وسط ترحيب من النشطاء.. لبنان يمنع عرض فيلم تشارك فيه ممثلة إسرائيلية

حظر لبنان عرض فيلم "واندر وومن" في صالات السينما بسبب مشاركة الممثلة الإسرائيلية "جال جادوت" فيه، استنادا لقرار من مكتب مقاطعة إسرائيل التابع لجامعة الدول العربية.
وأثار قرار الحكومة اللبنانية ترحيب ناشطين لبنانيين يطالبون ب"مقاطعة إسرائيل" كانوا أطلقوا حملة لمنع عرض الفيلم الذي يتناول قصة "بطلة خارقة" تلعب دورها الممثلة الإسرائيلية جال جادوت التي خدمت في الجيش الإسرائيلي عامين.
وقال مصدر في الأمن العام اللبناني لوكالة "فرانس برس": "أصدرت وزارة الداخلية قرارا بمنع عرض الفيلم بناء على توصية من المديرية العامة للأمن العام، وذلك لوجود تعميم من مكتب مقاطعة إسرائيل في جامعة الدول العربية بمنع عرض أفلام جادوت".
وكانت وزارة الاقتصاد اللبنانية طلبت من المديرية العامة للأمن العام اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع عرض الفيلم، مشيرة إلى أن الأمانة العام لجامعة الدول العربية أصدرت في أبريل 2016، مذكرة تتعلّق بمنع عرض الأفلام والأعمال الفنية التي تشارك في تمثيلها الممثلة الإسرائيلية.
وعرضت دور السينما اللبنانية في الماضي أفلاما ل"جادوت"، آخرها فيلم "باتمان ضد سوبرمان" في عام 2016، وذلك قبل نحو شهر على صدور مذكرة مكتب مقاطعة إسرائيل بمنع عرض كل أفلامها.
ومع أن لبنان يتمتع بحرية واسعة في استخدام الإنترنت التي تنتشر عليها نسخ غير قانونية من الأفلام والأعمال الفنية والثقافية الصادرة في مختلف أنحاء العالم، إلا أن السلطات تلتزم بالقائمة السوداء التي يعدها مكتب مقاطعة إسرائيل.
ويمنع الأمن العام اللبناني إجمالا الأعمال التي يرى فيها إثارة للحساسية الطائفية، أو نيلا من المقدسات الدينية أو انتهاكا للآداب العامة أو ترويجا للتطبيع مع إسرائيل.
وكانت لافتات دعائية ل"ووندر وومن" انتشرت في شوارع بيروت، إلا أن مصورًا ل"وكالة فرانس برس" لاحظ أنها أزيلت، وأقيم عرض خاص من الفيلم في لبنان قبل صدور قرار منعه، وكان يفترض أن يبدأ عرضه رسميا الخميس.
وتشمل قرارات مكتب مقاطعة إسرائيل مبدئيا كل الدول العربية، لكن دولا عدة ماتزال تترقب عرض "ووندر وومن" الذي سيبدأ عرضه في دبي الخميس. كما يتوقع يتم عرض في دول أخرى بينها "قطر، والبحرين، ومصر والجزائر، وتونس" في وقت لاحق من الشهر الحالي.
وأشادت "حملة مقاطعي داعمي إسرائيل - لبنان" بقرار الحكومة اللبنانية، داعية الدول العربية الأخرى إلى حذو حذوها، مضيفة "يسقط التطبيع".
وكتب مؤسس الحملة سماح إدريس على صفحته على "فيسبوك"، "مبروك لفلسطين، مبروك للشرفاء في لبنان، مبروك للمقاطعة، مبروك للمقاومة"، مضيفا "التطبيع تلقى ضربة مجلجلة مع منع فيلم الجندية الإسرائيلية من العرض في صالات لبنان".
ووجه إدريس تحية لكل ناشطة وناشط تبنيا حملة المقاطعة، مشيدا بالدور الذي قامت به بعض وسائل الإعلام اللبنانية ومنها جريدة "الأخبار" وقناتا "ال بي سي" و"إم تي في".
كما رحبت "حركة مقاطعة إسرائيل" على صفحتها على فيسبوك بالقرار، مشيرة إلى أن "جادوت" خدمت في جيش الاحتلال وعبرت عن دعمها للمجازر الإسرائيلية في غزة.
وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة عام 2014، وجهت "جادوت" على صفحتها عبر "فيسبوك" تحية إلى الجيش الإسرائيلي وهاجمت حركة حماس.
في المقابل، طالب ناشطون لبنانيون آخرون برفع الرقابة، وكتبت صفحة "أوقفوا الإرهاب الثقافي في لبنان" على "فيسبوك"، "المقاطعة خيار شخصي، لا حق للدولة بلعب دور القيّم على الآراء".
وعلق وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، على حسابه عبر "تويتر"، بعبارة "هم الخاسرون" باللغة العبرية، مرفقة بصورة لمقال حول قرار لبنان حظر الفيلم.