سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» تقضى «ليلة الديكتاتور الأخيرة» فى غرفة العمليات السرية ل«تمرد» شعار ليزر مفاجئ بيد طفل يثير القلق من اكتشاف المقر السرى.. وبيان «السيسى» يستولى على النقاش
تهديدات كثيرة ومعوقات أكثر واجهتهم، بعد قدرتهم على حشد ملايين المصريين فى الشوارع، فيما وصف بأنه أكبر حشد بشرى شهده العالم، جعلتهم يغادرون مقرهم الرئيسى لفترة، إلى مكان آخر، غير معلوم، لإدارة حملتهم، ليتمكنوا من إدارة غرفة عملياتهم، بشكل لا يعرض حياتهم للخطر، ورغم سرية المكان وخصوصيته، فإن «تمرد» استضافت «الوطن»، لقضاء ليلة معها، ورصد تحركاتها قبل ساعات من الدعوة إلى مظاهرات أمس، التى كانت الكارت الأحمر النهائى لمرسى ونظامه. داخل شقة، تحتفظ «الوطن» بعنوانها حفاظاً على سلامة أعضاء الحملة، التف الجميع حول طاولة الاجتماع، يتابعون ويراقبون ما يحدث، قسّموا أنفسهم لمتابعة ما يدور على الأرض فى ميادين الحرية، «أحمد» يتابع البرامج الإخبارية على القنوات الفضائية، و«منة» تتنقل بين موقعى التواصل الاجتماعى «تويتر وفيس بوك» لمعرفة ردود الفعل ومتابعة الأخبار، ومحمد يتلقى اتصالاً هاتفياً من المحافظات، لينقل الاتصال ويكتبه فى شكل خبر. خلية نحل لا تتوقف عن العمل، الجميع ترك منزله وأهله وربما عمله، متفرغاً لمتابعة الحلم، والفكرة التى تحولت إلى يقين متحرك على الأرض، بفضل إيمان الناس بها، على رأس الطاولة يجلس شاب يبدو فى منتصف العقد الثالث، يمسك بيده اليمنى سيجارة وبيده اليسرى يقلب بين الأخبار، التى دونها شباب الحملة من الإعلاميين، ليراجعها قبل رفعها على الموقع الرسمى للحملة، فالشاب لديه خبرة ليست قليلة فى مجال الصحافة، وصلت إلى تقلده رئيساً لقسم الحوادث فى جريدة التحرير، التى تمرد عليها بعدما تأخرت فى تعيين زملائه. عمرو بدر، تمرد فترك عمله، وقرر مواصلة تمرده حتى تولى رئيس تحرير الموقع الرسمى لحملة تمرد، يجلس وسط زملائه من الصحفيين يتابع معهم ما يدور، يدخلون فى نقاشات ليتوصلوا لصيغة نهائية لخبر أو قرار خاص بالجانب التنظيمى للحملة. «بدر» أوضح أن غرفة العمليات للحركة، مقسمة إلى جانبين، إعلامى مسئول عن الموقع وكل ما له علاقة به من أخبار وفعاليات وقرارات وبيانات خاصة بالحملة وكذلك التواصل مع الإعلاميين، وتنظيمى، ويتضمن من التنسيق والتنظيم بين أعضاء وأفراد الحملة على مستوى الجمهورية، والتنسيق بين أعضاء الحملة هنا فى ميادين العاصمة، وما يتعلق بها من المنصات والإعاشة والمستشفى الميدانى واللجان الشعبية. «بدر» يؤكد أن موقع الحملة سيستمر فى عمله رغم محاولات اختراقه، التى بدأت منذ فترة، وخاصة فى 29 يونيو، حيث فوجئنا ب 9 «سيرفرات» تحاول ضرب الموقع لإسقاطه، ولكننا نجحنا فى إحباط محاولاتهم، قائلاً: موقع الحملة سيستمر حتى بعد إسقاط نظام الإخوان، ويعمل على تقديم صحافة متمردة وجديدة للمواطن المصرى. بيان القوات المسلحة كان مثار أغلب الحديث والتعليقات على لسان أفراد الحملة، ورغم أن الخطاب جاء قوياً فى نظرهم، ويحمل رسائل من القوات المسلحة إلى الشعب المصرى، مفادها ضرورة الحشد فى الميادين للضغط من أجل تحقيق المطالب، إلا إن القلق ما زال يحيط بأغلبهم، وخاصة مع وصولهم لأنباء تفيد بتجمع الإسلاميين فى ميدان الجيزة والأوتوستراد، واحتمالية تنظيم مسيرات لهم إلى ميدانى الحرية والتحرير. تدور المناقشات حول: هل نحرر خبراً صحفياً ونطرحه على الموقع؟، وهل سيكون هذا فى صالح المتظاهرين من عدمه؟، الجميع يفكر فى الأمر وما يمكن أن يترتب عليه، وهل إعلان خبر مثل هذا على المنصة يمكنه أن يثير قلق المتظاهرين أم أنهم سيواصلون التظاهر دون الخوف من هذه التهديدات؟ مناقشات طويلة انتهت بضرورة إبلاغ المنصة بما ورد إليهم من أنباء وخاصة أن المتظاهرين يصطحبون معهم كثيراً من الأطفال وكبار السن، لم تمر دقائق، حتى كانت المنصة تذيع الخبر على المتظاهرين، الذين استقبلوه برفض التحرك والإصرار على الاستمرار فى الميادين. مرت قرابة الساعة، حتى توجه أحد أفراد الحملة لإلقاء نظرة على محيط قصر الاتحادية، وتقييم الأوضاع ليتصل بزملائه، ويخبرهم بأن الأعداد تتزايد، يستقبل الشباب الخبر بفرحة ويواصلون متابعة الأخبار مع بقية زملائهم فى المحافظات. جرس الباب يدق، والجميع يترقب شخصية القادم، تتجه ريهام، مسئولة التنظيم نحو الباب، تنظر عبر العين السحرية، ثم تفتح الباب، يدخل عبدربه، ليخبر الجميع بأن الأوضاع مطمئنة حتى اللحظة، ولكن توجد أخبار عن احتمالية توجه مجموعات من الإسلاميين قرب الاتحادية مع إعلان الجماعات الإسلامية الحشد لمساندة مرسى. العمل متواصل فى الغرفة والأخبار تأتى من كل حدب وصوب، ليفاجأ الجميع بشعاع ليزر، موجه إلى شرفة الشقة مخترقاً الزجاج، واصلاً إلى غرفة العمليات، حالة من الارتباك، ويتكرر السؤال: «يا ترى المكان اتعرف»، يتطوع أحد أعضاء الحركة بالنزول لمعرفة مصدر هذا الشعاع، ليكتشف أن أتوبيساً تابعاً لهيئة النقل العام كان يقف فى الشارع وداخله طفل معه شعاع ليزر. عقارب الساعة تشير إلى ما بعد الواحدة من فجر اليوم التالى، تتجه «ريهام»، مسئولة التنظيم فى غرفة العمليات إلى باب الشقة، لكن ما لبث أن سارعهم جرس الباب بالرنين، ليجدوا مى وهبة، المتحدثة الإعلامية لحركة تمرد على الباب، وكان جسدها مصاباً بعدة كدمات، ولا تستطيع التقاط أنفاسها، وكل ما قالته إن مجموعة بينهم شخص ملتحٍ هجموا عليها فى شقتها بوسط البلد، واعتدوا عليها، وكسروا محتويات شقتها، فيما قام الملتحى بخنقها حتى فقدت وعيها.