خسر شباب الثورة فى 16 شهراً من ثورة يناير حتى الآن أغلب معاركها فى الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية، وكانت 3 مقاعد فقط هى نصيبهم فى مجلس الشعب المنحل، للثلاثى باسم كامل وزياد العليمى ومصطفى النجار، وخسارتهم على الصعيد الرئاسى حينما أعلن الدكتور محمد البرادعى انسحابه من الانتخابات لرفضه «مسرحية الرئاسة»، حسب وصفه، فضلاً عن فشل الثنائى حمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح فى تحقيق طموحات الشباب بالوصول لمقعد «رئيس مصر الثورة»، والتهميش الشبابى فى عضوية اللجنة التأسيسية للدستور. وحسب قيادات من شباب الثورة؛ فإن كسر حاجز الخوف هو مكسبهم الوحيد مقابل «تشويه إعلامى ممنهج» حسب وصفهم، وإقصاء مستمر لهم من الحياة السياسية، واختلافات فيما بينهم أدت فى النهاية إلى حل «ائتلاف شباب الثورة». قال تقادم الخطيب، عضو شباب الجمعية الوطنية للتغيير: «لم نملك رؤية حقيقية للمشهد السياسى، وتأثر الشباب بأحاديث النخبة المتلونة التى ضللتنا كثيراً»، وأشار إلى أن شباب الثورة لم يستغلوا الثقة التى حصدوها من أغلب طبقات الشعب عقب تنحى مبارك للسعى جدياً نحو خلق كوادر شبابية تستطيع تحمل أعباء المرحلة الانتقالية، وانشغل الجميع بالظهور الإعلامى، مما خلق فجوة كبيرة مع المواطن العادى الذى صدق بعدها الأكاذيب الإعلامية حول ائتلافات الثورة، وأضاف أن الشباب فى ظل رئاسة مرسى أو شفيق لن يستطيعوا إثبات ذاتهم، إن لم يراجعوا أنفسهم وأخطاءهم. وأشار ياسر الهوارى، عضو المكتب التنفيذى لحركة «شباب من أجل العدالة والحرية» إلى أن كسر حاجز الخوف النفسى، الذى بثه نظام مبارك فى الشباب عن عجزهم على إحداث التغيير، وانتهاء سطوة الدولة البوليسية، وإنهاء مشروع التوريث، تعتبر مكاسب كبيرة، وقال: «على الرغم من الأخطاء الفادحة التى ارتكبناها، فإننا نجحنا فى تلك المكاسب، وعلينا مراجعة أنفسنا فى المرحلة المقبلة». من جانبه قال الدكتور عماد جاد، الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن شباب الحركات السياسية ساهموا بشكل فعال فى صناعة الثورة ونجاحها، لكنهم «لم يقطفوا ثمارها» حسب وصفه، وسمحوا لآخرين من أحزاب وجماعات وقوى سياسية بالالتفاف على مكتسباتهم، موضحاً أن التفرقة بين بعضهم البعض كانت سبباً رئيسياً فى خسارتهم. وأوضح أن العدد الهائل من الائتلافات والحركات السياسية، التى ظهرت بعد تنحى مبارك، واتجاه كل منهم لتأسيس مجموعة شبابية أملاً فى تطور أكثر فى العمل السياسى، وتركيزهم على الخطاب الإعلامى وتجاهل نبض الشارع، أوقعهم فى فخ «التشرذم» وشق صف الوحدة الثورى، وأضاف: «حتى بعد وجود رئيس منتخب فما زال مصير شباب الثورة غامضا، ويتوقف على كيفية اندماج هؤلاء الشباب داخل كيانات حزبية، وهل سيتخطون أخطاء الماضى أم لا».