فى مقال عنوانه «هل يحاول الرئيس المصرى الجديد إعادة بناء العلاقات مع الإمارات؟» كتب سلطان سعود القاسمى فى صحيفة «جلف نيوز» الإماراتية الناطقة بالإنجليزية أن «الخلافات بين مصر والإمارات ينبغى حلها بالطريقة التقليدية، فقد أثبت محمد مرسى أنه شخص صبور تحدى السخرية اللاذعة من خصومه كثيرا، وتعهد حتى بإعادة بناء العلاقات مع الثوار الليبراليين واليساريين الذين تخلى الإخوان عنهم.. والسؤال المطروح الآن هو هل تستطيع جماعة الإخوان إعادة بناء علاقات مصر مع الدول الخليجية -خاصة الإمارات والسعودية- الأكثر تشككا من صعود الجماعة إلى السلطة فى مصر؟ وأضاف الكاتب «يبدو أن الشكوك فى أن السلطات السعودية قد تكون خصما لجماعة الإخوان قد قاربت على نهايتها، بسبب تطورين فى غاية الأهمية أولا أن إلقاء القبض على محام مصرى فى السعودية قد أدى لزيارة تاريخية رفيعة المستوى لوفد مصرى برئاسة قادة الإخوان بمن فيهم سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب آنذاك، التقى خلالها كبار المسئولين السعوديين بمن فيهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وثانيا أن وفاة ولى العهد السعودى الأمير نايف بن عبدالعزيز قد سمحت بفتح صفحة جديدة بين الجانبين لأن الأمير نايف كان الأكثر انتقادا للإخوان داخل الحكومة السعودية. وتابع الكاتب «لكن هذا التقارب لا يبدو محتمل الحدوث بسرعة فى حالة الإمارات وهو يقتضى التعامل مع الخلافات بالطرق التقليدية والكرة فى ملعب الإخوان، فالإمارات لديها سببان رئيسيان للقلق من جماعة الإخوان، الأول علاقتها مع إيران، والثانى وهو الأهم علاقتها مع ما يعتقد أنها شبكة من أنصار الإخوان تعمل بشكل غير قانونى فى الدولة التى لا تسمح بأى نشاط سياسى، وفيما يتعلق بإيران من غير المحتمل أن تشرع الجماعة فى التقارب مع دولة تدعم النظام الوحشى لبشار الأسد، والذى يمثل «إخوان سوريا» قلب الحركة الثورية ضده، بالإضافة إلى أن الإخوان تنظيم سنى بالأساس يتشكك فى الدور الذى تلعبه إيران الشيعية فى دول الشرق الأوسط، وبالتالى فإن مخاوف الإمارات بخصوص إيران لا تتعلق بالتنسيق الوثيق وإنما بتلاقى المصالح بينها وبين جماعة الإخوان». وتابع القاسمى أن «الإمارات إلى جانب السعودية تعد ثانى أكبر المستثمرين فى مصر، حيث تمول مشاريع البنية التحتية فى مصر وتقيم مدنا بالكامل، وعقب سقوط مبارك، تعهدت الإمارات التى تستضيف 300 ألف عامل مصرى، بتقديم 3 مليارات دولار من المساعدات والاستثمارات لمصر، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الإمارات -على عكس دول أخرى فى المنطقة- ليس لها تاريخ من التدخل فى الشئون الداخلية لمصر سواء من خلال وسائل الإعلام أو القنوات الدينية والسياسية. وترى دولة الإمارات -والكلام ما زال للقاسمى- أن مجموعات الإسلاميين داخلها تلقوا دعما من الإخوان المسلمين فى مصر وما زالوا على اتصال بالتنظيم الأم، رغم نفى قيادة الإخوان، ومن المحتمل أيضا أن يكون مسئولون من الدرجتين الثانية والثالثة فى جماعة الإخوان المسلمين وراء هذه الاتصالات مع نظرائهم فى الإمارات». واختتم بأن «هذه القضية هى العقبة الرئيسية أمام إمكانية التقارب بين الإمارات وجماعة الإخوان فى مصر، وحظر النشاط السياسى فى الإمارات العربية ليس موجها فقط إلى جماعة الإخوان أو الفروع التابعة لها، لكنه سياسة عامة لدولة الإمارات، ويستطيع الإخوان فى مصر أن يثبتوا حسن النية بالنأى بأنفسهم علنا عن المنظمات غير الشرعية التى تعمل سرا فى الإمارات، ويجب على الإخوان المسلمين الذين أصبحوا الآن القيادة الفعلية لمصر، أن يتقدموا خطوة إلى الأمام ويكشفوا للإمارات عن أى معلومات تشكل تهديدا للأمن القومى، إذا كانوا حريصين على بناء علاقات جيدة معها، وهى فرصة تاريخية لإظهار حسن النية.. ولقد تعهد الرئيس المنتخب محمد مرسى بأن يكون رئيسا لكل المصريين وليس ممثلا لجماعة الإخوان، وعليه أن يقنع الفصائل المختلفة للجماعة بالامتناع عن أى أنشطة من شأنها أن تعرض فرص تعاونه مع الجهات المانحة والحلفاء المحتملين للخطر، وهو أمر فى متناول يده، سواء داخل الجماعة، أو فى علاقات بلاده مع المنطقة».