحالية التي تمر بها البلاد.
وقال إن الجيش المصري هو من يضمن استمرار دولة المؤسسات والقانون التي تحتضن كل مكونات الشعب المصري.
وفي دمشق، رأى الرئيس السوري بشار الأسد أن "ما يحصل في مصر هو سقوط لما يسمى الإسلام السياسي، فمن يأت بالدين ليستخدمه لصالح السياسة أو لصالح فئة دون أخرى سيسقط في أي مكان في العالم".
وأضاف الأسد "لا يمكنك خداع كل الناس كل الوقت فما بالك بالشعب المصري الذي يحمل حضارة آلاف السنين وفكرا قوميا عربيا واضحا".
وأكدت الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس أن الواجب الوطني يحتم على كافة التيارات السياسية في مصر احترام إرادة الشعب في التعبير السلمي الديمقراطي والانسجام مع تطلعاته ودعم وحدته وتجنب اللجوء للعنف كوسيلة لفرض الرأي وهو ما قد يجر البلاد إلى منزلق خطير ينعكس ليس على مصر وحدها بل على
المنطقة العربية بأكملها.
ودعت الصحف إلى تغليب الحكمة والعقل والمنطق، والخروج من هذه الأزمة بوعي أكثر عمقا، وفهم أكثر نضجا، لخطورة الموقف، وتداعيات هذا الموقف على حاضر ومستقبل مصر والأمن القومي والديمقراطي والسياسي العربي.
قلق غربي
إلا أنه على الصعيد الغربي تم الاعراب عن القلق وطالب الرئيس الامريكي باراك اوباما جميع الأطراف بنبذ العنف والعمل على اجراء انتخابات سريعة لحكومة جديدة مدنية في مصر معربا عن "قلقه العميق" من قرار الجيش المصري عزل محمد مرسي.
ودعا اوباما الجيش المصري لحماية حقوق المصريين. وقال في بيان مكتوب :"إن اصوات كل الذين شاركوا في المظاهرات مع أو ضد مرسي يجب أن تسمع".
وبموجب القانون الأمريكي، يجب على واشنطن تجميد المعونات لأي دولة يتم خلع رئيسها المنتخب في انقلاب، وهو المصطلح الذي لم يستخدمه اوباما في بيانه.
بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن القلق إزاء خلع مرسي، داعيا إلى سرعة العودة إلى الحكم المدني.
وقال بان في بيان إن "المصريون أبدوا في احتجاجاتهم احباطات عميقة ومخاوف مشروعة. لكن)في الوقت نفسه، تدخل الجيش في شئون أي دولة هو مبعث قلق".
ومضى قائلا "لذا فإن من الضروري أن يعود الحكم المدني سريعا بما يتفق مع مبادئ الديمقراطية."
"العودة إلى الديمقراطية".
وفي السياق ذاته، دعا الاتحاد الأوروبي إلى سرعة العودة إلى الديمقراطية في مصر، وحض الأطراف كافة على ضبط النفس.
وقالت كاثرين اشتون مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد "أحث الأطراف كلها على العودة بسرعة إلى العملية الديمقراطية، بما فيها إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وإقرار دستور".
وأعربت المسئولة الأوروبية عن أملها في أن تكون الإدارة الجديدة في مصر ممثلة للجميع، داعية إلى احترام الحقوق الأساسية وحكم القانون.
أما بريطانيا، فدعت على لسان وزير خارجيتها وليام هيغ جميع الأطراف في مصر الى التحلي بالهدوء بعد الاطاحة بمرسي ،إلا انها تجنبت الحديث عن "انقلاب" الجيش لتغيير النظام.
وقال هيغ في بيان له إن "الوضع خطير بصورة واضحة، وندعو جميع الاطراف الى ضبط النفس وتحاشي العنف".
ودعا هيغ "جميع الاطراف الى "تجديد المرحلة الانتقالية الديمقراطية في مصر".
لقاء مبارك ومرسي
وكالعادة لم تخل مواقع التواصل الاجتماعي من التعليقات الساخرة على آخر الأحداث السياسية بمصر. وتداول النشطاء قصصاً مصوّرة "كوميكس" تخيلوا فيها لقاء الرئيس حسني مبارك، الذي أطاحت به ثورة 25 يناير، بالرئيس المعزول محمد مرسي، وأبرزت ترحيب مبارك بمرسي.
وأظهرت إحدى الصور حسني مبارك أثناء نقله إلى أكاديمية الشرطة حيث تجري محاكمته، مع إضافة مقعد إلى جواره تواجد عليه الرئيس المعزول محمد مرسي، في إشارة إلى اقتراب محاكمته كما تم مع مبارك.
كما انتشرت صور أخرى يظهر من خلالها محمد مرسي وهو خائف من مصيره، بينما يقول له مبارك: "مستنيك يا غالي"، ليؤكد ناشرو هذه الصور أن المصير نفسه ينتظر كل مَنْ يتلاعب بالشعب المصري ولا يُرضي طموحاته.
كما تم تحوير الملصق الخاص بفيلم "الحرامي والعبيط" الذي قام ببطولته خالد الصاوي وخالد صالح، ليتم وضع صورة مبارك ومرسي بدلاً من البطلين الأصليين للفيلم. كما استخدم بعض الناشطين على "فيسبوك" مشهداً من فيلم "حسن ومرقص" الذي قام ببطولته عادل إمام وعمر الشريف، حينما تم القبض على كليهما، ووضع بدلاً منهما مرسي ومبارك، وكتب على الصورة المحوّرة تعليق: "الظاهر إن قدرنا واحد".
وفي صورة أخرى ظهر باسم يوسف في مشهد من برنامجه "البرنامج" قائلاً إن الشعب ثار وخلع رئيسه لتظهر صورة مبارك، فيستدرك باسم يوسف قائلاً: "مش دا" فتظهر صورة مرسي ليرد يوسف "أيوه دا".
كما نُشرت صورة من خطاب مرسي الأخير قبل عزله، والتي أكد فيها أنه لا يسعى إلى أي منصب أو كرسي، ليرد عليه مبارك بأنه "قام بعملها قبله"، حينما تحدث في خطابه الأخير قبل تنحيه وقال إنه لم يكن ينوي الترشح لفترة رئاسية أخرى.
ورغم الفرحة التي يعيشها المصريون منذ مساء أمس إلا أن هناك قلق مستقبلي مما ستؤول إليه الاحداث خلال الايام المقبل .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.